يعد تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول من الأمور الشائعة التي قد يعاني منها بعض المتزوجين، وقد يرجع ذلك لأسباب متنوعة. كما أن هذا الأمر قد يسبب حالة من القلق وذلك لحدوث الحمل الأول بشكل طبيعى. ويقدم المتزوجون بالعديد من المحاولات من أجل حدوث الحمل الثاني ولكن قد تبوء كل تلك المحاولات بالفشل، وذلك لعدم اكتشاف السبب الحقيقي أو تجاهل التغيرات التي تصيب جسد الزوج أو الزوجة مع مرور الوقت. وسنعرض في هذا المقال أسباب تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول وطرق علاجه.

تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول

تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول يمثل عدم القدرة على الإنجاب بعد مرور سنتين أو أكثر من الولادة الأولى. وذلك على الرغم من حدوث علاقة زوجية منتظمة وعدم استخدام أي وسيلة لمنع الحمل. 

أسباب تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول 

توجد الكثير من الأسباب يمكن أن تؤدي إلى تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول. وقد يعود ذلك الأمر لحدوث بعض المشاكل الصحية أو الجسدية والتي قد تضعف عملية الخصوبة وتنقسم تلك الأسباب بشكل رئيسي كالتالي:

١- أسباب تخص الزوج

حدوث خلل في جودة الحيوانات المنوية أو تشوهها أو ضعف حركتها أو نقص عددها عن المستوى الطبيعي. وقد يرجع ذلك لأسباب كثيرة منها عدم تناول الأطعمة الصحية والتدخين وشرب الكحوليات لفترة طويلة. بالإضافة إلى وجود بعض الأمراض مثل دوالي الخصية، وداء السكري أو تناول مكملات التستوستيرون أو كبر سن الرجل أو عمله في وظيفة بها درجات حرارة مرتفعة أثرت على وظيفة الخصية مع الوقت. وقد تكون زيادة الوزن سبب في زيادة هرمون الاستروجين في جسم الرجل مما يسبب ضعف الحيوانات المنوية. 

٢- أسباب تخص الزوجة

ومن أشهر الأسباب التي تؤثر على خصوبة المرأة أن يكون عمرها قد تجاوز سن 35 عام والذي قد يؤثر على احتياطي مخزون المبيض وعدد البويضات وجودتها. بالإضافة إلى حدوث اضطراب في الهرمونات مما يجعل الحمل أكثر صعوبة. كما أن إصابة المرأة بمرض تكيس المبيض سواء حدث ذلك نتيجة خلل وراثي أو السمنة المفرطة قد يقلل من فرص المرأة في حدوث الحمل الطبيعي. ويمكن ملاحظة مرض تكيس المبيض من خلال عدم انتظام الدورة الشهرية وظهور شعر كثيف في مناطق متفرقة من الجسم وبالأخص الذقن، كما قد تعاني المرأة من وجود حبوب في الجسم.

ويمكن تشخيصه باستخدام الموجات فوق الصوتية إذا لم يكن هناك أي أعراض مصاحبة للمرض. وقد يكون السبب لتأخر الإنجاب وجود التهابات مزمنة في منطقة الحوض دون تلقي العلاج المناسب أو وجود أورام ليفية في الرحم أو حتى وجود مرض مناعي يؤثر على الأنسجة التناسلية للمرأة. وقد تعاني المرأة من بطانة الرحم المهاجرة والتي تؤدي إلى التصاقات في الرحم وانسداد قناتي فالوب وغيرها من الأسباب. 

اقرأ أيضا: أسباب الحمل خارج الرحم

الفرق بين تأخر الحمل الأول وتأخر الحمل الثانوي

قد يرجع الفرق بين تأخر الحمل الأول وتأخر الحمل الثانوي إلى أسباب معينة تعاني منها المرأة. حيث أن عدم إنجاب الطفل الأول بعد مرور سنة من علاقة زوجية تحدث بشكل منتظم دون أخذ وسائل منع الحمل من الممكن أن يشير على الأغلب إلى وجود مشكلة في المبيض بشكل أساسي مثل نقص عدد البويضات أو جودتها. وقد يرجع لأسباب أخرى مثل الضغط النفسي أو مشاكل في الرحم. بينما يكون سبب تأخر الحمل وعدم إنجاب الطفل الثاني إلى وجود انسداد في قناة فالوب أو تغير في الهرمونات أو زيادة الوزن أو حدوث مشاكل أثرت على جسد المرأة في الولادة السابقة.

علاج تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول 

هناك طرق علاجية كثيرة وقد تختلف من شخص لآخر باختلاف سبب تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول والحالة الصحية للزوج والزوجة وتتمثل تلك الطرق فيما يلي:

• علاج دوائي: لزيادة الخصوبة إذا كان الزوج لديه خلل في الهرمونات أو لتحسين عملية التبويض عند المرأة. 
• علاج جراحي: في حالة وجود بعض الأمراض التي تتطلب التدخل الجراحي لإزالتها مثل بطانة الرحم المهاجرة. أو علاج انسداد قناتي فالوب أو تكيس المبيض عند المرأة أو علاج دوالي الخصية عند الرجل.
• التلقيح الصناعي: مثل أطفال الأنابيب ويشترط فيه وجود عدد كافى من الحيوانات المنوية. ويتم فيه نقل الحيوان المنوي من الزوج إلى  داخل رحم الزوجة باستخدام أنبوب معين بعد تحضيره من خلال طرق خاصة في المعمل.
• الحقن المجهري: ويعد من أشهر التقنيات الحديثة حيث يتم فيه زرع الحيوان المنوي داخل البويضة. وبعد مرور أيام بسيطة من التحضير داخل المعمل يتم نقل الأجنة داخل الرحم.

اقرأ أيضا: علاج التصاقات الرحم والحمل بعدها

تجربتي مع تأخر الحمل الثاني

بعد إنجاب طفلي الأول وبعد مرور حوالى 3 سنوات فكرت أنا وزوجي في الحصول على طفل ثاني. ولكن لم يحدث ذلك على الرغم من الانتظار والمحاولات الكثيرة مما سبب لنا حالة من الحزن والقلق الشديد. ولكن بعد الذهاب إلى مركز الرياض للخصوبة تمكن المركز من اكتشاف السبب بعد إجراء مجموعة من الفحوصات وكان عندى تكيسات المبيض. وبعد تلقي مجموعة من الأدوية والحرص على تناول الطعام الصحي وفقدان الوزن وتحسين حالتي النفسية تمكنت بفضل الله من إنجاب طفلى الثاني.

كيفية الوقاية من تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول 

يمكن الوقاية من تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول من خلال عمل فحوصات دورية كل فترة للزوج والزوجة. وذلك للاطمئنان على صحتهم مع الحرص على فقدان الوزن الزائد، وتناول الأطعمة الصحية المتوازنة مع تجنب التدخين وشرب الكحوليات. ويفضل أن تنجب المرأة الطفل الثاني قبل أن يزيد عمرها عن 35 سنة ويجب على الرجل تجنب تعريض الخصية لدرجات حرارة مرتفعة وتجنب ارتداء الملابس الضيقة.

مدة تأخر الحمل الطبيعي 

قد تختلف المدة باختلاف مجموعة من العوامل منها عمر المرأة والحالة الصحية للزوج والزوجة. وقد يعتبر تأخر للحمل بعد مرور 6 شهور إذا كان عمر المرأة أقل من 35 سنة. بينما إذا كانت المرأة أكبر من 35 فإنه لا يعتبر تأخر للحمل إلا بعد مرور حوالي سنة.

فحوصات تأخر الحمل الثاني

من أشهر الفحوصات التي يتم إجراؤها هو تحليل السائل المنوي للزوج وقياس مجموعة من الهرمونات مثل هرمون FSH, LH  وهرمون البرولاكتين لتحديد درجة خصوبة المرأة. بالاضافة إلى هرمون البروجستيرون لتقييم عملية التبويض. كما أنه يمكن عمل أشعة بالصبغة لتصوير الرحم من الداخل أو عمل أشعة الموجات فوق الصوتية لتقييم المبيض والرحم.

هل طبيعي تأخر الحمل الثاني؟

يفضل أن تكون هناك فترة من الوقت يمكن للأم استعادة حالتها الصحية بعد الطفل الأول. ويعتبر الحمل الثاني متأخر إذا كانت المدة أكثر من عامين بينه وبين ولادة الطفل الأول.

كيف تعرف المرأة ان خصوبتها عالية؟

من خلال ملاحظة مجموعة من العلامات والتي تشير إلى الخصوبة العالية مثل حدوث الإفرازات المهبلية بشكل زائد وتكون مطاطية قبل الإباضة. أما بعد الإباضة تكون أكثر سمكًا وأقل في الكمية بالإضافة إلى ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.

تأخر الإنجاب بعد الحمل الأول من الممكن أن يكون بسبب مشاكل يعاني منها الزوج أو الزوجة. ويمكن علاجه من خلال معرفة السبب الأصلي وعمل بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص. ويتم العلاج على الأغلب من خلال الأدوية أو الجراحة أو حتى التلقيح الصناعي والحقن المجهرى. كما أنه يمكن الوقاية منه من خلال الحرص على الصحة وفقدان الوزن وتجنب المواد الضارة مع عمل الفحوصات اللازمة.

اقرأ أيضاً: متى تظهر أعراض الحمل في توأم؟