تشخيص وعلاج الاورام الليفية

40.jpg?fit=1080%2C720&ssl=1

تعد الاورام الليفية من أسباب تأخر الإنجاب الشائعة التي تعاني منها كثير من النساء اللواتي يعانين من تأخر الإنجاب لذلك من المهم جدًا معرفة أعراضها والإسراع في الذهاب إلى الطبيب المختص عند ظهور تلك الأعراض.

الاورام الليفية

الاورام الليفية الرحمية (Uterine Fibroids) هي نموات غير سرطانية (حميدة) تنشأ من العضلات الملساء والأنسجة الليفية في جدار الرحم. تعد من أكثر الأورام الحميدة شيوعًا لدى النساء في سن الإنجاب، وتتفاوت في الحجم من عقيدات صغيرة لا تُرى بالعين المجردة إلى كتل كبيرة يمكن أن تسبب تضخمًا ملحوظًا في الرحم. وعلى الرغم من أنها غالبًا لا تتحول إلى أورام خبيثة، إلا أنها قد تؤثر على جودة الحياة وتسبب مجموعة من الأعراض التي تتطلب تدخلًا طبيًا.

مدى انتشارها والفئات الأكثر عرضة للإصابة

تعد الأورام الليفية من الحالات الشائعة بين النساء، إذ تشير الدراسات إلى أن نحو 70% من النساء قد يصبن بورم ليفي واحد على الأقل خلال فترة حياتهن، خاصة في سن الإنجاب. وتزداد نسبة الإصابة تدريجيًا مع التقدم في العمر، لتبلغ ذروتها في الفئة العمرية بين 35 و50 عامًا.

كما أن بعض العوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة، مثل:

  • التاريخ العائلي لوجود أورام ليفية.
  • العرق، حيث تُعد النساء من أصل إفريقي أكثر عرضة للإصابة بها، وغالبًا ما تظهر لديهن الأورام في سن مبكرة وبأحجام أكبر.
  • السمنة وزيادة مؤشر كتلة الجسم.
  • انخفاض عدد مرات الحمل أو عدم الحمل نهائيًا.
  • البلوغ المبكر.

 

أنواع الاورام الليفية الرحمية

تعد الأورام الليفية الرحمية من أكثر أورام الجهاز التناسلي الأنثوي شيوعًا، ويتم تصنيفها إلى أنواع رئيسية بناءً على موقعها داخل الرحم، حيث يحدد هذا الموقع طبيعة الأعراض التي قد تظهر لدى المريضة، ومدى تأثير الورم على الخصوبة أو جودة الحياة.

1. الورم الليفي داخل جدار الرحم (Intramural Fibroids)

يعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين جميع أنواع الأورام الليفية. ينمو الورم داخل الجدار العضلي للرحم، مما قد يؤدي إلى تضخم الرحم بشكل عام. في بعض الحالات، يسبب هذا النوع من الأورام الليفية أعراضًا مثل غزارة الطمث (الحيض الثقيل)، وآلام الحوض، وأحيانًا مشاكل في الخصوبة بسبب التغيير في شكل الرحم الداخلي.

2. الورم الليفي تحت المخاطية (Submucosal Fibroids)

ينمو هذا النوع من الأورام باتجاه تجويف الرحم الداخلي (بطانة الرحم)، ويعد الأقل شيوعًا، لكنه الأكثر ارتباطًا باضطرابات الدورة الشهرية والنزيف الحاد. كما أن له تأثيرًا مباشرًا على الخصوبة؛ إذ قد يتداخل مع انغراس البويضة أو يسبب الإجهاض المتكرر. ويوصى غالبًا بإزالته جراحيًا في حال تأثيره على الرغبة في الحمل.

3. الورم الليفي تحت المصلية (Subserosal Fibroids)

ينمو الورم في هذا النوع على السطح الخارجي للرحم، باتجاه التجويف البطني، ولا يؤثر عادة على الدورة الشهرية. لكنه قد يسبب ضغطًا على الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو المستقيم، مما يؤدي إلى أعراض مثل كثرة التبول أو الإمساك المزمن، خاصة إذا كان حجمه كبيرًا.

4. الورم الليفي المتدلي أو المعلّق (Pedunculated Fibroids)

يعد هذا النوع شكلاً خاصًا من الأورام الليفية تحت المخاطية أو تحت المصلية، حيث يرتبط الورم بجدار الرحم عبر قاعدة رفيعة تُشبه الساق. وقد يؤدي وجود هذا النوع إلى ألم حاد، خاصة إذا التفت “الساق” أو حدث التواء، مما يتطلب تدخلًا جراحيًا عاجلًا. يمكن أن يكون هذا الورم ظاهرًا في المهبل إذا كان متدليًا داخل تجويف الرحم.

اقرئي أيضاً: ما هو الورم الليفي

أسباب الاورام الليفية الرحمية

رغم أن السبب الدقيق لظهور الاورام الليفية الرحمية لا يزال غير معروف بشكل نهائي، إلا أن الأبحاث الطبية تشير إلى وجود مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا في نشأة هذه الأورام، ومنها:

1. العوامل الهرمونية

تعد الهرمونات الأنثوية، وبالأخص الإستروجين والبروجستيرون، من المحركات الأساسية لنمو الأورام الليفية. إذ وجد أن هذه الأورام تحتوي على عدد كبير من مستقبلات هذه الهرمونات مقارنة بالأنسجة الرحمية الطبيعية. ويلاحظ عادةً تضخم الأورام الليفية خلال فترات ارتفاع الهرمونات، مثل الحمل، وتراجعها بعد انقطاع الطمث.

2. العوامل الوراثية

تلعب الجينات دورًا مهمًا في زيادة احتمالية الإصابة، حيث أظهرت الدراسات أن النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي من الإصابة بالأورام الليفية يكنّ أكثر عرضة لتطورها. كما تم رصد تغيرات جينية محددة في بعض أنواع هذه الأورام.

3. العوامل البيئية ونمط الحياة

تشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة بين نمط الحياة وبعض السلوكيات وبين خطر الإصابة، مثل:

  • السمنة أو زيادة الوزن
  • تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء
  • قلة استهلاك الخضروات الورقية
  • بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة

4. العوامل العرقية

تعد النساء من أصول إفريقية أكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية مقارنة بغيرهن، كما أن الأورام لديهن تميل إلى الظهور في سن مبكرة وتكون أكبر حجمًا وأشد أعراضًا.

أعراض الاورام الليفية الرحمية

تعتمد الأعراض المصاحبة للأورام الليفية على عدة عوامل، أهمها: حجم الورم، وعدده، وموقعه داخل الرحم. وقد تكون بعض الأورام الليفية صغيرة ولا تسبب أي أعراض، بينما تؤدي أورام أخرى إلى مشكلات واضحة تؤثر على نوعية الحياة. وفيما يلي أبرز الأعراض الشائعة:

1. غزارة الطمث أو النزيف غير الطبيعي

يعد النزيف الغزير أثناء الدورة الشهرية من أكثر الأعراض شيوعًا، وقد يؤدي إلى فقر الدم مع الوقت. كما قد تعاني بعض النساء من نزيف بين الدورات الشهرية.

2. آلام وتقلصات في الحوض أو أسفل البطن

قد تسبب الأورام الليفية شعورًا بالثقل أو الضغط في منطقة الحوض، وأحيانًا تقلصات مؤلمة، خاصة خلال الحيض.

3. زيادة عدد مرات التبول

إذا ضغط الورم على المثانة، قد تشعر المريضة بالحاجة المتكررة للتبول، أو بعدم تفريغ المثانة بالكامل.

4. الإمساك أو صعوبة في التبرز

نتيجة ضغط الورم على المستقيم، قد تُعاني بعض النساء من مشاكل في الإخراج أو شعور مزعج بالامتلاء في الأمعاء.

5. صعوبة في الحمل أو مشاكل في الخصوبة

قد تؤثر بعض الأورام، خاصة تلك القريبة من بطانة الرحم، على القدرة على الحمل، أو تتسبب في إجهاض متكرر.

6. آلام أثناء العلاقة الزوجية (Dyspareunia)

قد تصاب بعض النساء بألم أثناء الجماع، خصوصًا إذا كان الورم قريبًا من عنق الرحم أو الجدار الخلفي للرحم.

7. تضخم في البطن أو زيادة حجم الرحم

في بعض الحالات، يلاحظ تضخم البطن أو الشعور بكتلة فيه، وقد يتم تشخيص الورم أثناء الفحص الروتيني أو التصوير.

اقرئي أيضاً: أعراض وجود ورم ليفي في الرحم

تشخيص الاورام الليفية الرحمية

يعتمد تشخيص الأورام الليفية على التاريخ الطبي، والفحص السريري، والفحوصات التصويرية التي تساعد في تحديد موقع الورم وحجمه وعدده. وتشمل وسائل التشخيص الشائعة ما يلي:

1. الفحص السريري للحوض

غالبًا ما يتم اكتشاف الورم الليفي أثناء الفحص الروتيني للحوض، عندما يلاحظ الطبيب وجود تضخم في الرحم أو كتلة غير طبيعية.

2. التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)

يعد الوسيلة الأكثر استخدامًا لتأكيد وجود الأورام وتحديد خصائصها، ويمكن إجراؤه عبر البطن أو المهبل.

3. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يُستخدم في الحالات المعقدة لتحديد عدد الأورام، وحجمها بدقة، وتمييزها عن الحالات الأخرى مثل الأورام السرطانية أو بطانة الرحم المهاجرة.

4. تنظير الرحم (Hysteroscopy)

يسمح برؤية داخل الرحم باستخدام أنبوب بصري، ويُستخدم لتقييم الأورام تحت المخاطية التي تؤثر على تجويف الرحم.

5. اختبارات الدم

قد تُستخدم لتقييم فقر الدم الناتج عن النزيف المزمن، أو لاستبعاد الأسباب الأخرى للنزيف الرحمي.

اقرئي أيضاً: متى يكون حجم الورم الليفي خطير

علاج الأورام الليفية الرحمية

يعتمد اختيار طريقة العلاج على عدة عوامل، منها: حجم الورم، الأعراض، عمر المريضة، ورغبتها في الإنجاب مستقبلاً. وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

1. المراقبة والمتابعة

في حالة الأورام الصغيرة غير المصاحبة لأعراض، قد يكتفي الطبيب بالمراقبة الدورية دون تدخل علاجي.

2. العلاج الدوائي

  • مضادات الهرمونات (مثل ناهضات GnRH): تُستخدم لتقليص حجم الورم مؤقتًا، خاصة قبل العمليات الجراحية.
  • موانع الحمل الهرمونية: تساعد في تقليل النزيف الحاد وتنظيم الدورة.
  • الأدوية المسكنة ومضادات الالتهاب: تُستخدم لتخفيف الألم والتقلصات.

3. العلاجات غير الجراحية الموجهة

  • الانصمام الرحمي (Uterine Fibroid Embolization – UFE)
الانصمام الرحمي
الانصمام الرحمي


إجراء يتم فيه سد الشرايين المغذية للورم باستخدام مواد خاصة تُحقن عبر القسطرة، مما يؤدي إلى تقليص حجم الورم وتخفيف الأعراض دون جراحة.

  • العلاج بالموجات فوق الصوتية المركّزة (MRgFUS): علاج غير جراحي يستخدم الموجات الصوتية لتفتيت الورم.

4. التدخل الجراحي

  • استئصال الورم الليفي (Myomectomy): مناسب للنساء الراغبات في الحمل، حيث يُزال الورم مع الحفاظ على الرحم.
  • استئصال الرحم (Hysterectomy): يعد الحل النهائي في الحالات الشديدة أو المتكررة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، خاصة عند عدم الرغبة في الإنجاب مستقبلاً.

المصادر

Clavelenic Clinic

Medine Plus



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي