تعد عملية الحقن المجهري واحدة من أبرز التقنيات الحديثة في معالجة العقم، حيث تساهم في تحقيق حلم الإنجاب. ويتميز التحضير لعملية الحقن المجهري بالدقة والتخطيط الجيد، ويشمل مجموعة من الخطوات الضرورية لضمان نجاح العملية. ويتوقف نجاح العملية على عدة عوامل منها ما يخص المريض ومنها ما يخص الطبيب. ولذلك من الضروري اختيار طبيب ماهر يشتهر بخبرته الكبيرة حتى تحقق العملية نتائجها المنشودة. وسنعرض في هذا المقال خطوات التحضير لعملية الحقن المجهري ومجموعة من النصائح ترفع من فرص نجاح العملية بشكل كبير.

متى يمكن اللجوء إلى الحقن المجهري؟

يعتبر الحقن المجهري حلاً مثالياً لعلاج العقم في حالات معينة تستدعي استخدام هذه التقنية المتقدمة، خاصة بعد محاولات علاجية متعددة. وفيما يلي الأسباب الرئيسية التي قد تستدعي اللجوء إلى الحقن المجهري:

• تكرار محاولات التلقيح الصناعي دون نجاح لأكثر من مرة، لا سيما بعد مرور ثلاث سنوات على الزواج.
• عندما تتجاوز المرأة سن الخامسة والثلاثين، حيث ينخفض مخزون المبيض تدريجياً، وفي هذه الحالة، يمكن اتباع البروتوكول الذي يتضمن تنشيط المبايض عدة مرات للحصول على عدد كافٍ من البويضات الناضجة 
• حالات العقم التي لا يعرف سببها، مما يستدعي استخدام تقنيات متطورة لتحقيق الحمل.
• نقص شديد في عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي، مما يستدعي استخراج عينة من الخصية لضمان الحصول على حيوانات منوية سليمة.
• انسداد يفصل بين البويضات والرحم، مما يمنع التخصيب بشكل طبيعي.
• حالات تؤدي إلى ضعف قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة بسبب تشوهات أو ضعف شديد في حركتها.
• النمو غير الطبيعي لبطانة الرحم خارج التجويف الرحمي، مما يسبب التصاقات تؤثر على قدرة نقل البويضات.
• صعوبات تتعلق بعمليات القذف أو الانتصاب وتأثيرها على الخصوبة.
• وجود التصاقات شديدة تؤثر سلباً على الخصوبة.

فحوصات ما قبل الحقن المجهري

قبل الخضوع لعملية الحقن المجهري، يجب على الزوجين إجراء مجموعة من التحاليل الطبية الهامة. إليك بعض الفحوصات الأساسية المطلوبة:

أهم الفحوصات المطلوبة من الزوجة

• تحليل هرمون (LH): يلعب دورًا مؤثرًا في تنظيم الإباضة ونشاط المبيضين. وارتفاع مستوياته قد يشير إلى مشكلات في التبويض مثل متلازمة تكيس المبايض، مما يتطلب معالجة قبل الحقن.
• تحليل هرمون (FSH): يعتبر هذا الهرمون من الفحوصات الأساسية لقياس صحة المبيضين ومعدل الخصوبة. حيث يتم إجراء الاختبار في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية. ارتفاع مستوياته قد يدل على انخفاض مخزون المبيض.
• فحص السونار: يستخدم لتقييم سمك وشكل بطانة الرحم، مما يساعد في فهم حالة الرحم قبل الحقن.
• المنظار الرحمي التشخيصي: إجراء ضروري لتفقد حالة الرحم بدقة. ويتم إدخال أنبوب مزود بكاميرا عبر المهبل وعنق الرحم للكشف عن أي مشكلات مثل الزوائد اللحمية، الأورام الليفية، والتهابات قناتي فالوب.
• تحليل هرمون (AMH): يقيس هذا التحليل مستوى الهرمون المضاد لمولر في الجسم. ويساعد في تحديد مخزون المبيضين، حيث ترتبط مستويات هذا الهرمون ارتباطًا إيجابيًا بالخصوبة؛ فارتفاعه يدل على وجود عدد أكبر من البويضات، بينما تشير النتائج المنخفضة إلى قرب سن اليأس أو انخفاض جودة البويضات.
• تحليل هرمونات الغدة الدرقية: يعتبر هذا التحليل ضروريًا نظرًا لدور الغدة الدرقية في وظائف الجسم بما في ذلك الخصوبة. وقد تؤثر اضطرابات الغدة على نجاح الحقن المجهري، مما يزيد من خطر الإجهاض والولادة المبكرة.

أهم الفحوصات المطلوبة من الزوج

• تحليل السائل المنوي: يعتبر هذا التحليل ضروريًا لتقييم جودة الحيوانات المنوية من حيث العدد، الحركة، والشكل. وتعتمد جودة الحيوانات المنوية على العوامل الصحية والعمر، وإذا تم اكتشاف أي مشاكل، وقد يوصي الطبيب بعلاج قبل بدء عملية الحقن المجهري لزيادة فرص النجاح.
•  تحليل الهرمونات: لتقييم هرمون التستوستيرون وهرمون FSH، حيث تؤثر هذه الهرمونات على الخصوبة.
• تحليل الدم: لفحص الصحة العامة.
• تحليل العدوى: لاستبعاد وجود أمراض معدية تؤثر على الخصوبة مثل التهاب المسالك البولية والسيلان.

نصائح ما قبل عملية الحقن المجهري للمرأة

توجد بعض النصائح التي يجب اتباعها للمرأة قبل الحقن المجهري وتتمثل فيما يأتي:

• من  الضروري تناول حمض الفوليك قبل العملية لتعزيز فرص الحمل وضمان سلامة الجنين.
• يفضل تخفيف الوزن قبل العملية لتحسين التبويض وزيادة الخصوبة، حيث أن الوزن الزائد يمكن أن يؤثر سلبًا على ضغط الدم وصحة المرأة.
• يجب متابعة الدورة الشهرية بعناية، ففي حال ملاحظة أي نزيف في موعد الدورة، ينصح بالتوجه إلى الطبيب لإجراء اختبار الحمل. حيث قد يكون هذا النزيف ناتجًا عن سحب البويضات.

نصائح ما قبل عملية الحقن المجهري للرجل

توجد بعض النصائح التي يجب اتباعها للرجل قبل الحقن المجهري وتتمثل فيما يأتي:

• الحفاظ على وزن صحي أمر ضروري، حيث أن السمنة تؤثر سلبًا على عدد الحيوانات المنوية وحركتها، كما أن العمل على فقدان الوزن الزائد يزيد من فرص نجاح عملية الحقن المجهري.
• ينصح بترك التدخين والحد من تناول الكحول والمواد الممنوعة، حيث تؤثر هذه العادات على كمية وجودة الحيوانات المنوية ونسبة التستوستيرون.
• الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه يساعد في تحسين فرص الإنجاب، لذا يفضل تجنب الأطعمة المعالجة والوجبات السريعة.
• ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في تقليل التوتر وتعزيز الصحة العامة، مما ينعكس إيجابًا على صحة الحيوانات المنوية.
• تجنب زيادة درجة حرارة الخصيتين، والتي قد تؤثر على الحيوانات المنوية، مثل تفادي استخدام الحواسيب المحمولة لفترات طويلة أو ركوب الدراجات الهوائية بشكل مفرط.

اقرأ أيضاً: افضل وقت للحقن المجهرى

كيف يحضر الطبيب لعملية الحقن المجهري؟

يحضر الطبيب لعملية الحقن المجهري كما يأتي:

• إجراء تقييم شامل لحالة الزوجين عبر الفحوصات الطبية والهرمونية.
• قياس جودة البويضات والحيوانات المنوية من خلال تحليل السائل المنوي واختبارات الهرمونات.
• وضع خطة علاجية ملائمة بناءً على نتائج الاختبارات، بما في ذلك أدوية تحفيز المبيضين.
• وصف أدوية لتشجيع المبيضين على إنتاج بويضات إضافية.
• متابعة استجابة المبيضين عبر الفحوصات بالموجات فوق الصوتية وتحليل الهرمونات.
• تحديد موعد سحب البويضات بعد نضوجها.
• جمع الحيوانات المنوية ومعالجتها لتحسين الجودة.
• حقن الحيوانات المنوية مباشرة في البويضات.
• تحديد مواعيد لمتابعة النتائج والتحقق من حدوث الحمل.

اقرأ أيضاً: تعرف على اسباب فشل الحقن المجهري

كم يستغرق التحضير للحقن المجهري؟

يستغرق التحضير لعملية الحقن المجهري حوالي 4 إلى 6 أسابيع، كما تبدأ العملية بالفحوصات البدنية واختبارات الدم لقياس مستويات الهرمونات. تليها سلسلة من حقن الهرمونات لتحفيز المبيضين لمدة تتراوح بين 9 إلى 10 أيام. ويتم استخراج البويضات وجمع الحيوانات المنوية خلال نصف يوم، ثم يتم زراعة الأجنة في المختبر لمدة 5 إلى 6 أيام.

كم يوم راحة في السرير بعد الحقن المجهري؟

ينصح بضرورة الالتزام بالراحة في السرير بعد إجراء عملية الحقن المجهري لمدة تتراوح بين يومين إلى أسبوع.

كم يوم يمتنع الرجل قبل الحقن المجهري؟

قبل إجراء الحقن المجهري، ينصح الزوج بالامتناع عن الجماع لفترة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً. وعادةً ما تتراوح هذه الفترة بين يومين إلى أربعة أيام. ومن المهم أن يتم تحديد المدة التي قد يحتاجها الزوج للبقاء في العيادة لأغراض تحضير الحيوانات المنوية قبل الإجراء.

يعتبر التحضير لعملية الحقن المجهري خطوة ضرورية حيث تساهم في زيادة فرص النجاح. ويتضمن التحضير الجوانب الطبية والنفسية، وإجراء الفحوصات اللازمة، وتناول الأدوية الموصوفة. ويعتبر الالتزام بالتعليمات من العوامل الرئيسية التي تسهم في تحقيق النتائج المطلوبة.