أعراض الإجهاض في الشهر الأول للحمل

تعد أعراض الإجهاض في الشهر الأول من الحمل مصدر قلق للعديد من النساء الحوامل وذلك لحرصهن على نجاح الحمل وخوفهن من فقدان الجنين لذلك فإنه من الضروري معرفة تلك الأعراض لأجل الذهاب إلى الطبيب فوراً عند ملاحظتها.
ما هو الإجهاض
الإجهاض هو فقدان الحمل قبل أن يصل الجنين إلى مرحلة القدرة على الحياة خارج الرحم، وعادةً ما يحدث قبل الأسبوع العشرين من الحمل. ويمكن أن يكون الإجهاض تلقائيًا (غير متعمد) نتيجة لمشاكل صحية أو ظروف تؤثر على الجنين أو الأم، أو قد يكون متعمدًا لأسباب طبية أو شخصية.
أنواع الإجهاض
1. الإجهاض المنذر (Threatened Miscarriage)
في ذلك النوع من الإجهاض تظهر أعراض مثل النزيف المهبلي أو التشنجات، لكن عنق الرحم يظل مغلقًا. في هذه الحالة، قد يستمر الحمل بشكل طبيعي إذا تم اتخاذ التدابير المناسبة.
2. الإجهاض الكامل (Complete Miscarriage)
في ذلك النوع من الإجهاض يتم طرد جميع أنسجة الحمل من الرحم بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخل طبي. ويصاحب الإجهاض في تلك الحالة نزيف مهبلي وتشنجات تنتهي تدريجيًا بعد التخلص من أنسجة الحمل.
3. الإجهاض غير الكامل (Incomplete Miscarriage)
يحدث ذلك النوع من الإجهاض عندما يتم طرد بعض أنسجة الحمل، بينما تظل أجزاء أخرى داخل الرحم.ويتطلب ذلك النوع عادة تدخلًا طبيًا لإزالة الأنسجة المتبقية، إما بالأدوية أو بالإجراء الجراحي.
4. الإجهاض المفقود (Missed Miscarriage)
في ذلك النوع من الإجهاض يتوقف نمو الجنين أو يتوفى داخل الرحم، لكن الجسم لا يطرده تلقائيًا. وأحياناً لا تظهر أعراض واضحة مثل النزيف أو الألم، ويتم اكتشافه أثناء الفحص الروتيني.
5. الإجهاض المعتاد (Recurrent Miscarriage)
عندما يحدث فقدان للحمل ثلاث مرات متتالية أو أكثر يكون يسمى ذلك إجهاضاً معتاداً. وغالبًا ما يرتبط بأسباب مرضية مثل اضطرابات المناعة أو تشوهات الرحم.
6. الإجهاض الإنتاني (Septic Miscarriage)
يحدث ذلك النوع من الإجهاض نتيجة إصابة الرحم بعدوى أثناء الإجهاض. ويصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، وقشعريرة، وإفرازات ذات رائحة كريهة، وألم حاد. ويتطلب علاجًا طبيًا فوريًا لتجنب المضاعفات.
7. الحمل العنقودي (Molar Pregnancy)
وهو شكل نادر من الإجهاض يحدث عندما تتطور المشيمة بشكل غير طبيعي وتتحول إلى أنسجة غير طبيعية (أورام حميدة أو خبيثة أحيانًا). ولا يحتوي هذا النوع على جنين مكتمل.
أعراض الإجهاض في الشهر الأول من الحمل
1. نزيف مهبلي
يتراوح النزيف الناتج عن الإجهاض بين خفيف إلى شديد، وقد يكون متقطعًا أو مستمرًا. يمكن أن يحتوي على تجلطات دموية.
الفرق بين نزيف الإجهاض ونزيف الحمل الطبيعي
- نزيف الحمل الطبيعي غالبًا يكون خفيفًا (تبقيع أو بقع دموية) ويستمر لفترة قصيرة دون ألم حاد.
- نزيف الإجهاض يكون أكثر غزارة ومصحوبًا بتقلصات وآلام في البطن.
2. آلام وتشنجات في البطن
تكون التشنجات شديدة ومستمرة، مع آلام حادة في أسفل البطن والحوض.
الفرق عن ألم التمدد الطبيعي أثناء الحمل
ألم التمدد الطبيعي يكون خفيفًا، متقطعًا، ويحدث نتيجة تمدد الأربطة. أما ألم الإجهاض، فيكون أكثر شدة ويستمر لفترة طويلة.
3. اختفاء أعراض الحمل
قد تختفي الأعراض المرتبطة بالحمل مثل:
- توقف الغثيان الصباحي.
- انخفاض الإحساس بألم الثدي.
- زوال الإرهاق المفاجئ.
4. إفرازات غير طبيعية
لون الإفرازات
إفرازات بنية داكنة أو وردية وقد تحتوي على أنسجة أو قطع صغيرة من الدم.
رائحة الإفرازات
قد تكون كريهة في بعض الحالات، مما يشير إلى وجود عدوى.
5. آلام أسفل الظهر
ألم مستمر أو متقطع، يشبه ألم الدورة الشهرية ولكنه أكثر شدة وقد يمتد إلى الوركين أو الفخذين.
تعرفي أيضاً على: أعراض الإجهاض وكيفية التعامل معها
الأسباب الشائعة للإجهاض
اختلالات الكروموسومات
تعد اختلالات الكروموسومات من الأسباب الرئيسية للإجهاض حيث قد يحدث خلل في عدد أو هيكل الكروموسومات في الجنين، مما يمنع تطوره بشكل طبيعي. وذلك الخلل تكون غالبًا عشوائية ولا يمكن تجنبه، وقد يؤدي إلى توقف نمو الجنين.
مشكلات في الرحم أو عنق الرحم
تشوهات الرحم: مثل الرحم المائل أو الرحم ذو الجدران السميكة أو المتعددة التجاويف، مما يجعل من الصعب على الجنين النمو في بيئة صحية.
ضعف عنق الرحم: عندما يكون عنق الرحم ضعيفًا أو غير قادر على الاحتفاظ بالحمل، مما يؤدي إلى الإجهاض المبكر.
عدوى أو أمراض مزمنة
العدوى: بعض العدوى مثل التهاب المسالك البولية، التسمم الغذائي، أو عدوى الجهاز التناسلي قد تؤثر على الحمل وتؤدي إلى الإجهاض.
الأمراض المزمنة: مثل السكري غير المنضبط أو أمراض المناعة الذاتية قد تؤثر على قدرة الجسم على الحفاظ على الحمل.
تعرفي أيضاً على: تأخر الحمل بعد الإجهاض: الأسباب والعلاج النهائي
عوامل الخطر للإجهاض
العمر
النساء فوق سن 35 عامًا قد يكنَّ أكثر عرضة للإجهاض، حيث تزداد فرص حدوث مشاكل في الكروموسومات مع تقدم العمر، مما يزيد من احتمال حدوث الإجهاض.
عند سن 40 وما فوق، تكون المخاطر أكبر بشكل ملحوظ.
تاريخ مرضي سابق
النساء اللاتي مررنَ بتجربة إجهاض سابق قد يكنَّ أكثر عرضة للإجهاض في الحمل المقبل.
حالات الإجهاض المتكررة (ثلاث مرات أو أكثر) قد تشير إلى مشاكل صحية تستدعي التقييم الطبي.
عادات غير صحية
التدخين: يعد التدخين أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإجهاض، حيث يؤثر على تدفق الدم إلى الرحم ويقلل من قدرة الجسم على الحفاظ على الحمل.
الكحول: استهلاك الكحول خلال الحمل يرفع من احتمالية الإجهاض، خاصة في المراحل المبكرة.
الكافيين الزائد: شرب كميات كبيرة من الكافيين قد يزيد من خطر الإجهاض، لذا يوصي الأطباء بتقليل استهلاك الكافيين أثناء الحمل.
تشخيص الإجهاض
الفحص السريري
يبدأ الطبيب بتقييم الأعراض السريرية مثل النزيف المهبلي، التقلصات، أو اختفاء أعراض الحمل. ويستمع إلى التاريخ الطبي للمريضة، بما في ذلك الحالات الصحية السابقة مثل الأمراض المزمنة أو حالات الإجهاض السابقة ويطلع على جميع الفحوص السابقة.
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
تعد الموجات فوق الصوتية من الأدوات الأساسية في تشخيص الإجهاض، حيث تساعد على تصوير الرحم والجنين. فمن خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية، يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كان الجنين قد توقف عن النمو أو إذا كانت هناك أي مشاكل في المشيمة أو الرحم.
تحليل الدم (اختبار مستويات الهرمونات)
يمكن أن يساعد اختبار مستويات هرمون الحمل (HCG) في الدم على التحقق من الإجهاض. ففي حالات الإجهاض، تنخفض مستويات هذا الهرمون بشكل غير طبيعي. وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء تحليل دم إضافي لمتابعة مستويات هرمون البروجستيرون في بعض الحالات.
الفحص البدني
في حالة وجود نزيف حاد أو تشنجات، قد يفحص الطبيب عنق الرحم للتحقق من حالته، إذا كان قد بدأ في التوسع أو كان مغلقًا.
في حالة ظهور أعراض الإجهاض في الشهر الأول من الحمل يجب أن يكون الطبيب الذي يشخص الإجهاض يفهم جيداً ما هي أعراض الإجهاض في الشهر الأول حتى يتمكن من التشخيص واتخاذ القرار الصحيح.
تعرفي على أسباب الإجهاض المتكرر
التعامل مع الإجهاض في الشهر الأول
في حالة ظهور أعراض الإجهاض في الشهر الأول من الحمل غالباً ما يكون التعامل معها على النحو التالي:
1. العلاج الطبي

يُستخدم الميزوبروستول (Misoprostol):لتحفيز الرحم على طرد أنسجة الحمل في حالات الإجهاض المبكر (الشهر الأول). هذا العلاج عادة ما يُستخدم في حالات الإجهاض غير المكتمل أو الإجهاض المنذر، حيث لا يتم طرد الأنسجة بشكل طبيعي.يمكن أن يكون الميفيبريستون (Mifepristone) أيضًا خيارًا في بعض الحالات، حيث يساعد في إيقاف نمو الحمل بشكل سريع. يُستخدم هذا العلاج بشكل أساسي في الشهر الأول من الحمل لتسريع عملية الإجهاض إذا لم تكتمل بشكل طبيعي.
2. الانتظار الطبيعي
هذا الخيار يُستخدم في حالات الإجهاض الكامل أو الإجهاض المنذر في الشهر الأول، حيث يترك الجسم ليطرد الأنسجة بشكل طبيعي. إذا كانت الأنسجة قد طُردت بالفعل بشكل طبيعي وكان النزيف غير غزير، يمكن أن يُترك الجسم للتعافي دون تدخل. في حالات الإجهاض المبكر، يراقب الطبيب الحالة بعناية لتجنب المضاعفات مثل العدوى أو النزيف المطول. إذا لم يكتمل الإجهاض بشكل طبيعي أو استمر النزيف لفترة طويلة، قد يتطلب الأمر تدخلًا طبياً لاحقًا.