جودة الحيوانات المنوية

يسمع الكثير من الرجال مصطلح جودة الحيوانات المنوية ولا يفهموا بالضبط ماذا يعني فهو يحمل بعض الغموض بالنسبة لهم ويحتاجون إلى فهم المقصود بتلك الجملة لذلك سنتناول في في ذلك المقال ذلك الموضوع و سنوضح الجوانب المتعلقة به.
الحيوانات المنوية
الحيوانات المنوية هي خلايا تناسلية ذكرية تُنتَج في الخصيتين، وتعد العنصر الأساسي في عملية التلقيح والتكاثر البشري. تحتوي كل خلية حيوان منوي على نصف المادة الوراثية اللازمة لتكوين الجنين (23 كروموسومًا)، وتعمل على نقلها إلى البويضة الأنثوية خلال عملية الإخصاب. وتمتاز هذه الخلايا بشكلها الانسيابي المكوَّن من رأس يحتوي على المادة الوراثية، وعنق، وذيل يساعدها على الحركة داخل الجهاز التناسلي الأنثوي وصولًا إلى البويضة.
جودة الحيوانات المنوية
تعد جودة الحيوانات المنوية مؤشرًا حاسمًا في تقييم الخصوبة الذكرية، ويتم تحديدها من خلال عدة معايير رئيسية يقاس كل منها باستخدام اختبارات معملية دقيقة، وهي على النحو التالي:
- العدد (Sperm Concentration):
يشير إلى عدد الحيوانات المنوية في كل مليلتر من السائل المنوي. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد العدد طبيعيًا إذا تجاوز 15 مليون حيوان منوي/مل. انخفاض العدد يقلل من فرص الإخصاب الطبيعي، خاصة في حال وجود عوامل ضعف أخرى، وقد يشير إلى حالات مثل قلة النطاف (Oligospermia) أو انعدام الحيوانات المنوية (Azoospermia). - الحركة (Sperm Motility):
تشير إلى قدرة الحيوان المنوي على الحركة الفعّالة باتجاه البويضة. يعتبر المعدل الطبيعي أن تكون 40% على الأقل من الحيوانات المنوية متحركة، منها 32% تتحرك بشكل تقدمي. ضعف الحركة (Asthenozoospermia) قد يرجع إلى التهابات أو التعرض للعوامل البيئية الضارة، ويؤثر مباشرة في قدرة الحيوان المنوي على الوصول للبويضة. - الشكل (Sperm Morphology):
يتعلق بالشكل الخارجي للحيوان المنوي، ويتضمن تقييم سلامة الرأس والعنق والذيل. تؤثر التشوهات في تقليل قدرة الحيوان المنوي على اختراق البويضة. يعتبر الشكل طبيعيًا إذا كانت 4% على الأقل من الحيوانات المنوية ذات بنية سليمة حسب معايير كروجر الصارمة. - الحيوية (Sperm Vitality):
تقاس بنسبة الحيوانات المنوية الحية حتى وإن لم تكن متحركة. الحيوية مهمة خاصة في حالات الحقن المجهري حيث يُختار الحيوان المنوي الحي فقط. المعدل المقبول حيويًا هو ألا تقل نسبة الحيوانات الحية عن 58%. - سلامة الحمض النووي (DNA Integrity):
يقيس مستوى تضرر المادة الوراثية داخل نواة الحيوان المنوي. تلف الحمض النووي قد يؤدي إلى فشل الإخصاب، أو تكون أجنة غير مستقرة وراثيًا، أو زيادة احتمالات الإجهاض. يُفحص باستخدام اختبارات متقدمة مثل SCSA أو TUNEL، ويوصى به في حالات الإجهاض المتكرر أو فشل عمليات الإخصاب الصناعي.
العوامل المؤثرة على جودة الحيوانات المنوية
تتأثر جودة الحيوانات المنوية بمجموعة من العوامل الصحية والبيئية والسلوكية، وقد يؤدي تراكم هذه العوامل إلى انخفاض الخصوبة الذكرية. فيما يلي أبرز المؤثرات التي ينبغي الانتباه لها:
العوامل الصحية
-
- الاضطرابات الهرمونية مثل نقص هرمون التستوستيرون أو اضطراب الغدة النخامية.
- الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم قد تؤثر على إنتاج حيوانات منوية و على وظيفتها.
- الدوالي الخصوية (Varicocele): وهي توسع غير طبيعي في أوردة الخصية، وتعد من الأسباب الشائعة لانخفاض الجودة.
- الالتهابات مثل التهاب الخصية أو البربخ أو البروستاتا قد تؤدي إلى تلف الحيوانات المنوية.
- الأمراض المنقولة جنسيًا، إذا لم تُعالج، قد تؤثر سلبًا على عدد الحركة والشكل.
عوامل متعلقة بالبيئة
-
- التعرض للحرارة الزائدة (مثل استخدام اللابتوب مباشرة على الجسم أو كثرة استخدام الساونا) يؤثر سلبًا على إنتاج حيوانات منوية.
- المواد الكيميائية والمبيدات وبعض أنواع الطلاء أو المذيبات الصناعية، خصوصًا في بيئات العمل الملوثة.
- الإشعاعات والموجات الكهرومغناطيسية، كالموجودة في بعض الأجهزة الصناعية أو العلاجية.
العوامل السلوكية
التدخين

يؤثر على حركة الحيوانات المنوية ويزيد من تلف الحمض النووي.
تعاطي الكحول والمخدرات
مثل الماريجوانا والكوكايين يضر بجميع مؤشرات الجودة.
سوء التغذية
خاصة نقص مضادات الأكسدة مثل الزنك والسيلينيوم وفيتامين C وE.
قلة النشاط البدني أو السمنة المفرطة
التي ترتبط بانخفاض التستوستيرون وجودة السائل المنوي.
التوتر والإجهاد النفسي المزمن
قد يؤديان إلى اضطراب في الهرمونات وضعف في جودة الحيوانات المنوية.
الأدوية والعلاجات الطبية
-
- بعض أدوية ضغط الدم، الاكتئاب، والعلاج الكيميائي أو الإشعاعي قد تضعف إنتاج حيوانات منوية أو تضر بالحمض النووي.
- استخدام الستيرويدات أو المكملات الهرمونية دون إشراف طبي.
كيف يكون فحص الجودة ؟
تقيم جودة الحيوانات المنوية من خلال تحليل السائل المنوي (Semen Analysis)، وهو اختبار معملي يُجرى على عينة يتم جمعها بعد فترة امتناع عن القذف تتراوح بين 2 إلى 5 أيام. يهدف هذا التحليل إلى فحص مجموعة من المعايير المرتبطة بخصوبة الرجل، وتشمل ما يلي:
- الحجم (Volume):
يقاس حجم السائل المنوي في العينة، والمعدل الطبيعي يكون بين 1.5 و5 مل. الحجم المنخفض قد يشير إلى انسداد في القنوات الناقلة أو مشاكل في إنتاج السائل المنوي. - التركيز (Sperm Concentration):
يقاس عدد الحيوانات المنوية في كل مليلتر، ويعد طبيعيًا إذا كان أكثر من 15 مليون/مل. - الحركة (Motility):
يقاس معدل حركة الحيوانات المنوية، خاصة تلك التي تتحرك بشكل تقدمي نحو الأمام. تعتبر الحركة طبيعية إذا تجاوزت 40% من إجمالي العدد. - الشكل (Morphology):
تقاس نسبة الحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي، وتُعتبر النسبة المقبولة وفقًا لمعيار كروجر ≥ 4%. - الحيوية (Vitality):
تَحدد نسبة الحيوانات المنوية الحية باستخدام صبغات حيوية، خاصة إذا كانت الحركة منخفضة. - درجة الحموضة (pH):
يقاس مدى حموضة أو قلوية السائل المنوي، حيث إن القيمة الطبيعية تكون بين 7.2 و8.0. الانحراف عن هذا النطاق قد يشير إلى التهاب أو انسداد. - عدد الكريات البيضاء (Leukocytes):
تُفحص العينة للتحقق من وجود التهابات قد تؤثر على جودة الحيوان المنوي. - سلامة الحمض النووي (DNA Fragmentation Tests):
في حالات فشل الحمل أو الإجهاض المتكرر، يتم طلب فحوصات إضافية متقدمة لتقييم مدى تلف المادة الوراثية داخل نواة الحيوان المنوي.
أين يُجرى فحص الجودة ؟
يُجرى فحص جودة الحيوانات المنوية عادةً في المعامل الطبية المتخصصة في أمراض الذكورة والعقم، والتي تُعرف باسم “معامل ذكورة”. وتتميز هذه المعامل بوجود فريق من الأطباء والأخصائيين المدربين على التعامل مع العينات الذكورية بدقة عالية، بالإضافة إلى استخدام أجهزة وتقنيات متطورة تضمن الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة.
يفضّل دائمًا إجراء تحليل السائل المنوي في معمل ذكورة معتمد لعدة أسباب مهمة:
- الدقة في التقييم:
معامل الذكورة تعتمد على المعايير الحديثة لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وتُجري التقييم باستخدام تقنيات مجهرية متقدمة لتحليل الحركة والشكل والحيوية بدقة. - تحليل متعمق للحالة:
تًجرى في هذه المعامل إجراء اختبارات متقدمة عند الحاجة، مثل فحص تكسر الحمض النووي (DNA fragmentation)، أو اختبارات الأجسام المضادة، والتي لا تُتاح غالبًا في المعامل العامة. - ضمان ظروف ملائمة للعينة:
تخضع العينة في معامل الذكورة لظروف حفظ وتحليل دقيقة، مثل درجة الحرارة المناسبة ومدة زمنية محددة من لحظة الاستلام وحتى الفحص، مما يضمن عدم تلف العينة أو تأثر النتائج. - إعداد تقرير طبي متخصص:
التقرير الناتج من معمل ذكورة يعده أطباء متخصصون في الخصوبة وأمراض الذكورة، مما يساعد الطبيب المعالج على اتخاذ قرارات دقيقة بشأن خطة العلاج أو خيارات الإخصاب المساعد مثل الحقن المجهري.
اقرئي أيضاً: حالات شفيت من انعدام الحيوانات المنوية
المصادر
NIH –