الورم الليفي في الرحم

ec62e5d7c6.jpg?fit=1000%2C667&ssl=1

إن وجود الورم الليفي في الرحم قد  يسبب تأخر الإنجاب في عدة حالات فهو من الأسباب الرئيسة لتأخر الإنجاب كما أن له أعراضاً قد تكون مزعجة في كثير من الأحيان لذلك يجب عدم إهماله 

ما هو الورم الليفي في الرحم؟

الورم الليفي في الرحم هو ورم حميد ينمو في جدار الرحم ويتكون من الأنسجة العضلية الليفية. كما يُعرف أيضًا باسم الأورام العضلية أو الليفية الرحمية، وهو شائع بين النساء، خاصة في سن الإنجاب. يمكن أن يظهر كورم واحد أو عدة أورام بأحجام مختلفة، وقد يؤثر على وظائف الرحم تبعًا لحجمه وموقعه.

اعرفي أيضاً: ما هو الورم الليفي

أسباب الورم الليفي في الرحم

لم يُحدد سبب دقيق لظهور الأورام الليفية في الرحم، ولكن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطورها، وتشمل:

  1. العوامل الوراثية
    يُعتقد أن الوراثة تلعب دورًا في الإصابة بالأورام الليفية، حيث تكون النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة أكثر عرضة للإصابة بها.
  2. التغيرات الهرمونية
    يرتبط نمو الأورام الليفية بمستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، حيث تتضخم هذه الأورام خلال فترات ارتفاع هذه الهرمونات، مثل الحمل، وتتقلص بعد انقطاع الطمث.
  3. العوامل البيئية ونمط الحياة
    بعض الدراسات تشير إلى أن العادات الصحية، مثل قلة النشاط البدني وزيادة الوزن، قد تساهم في تطور الأورام الليفية. كما أن التعرض لبعض المواد الكيميائية قد يكون له تأثير على نموها.
  4. العِرق
    تشير الإحصائيات إلى أن النساء من أصول إفريقية أكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية مقارنة بغيرهن، كما أن الأورام لديهن قد تكون أكبر حجمًا وأكثر عددًا.
  5. النظام الغذائي
    هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء مقابل استهلاك قليل للخضروات والألياف قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالأورام الليفية.
  6. اضطرابات النمو الخلوي
    في بعض الحالات، قد يحدث نمو غير طبيعي للخلايا العضلية المكونة لجدار الرحم، مما يؤدي إلى ظهور الأورام الليفية.

اقرئي أيضاً: أسباب الورم الليفي وأعراضه

أنواع الورم الليفي في الرحم

تختلف الأورام الليفية في الرحم حسب موقعها داخل الرحم، ويمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع رئيسية:

الورم الليفي داخل جدار الرحم (Intramural Fibroids)

يعتبر الأكثر شيوعًا بين أنواع الأورام الليفية. ينمو داخل الجدار العضلي للرحم، مما قد يؤدي إلى زيادة حجم الرحم والشعور بانتفاخ في البطن أو ضغط على الأعضاء المحيطة.

الأورام الليفية تحت المصلية (Subserosal Fibroids)

ينمو ذلك النوع من الأورام الليفية على السطح الخارجي للرحم، وقد يزداد حجمه إلى درجة تؤثر على الأعضاء المجاورة، مثل المثانة أو الأمعاء. ويمكن أن يسبب الشعور بالضغط أو الامتلاء في البطن، لكنه غالبًا لا يؤثر على الدورة الشهرية.

الأورام الليفية تحت المخاطية (Submucosal Fibroids)

ينمو ذلك النوع من الأورام الليفية في الطبقة الداخلية المبطنة للرحم (بطانة الرحم). وهو من أقل الأنواع شيوعًا ولكنه الأكثر تأثيرًا على الدورة الشهرية، حيث قد يسبب نزيفًا شديدًا أو غير منتظم. وقد يؤثر على الخصوبة ويزيد من احتمالية الإجهاض أو تأخر الحمل.

الورم الليفي العنقي (Cervical Fibroids)

ينمو ذلك النوع من الأورام الليفية في عنق الرحم (الجزء السفلي من الرحم). وهو نادر الحدوث مقارنة بالأنواع الأخرى، لكنه قد يسبب صعوبة في التبول أو العلاقة الزوجية.

أنواع الأورام الليفية التي تؤدي إلى تأخر الإنجاب

ليست كل الأورام الليفية تسبب مشكلات في الخصوبة، ولكن بعض الأنواع قد تؤثر على فرص حدوث الحمل أو استمراره. ويشمل ذلك الأنواع التالية:

الورم الليفي تحت المخاطية (Submucosal Fibroids)

فهو ينمو داخل بطانة الرحم، مما قد يعيق عملية انغراس الجنين ويزيد من احتمالية الإجهاض. ويمكن أن يسبب نزيفًا شديدًا واضطرابات في الدورة الشهرية، مما قد يؤثر على التبويض. وغالبًا ما يتطلب علاجه إزالة الورم لتحسين فرص الحمل.

الورم الليفي داخل جدار الرحم (Intramural Fibroids)

ينمو ذلك الورم داخل الجدار العضلي للرحم، مما قد يؤدي إلى تشوه تجويف الرحم وتقليل فرصة انغراس البويضة المخصبة. ويمكن أن يؤثر على تدفق الدم إلى بطانة الرحم، مما قد يضعف قدرة الجنين على النمو بشكل سليم. وإذا كان حجمه كبيرًا، فقد يضغط على قناتي فالوب، مما يمنع وصول البويضة إلى الرحم.

في بعض الحالات، قد لا تؤثر الأورام الليفية الصغيرة على الخصوبة، ولكن إذا كانت كبيرة أو قريبة من بطانة الرحم، فقد يكون من الضروري إزالتها جراحيًا أو باستخدام تقنيات علاجية أخرى لزيادة فرص الحمل.

اقرئي أيضاً: متى يكون حجم الورم الليفي خطير

أعراض الورم الليفي في الرحم

تعتمد أعراض الأورام الليفية في الرحم على حجمها، موقعها، وعددها، حيث تعاني بعض النساء من أعراض واضحة، بينما لا تشعر أخريات بأي أعراض. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

اضطرابات الدورة الشهرية

    • نزيف شديد أو طويل أثناء الدورة الشهرية.
    • نزيف بين الدورات الشهرية.
    • آلام شديدة خلال فترة الحيض.

ألم وضغط في منطقة الحوض

    • الشعور بثقل أو انتفاخ في أسفل البطن.
    • ألم مستمر أو متقطع في منطقة الحوض أو أسفل الظهر.

مشكلات في الجهاز البولي

    • كثرة التبول بسبب ضغط الورم على المثانة.
    • صعوبة في تفريغ المثانة بالكامل.

اضطرابات في الجهاز الهضمي

اضطرابات في الجهاز الهضمي
اضطرابات في الجهاز الهضمي
    • الإمساك نتيجة ضغط الورم على الأمعاء.
    • الشعور بالانتفاخ أو الامتلاء بسرعة.

تأخر الإنجاب أو مشكلات الحمل

    • بعض الأورام الليفية، خاصة تلك القريبة من بطانة الرحم، قد تعيق انغراس الجنين أو تؤثر على استمرارية الحمل.
    • زيادة خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة في بعض الحالات.

 

تشخيص الورم الليفي

يٌشخص الورم الليفي في الرحم باستخدام مجموعة من الفحوصات الطبية التي تساعد في تحديد حجمه، موقعه، ومدى تأثيره على الرحم والأعضاء المجاورة. وتشمل طرق التشخيص ما يلي:

الفحص السريري

يجري الطبيب فحص للحوض للكشف عن أي تضخم غير طبيعي في الرحم.

الموجات فوق الصوتية (السونار)

تعتبر الوسيلة الأكثر شيوعًا للكشف عن الأورام الليفية، حيث توفر صورة واضحة لحجم الورم وموقعه. ويمكن أن يكون السونار عبر البطن أو عن طريق المهبل للحصول على صورة أكثر دقة.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يستخدم في الحالات التي تحتاج إلى تقييم دقيق لحجم الورم الليفي وموقعه، خاصة قبل إجراء أي تدخل طبي.

التصوير بالأشعة المقطعية (CT Scan)

يستخدم في بعض الحالات لاستبعاد مشكلات صحية أخرى قد تتشابه أعراضها مع الورم الليفي.

تنظير الرحم (Hysteroscopy)

يستخدم لفحص تجويف الرحم من الداخل، خاصة إذا كان الورم الليفي تحت المخاطية.

تنظير البطن (Laparoscopy)

يجرى عبر إدخال كاميرا صغيرة من خلال شق في البطن لرؤية الأورام الليفية الموجودة خارج الرحم أو على سطحه.

 

علاج الورم الليفي في الرحم

يعتمد علاج الورم الليفي على حجم الورم، الأعراض المصاحبة له، ورغبة المرأة في الحمل مستقبلًا. وتشمل خيارات العلاج ما يلي:

1. العلاج الدوائي

يستخدم لتخفيف الأعراض أو تقليل حجم الأورام قبل إجراء الجراحة، ومن أبرز الأدوية المستخدمة:

الأدوية الهرمونية: مثل ناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH agonists)، والتي تقلل من حجم الأورام ولكنها ليست حلاً دائمًا.

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): لتخفيف الألم، لكنها لا تقلل من حجم الورم.

حبوب منع الحمل: قد تساعد في تقليل النزيف، لكنها لا تؤثر على حجم الورم.

2. الإجراءات غير الجراحية

تستخدم هذه الطرق لعلاج الأورام الليفية دون الحاجة إلى جراحة كبيرة، وتشمل:

قسطرة الرحم (Uterine Fibroid Embolization – UFE)

إجراء تحقن فيه مادة داخل الأوعية الدموية المغذية للورم، مما يؤدي إلى انكماشه بمرور الوقت.

الموجات فوق الصوتية المركزة (MRI-Guided Focused Ultrasound)

وهي تقنية حديثة تُستخدم لتدمير الأورام الليفية باستخدام الموجات الصوتية دون تدخل جراحي.

3. التدخل الجراحي

في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، يمكن اللجوء إلى الجراحة، وتشمل الخيارات التالية:

استئصال الورم الليفي (Myomectomy)

يُجرى للحفاظ على الرحم، ويُستخدم للنساء اللاتي يرغبن في الإنجاب. ويمكن إجراؤه عن طريق الجراحة التقليدية، المنظار الرحمي، أو المنظار البطني حسب حجم وموقع الورم.

استئصال الرحم (Hysterectomy)

يُجرى في الحالات الشديدة أو في حالة الأورام الكبيرة جدًا، وهو الحل النهائي لمنع تكرار الإصابة بالورم الليفي.

المصادر

Healthdirect



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي