اعراض بطانة الرحم المهاجرة وعلاجها

28.jpg?fit=1080%2C720&ssl=1

إن ظهور اعراض بطانة الرحم المهاجرة من الأمور التي ينبغي عدم إغفالها وذلك لأن بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) من الحالات الصحية النسائية المزمنة التي تؤثر على نسبة كبيرة من النساء في سن الإنجاب، وقد تتسبب في آلام شديدة واضطرابات صحية متعددة قد تؤثر على جودة الحياة. تنشأ هذه الحالة عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج تجويف الرحم، مما يؤدي إلى تفاعل التهابي وأعراض متفاوتة الخطورة.

 ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟

بطانة الرحم المهاجرة هي اضطراب يحدث عندما تنمو خلايا تشبه خلايا بطانة الرحم في أماكن غير طبيعية خارج الرحم، مثل المبايض، قناتي فالوب، المثانة، وحتى الأمعاء. على الرغم من أن هذه الأنسجة خارج الرحم، فإنها تستجيب لهرمونات الدورة الشهرية بطريقة مشابهة للأنسجة الرحمية، مما يؤدي إلى نزيف داخلي، التهابات، وتكوّن نسيج ندبي.

اقرئي أيضاً: ما هي بطانة الرحم المهاجرة

اعراض بطانة الرحم المهاجرة

تتفاوت أعراض بطانة الرحم المهاجرة من حالة إلى أخرى، وقد تكون خفيفة لدى بعض النساء وشديدة ومزمنة لدى أخريات. كما قد تخطئ بعض النساء في تفسير هذه الأعراض على أنها جزء طبيعي من الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص. وفيما يلي أبرز الأعراض المرتبطة بهذه الحالة:

1. ألم الحيض الشديد (عسر الطمث)

يعدّ من أكثر الأعراض شيوعًا. يتميز هذا الألم بكونه يفوق في شدّته الألم الطبيعي المصاحب للحيض، وقد يبدأ قبل الدورة بيوم أو أكثر، ويستمر خلالها. في العديد من الحالات، يزداد الألم مع مرور الوقت ويؤثر على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، كالعمل أو الدراسة.

2. ألم أثناء العلاقة الزوجية

تشير العديد من النساء المصابات إلى شعور بألم عميق أثناء أو بعد الجماع، ويعزى هذا الألم غالبًا إلى وجود أنسجة بطانة مهاجرة في المناطق الواقعة خلف الرحم أو على جدار المهبل، مما يؤدي إلى تهيج هذه الأنسجة خلال الاتصال الجنسي.

3. ألم مزمن في الحوض

يظهر هذا الألم بشكل مستمر أو متكرر في منطقة الحوض، وقد لا يكون مرتبطًا مباشرةً بفترة الحيض. قد يتراوح هذا الألم بين خفيف إلى حاد، ويعتبر من العلامات المهمة التي تستدعي التقييم الطبي عند استمراره لفترة طويلة.

4. ألم أثناء التبول أو التبرز

يحدث هذا العرض غالبًا أثناء الدورة الشهرية، وقد يدل على انتشار أنسجة بطانة الرحم إلى المثانة أو الأمعاء. وتشكو بعض النساء من صعوبة في التبول أو الشعور بحرقة أو ضغط في منطقة المستقيم.

5. اضطرابات الدورة الشهرية

تشمل هذه الاضطرابات:

  • نزيفًا غزيرًا خلال الدورة الشهرية (غزارة الطمث).
  • نزيفًا بين الدورات الشهرية.
  • عدم انتظام في توقيت الدورة أو مدتها.

هذه الأعراض قد تترافق مع التعب والإرهاق وتُشكّل عبئًا إضافيًا على المريضة.

6. صعوبة في الحمل

تعدّ بطانة الرحم المهاجرة من الأسباب الشائعة للعقم. حيث تؤثر هذه الحالة على الخصوبة من خلال:

  • تكوّن التصاقات حول المبايض وقنوات فالوب.
  • اضطراب الإباضة.
  • تغيرات في البيئة الهرمونية داخل الرحم.

وتشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من النساء المصابات يجدن صعوبة في تحقيق الحمل دون تدخل طبي.

7. أعراض غير محددة

تعاني بعض النساء من مجموعة من الأعراض العامة التي قد تتداخل مع أمراض أخرى، وتشمل:

  • الغثيان.
  • الانتفاخ البطني.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال.
  • التعب المزمن وفقدان الطاقة.

تجدر الإشارة إلى أن شدة الأعراض لا تعكس بالضرورة مدى تقدم الحالة، فقد تكون هناك إصابة واسعة النطاق مع أعراض خفيفة، والعكس صحيح.

اقرئي أيضاً:   أعراض بطانة الرحم المهاجرة وتأثيرها على الحمل 

 طرق تشخيص بطانة الرحم المهاجرة

يعدّ تشخيص بطانة الرحم المهاجرة عملية معقدة نسبيًا، نظرًا لتشابه أعراضها مع حالات صحية أخرى. لذلك يعتمد الأطباء على مجموعة من الوسائل التي تتكامل فيما بينها لتأكيد الإصابة وتحديد شدتها. وفيما يلي أبرز طرق التشخيص:

1. الفحص السريري

يبدأ الطبيب عادةً بأخذ التاريخ المرضي للمريضة بشكل مفصل، مع التركيز على نوعية الألم، توقيته، ومدى تأثيره على جودة الحياة.
بعد ذلك يجرى فحص للحوض، والذي يمكن من خلاله الكشف عن بعض العلامات غير الطبيعية مثل وجود كتل، أو مناطق مؤلمة بشكل غير معتاد، أو احتمالية وجود التصاقات. رغم أن هذا الفحص لا يعدّ حاسمًا، إلا أنه يسهم في توجيه الطبيب نحو الاشتباه بالحالة وطلب فحوصات إضافية.

2. التصوير الطبي

أ. التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)

يستخدم على نطاق واسع كخطوة أولى في التقييم، خاصة عند استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، حيث يساعد في الكشف عن الأكياس المبيضية المصاحبة للبطانة المهاجرة (أكياس الشوكولاتة). ومع ذلك، فإن هذا النوع من التصوير قد لا يكشف عن كل أنواع الأنسجة المهاجرة، خصوصًا الصغيرة منها أو تلك الموجودة في أماكن غير واضحة.

ب. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

MRI
MRI

يوفر هذا النوع من التصوير تفاصيل دقيقة للأنسجة، ويعدّ مفيدًا في الحالات التي يحتمل فيها وجود بطانة مهاجرة عميقة أو منتشرة في أماكن يصعب الوصول إليها عبر الموجات فوق الصوتية، مثل الأمعاء أو المثانة. كما يستخدم في التخطيط قبل الجراحة لتحديد مدى انتشار المرض بدقة.

3. تنظير البطن (Laparoscopy)

يعتبر تنظير البطن الوسيلة الأكثر دقة لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة، ويُعرف بأنه “المعيار الذهبي” للتشخيص. وهو إجراء جراحي يتم تحت التخدير العام، حيث يدخل الطبيب منظارًا دقيقًا عبر شق صغير في جدار البطن، ما يتيح له رؤية الأعضاء الداخلية بشكل مباشر.

خلال هذا الإجراء، يتمكن للطبيب من التالي:

  • الكشف عن وجود أنسجة بطانة الرحم المهاجرة.
  • تقييم درجة انتشار المرض.
  • أخذ عينات للفحص النسيجي.
  • تنفيذ بعض الإجراءات العلاجية مثل إزالة الأنسجة أو فك الالتصاقات إن لزم الأمر.

 

ورغم فعالية تنظير البطن، فإنه لا يُستخدم عادةً كخيار أول للتشخيص، بل يُلجأ إليه في الحالات التي يصعب فيها تأكيد الإصابة بالوسائل غير الجراحية، أو في حال وجود صعوبات في الحمل.

اقرئي أيضاً: أنواع بطانة الرحم المهاجرة وكيفية تشخيصها

علاج بطانة الرحم المهاجرة

تختلف طرق علاج بطانة الرحم المهاجرة تبعًا لشدة اعراض بطانة الرحم المهاجرة، مدى انتشار المرض، والرغبة في الإنجاب. ويهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض، الحد من تطور المرض، وتحسين جودة الحياة. وفيما يلي أبرز أساليب التعامل مع الحالة:

1. العلاجات الدوائية

تشكل الأدوية خط الدفاع الأول في علاج بطانة الرحم المهاجرة، خاصة في الحالات التي لا تستدعي التدخل الجراحي. وتشمل:

  • مسكنات الألم: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) كالإيبوبروفين والنابروكسين، والتي تُستخدم لتخفيف آلام الحوض والطمث.
  • العلاج الهرموني: يهدف إلى تقليل أو إيقاف الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى تقليص نمو أنسجة بطانة الرحم المهاجرة. وتشمل هذه العلاجات:
    • حبوب منع الحمل المركبة.
    • البروجستين أو اللولب الهرموني.
    • منبهات أو مضادات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH).

ورغم فاعلية العلاج الهرموني، إلا أن الأعراض قد تعود بعد التوقف عنه، مما يستدعي تقييم الحالة بشكل دوري.

2. التدخل الجراحي

يعدّ التدخل الجراحي خيارًا مهمًا في حال فشل العلاج الدوائي أو وجود أعراض شديدة ومزمنة، أو عند التأثير على الخصوبة.
ويجرىه الجرح غالبًا من خلال تنظير البطن، إذ يزيل أو يكوي الأنسجة المهاجرة والالتصاقات. في بعض الحالات المتقدمة جدًا والتي لا تستجيب لأي من الخيارات الأخرى، قد يوصى باستئصال الرحم والمبايض، لكن ذلك يعتبر خيارًا نهائيًا ولا يلجأ الطبيب  إليه إلا بعد استنفاد جميع البدائل.

3. الدعم النفسي والاجتماعي

نظرًا للطبيعة المزمنة للحالة وتأثيرها على الخصوبة والعلاقات الاجتماعية وجودة الحياة، يُنصح بتوفير دعم نفسي مستمر للمصابة.
يشمل هذا:

  • الاستشارة النفسية لمواجهة التوتر والاكتئاب المرتبطين بالحالة.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم، إذ يمكن تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب أخريات يواجهن نفس التحديات.

 

4. تغيير نمط الحياة

يمكن أن يُساهم تعديل نمط الحياة في تقليل حدة الأعراض وتحسين التوازن العام في الجسم. من أبرز هذه التعديلات:

اتباع نظام غذائي صحي: يتضمن تقليل الأطعمة المسببة للالتهاب مثل السكريات المكررة والدهون المهدرجة، وزيادة استهلاك الخضروات، الحبوب الكاملة، والأطعمة الغنية بالأوميغا-3.

ممارسة النشاط البدني بانتظام: مثل المشي أو اليوغا، ما يُساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف الألم.

تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل وتمارين التنفس، التي قد تُساعد في تقليل التوتر المرتبط بالألم المزمن.

المصادر

WHO

Cleveland Clinic



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي