تشخيص وعلاج تكيس المبيضين

يعد تكيس المبيضين لدى من أكثر حالات تأخر الإنجاب صعوبة ويجب الالتزام التام بالعلاج في تلك الحالة على يد طبيب كفء ماهر. ويعد تكيس المبايض بصفة عامة هو أكثر سبب من أسباب تأخر الإنجاب انتشاراً. ولذلك تقلق منه الكثير من السيدات.
تكيس المبيضين
تكيس المبيضين (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome – PCOS) هي اضطراب هرموني شائع يصيب النساء في سن الإنجاب لذلك يؤثر على وظيفة المبيضين. في هذه المتلازمة، يعاني الجسم من خلل في التوازن بين الهرمونات الأنثوية والهرمونات الذكورية. ولذلك تظهر مشاكل في التبويض واضطراب في الدورة الشهرية وظهور أعراض أخرى مثل زيادة نمو الشعر في أماكن غير معتادة وحب الشباب وصعوبة في الحمل.
أسباب تكيس المبيضين
تعد متلازمة تكيس المبايض من الحالات الشائعة والمعقدة التي تتداخل فيها عدة عوامل تؤثر على وظيفة المبيضين. ورغم أن السبب الدقيق غير معروف حتى اليوم، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي يعتقد بأنها تلعب دورًا أساسيًا في نشوء هذه الحالة:
أولًا: الخلل الهرموني
يعتبر الاضطراب في التوازن الهرموني من العوامل المحورية في الإصابة بتكيس المبيضين. ويلاحظ لدى الكثير من المريضات ارتفاع في مستويات الهرمونات الذكرية (الأندروجينات) أكثر من المعدلات الطبيعية. وهذا الخلل يؤدي إلى تعطيل عملية التبويض الطبيعية، حيث لا تنضج البويضات بالشكل الكافي ولا تفرز من المبيض، مما يتسبب في تراكم الحويصلات وتكوّن التكيسات.
ثانيًا: مقاومة الإنسولين
مقاومة الجسم للإنسولين من العوامل الشائعة لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، إذ لا تستجيب الخلايا بشكل طبيعي لتأثير الإنسولين، مما يدفع الجسم لإنتاج كميات أكبر منه. يؤدي هذا الارتفاع إلى تحفيز المبايض على إفراز المزيد من الأندروجينات، مما يعمّق الخلل الهرموني ويزيد من فرص تكون التكيسات واضطراب التبويض.
ثالثًا: العوامل الوراثية
تشير الدراسات إلى وجود دور واضح للعوامل الوراثية في الإصابة بتكيس المبايض. فإذا كانت هناك إصابات سابقة في العائلة، سواء لدى الأم أو الأخوات، فإن احتمالية الإصابة ترتفع بشكل ملحوظ. ورغم أن الجينات المحددة المرتبطة بالمتلازمة لم تُحدد بدقة، إلا أن الوراثة تعد من العوامل المساعدة في ظهورها.
رابعًا: زيادة الوزن والسمنة
لا تعد السمنة سببًا مباشرًا في تكيس المبايض، لكنها من العوامل التي تساهم في تفاقم الأعراض وتعقيد الحالة. فالوزن الزائد يرتبط بزيادة مقاومة الإنسولين واضطراب في إفراز الهرمونات، مما يؤثر سلبًا على عملية الإباضة ويزيد من فرص حدوث التكيسات.
خامسًا: نمط الحياة غير الصحي
يلعب نمط الحياة دورًا مهمًا في صحة المبايض. فقلة النشاط البدني، والإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات المكررة، تسهم في اضطراب التوازن الهرموني وزيادة مقاومة الإنسولين، وهو ما يعد من العوامل المهيئة لتطور الحالة.
سادسًا: اختلال في إفراز الهرمونات المحفزة للتبويض
في بعض الحالات، يُلاحظ وجود خلل في إفراز الهرمونات المنظمة لعملية التبويض، مثل هرموني LH وFSH. فعندما ترتفع نسبة LH مقارنة بـ FSH، يتعطل نضج البويضة وتقل فرص حدوث الإباضة وذلك يؤدي إلى تراكم الحويصلات وتكوّن التكيسات داخل المبيض.
أعراض تكيس المبيضين
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
- صعوبة في الحمل نتيجة اضطراب التبويض.
- زيادة نمو الشعر في الوجه أو الجسم (الشعرانية).
- ظهور حب الشباب.
- زيادة في الوزن أو صعوبة فقدانه.
- تساقط الشعر من فروة الرأس.
- الشعور بآلام في الحوض أحيانًا.
اقرئي أيضاً: اعراض تكيس المبايض للبنات
كيفية تشخيص متلازمة تكيس المبايض
يعتمد تشخيص متلازمة تكيس المبايض على عدة خطوات متكاملة يجريها الطبيب المختص
وتهدف إلى التأكد من وجود المتلازمة واستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تُسبب أعراضًا مشابهة. وتتم عملية التشخيص من خلال الخطوات التالية:
أخذ التاريخ الطبي المفصل
يبدأ التشخيص بسؤال المريضة عن نمط الدورة الشهرية، ومدى انتظامها، ووجود أعراض مثل اضطراب التبويض، أو حب الشباب، أو تساقط الشعر، أو زيادة نمو الشعر في أماكن غير معتادة.
الفحص السريري
يجري الطبيب فحصًا بدنيًا لتقييم علامات زيادة هرمونات الذكورة (مثل نمو الشعر الزائد)، وتحديد مؤشرات مقاومة الإنسولين مثل زيادة الوزن أو تغيرات في لون الجلد (مثل اسوداد الرقبة أو تحت الإبط).
الفحوصات المعملية
تشمل تحاليل الدم لقياس نسب الهرمونات مثل التستوستيرون، وLH، وFSH، وهرمون البرولاكتين (الحليب)، بالإضافة إلى اختبارات لمستوى السكر في الدم والإنسولين، خاصة في حال وجود أعراض تشير إلى مقاومة الإنسولين أو السمنة.
التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)

يستخدم السونار لفحص المبيضين والكشف عن وجود المبيض متعدد الكيسات. والذي يظهر عادة باحتوائه على 12 حويصلة صغيرة أو أكثر أو بزيادة حجم المبيض و يُجرى هذا الفحص عن طريق المهبل أو عن طريق البطن حسب الحالة.
استبعاد الحالات المشابهة
قبل تأكيد تشخيص متلازمة تكيس المبايض، يجب استبعاد اضطرابات أخرى قد تُسبب أعراضًا مماثلة، مثل خلل في الغدة الدرقية أو ارتفاع هرمون الحليب أو اضطرابات الغدة الكظرية.
علاج متلازمة تكيس المبايض
تنظيم الدورة الشهرية
إذا كانت المريضة تعاني من اضطراب الدورة الشهرية أو غيابها، قد يُوصى باستخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين. هذه الحبوب تساعد في تنظيم الدورة الشهرية، وتقليل الأعراض المرتبطة بزيادة هرمونات الذكورة مثل حب الشباب ونمو الشعر الزائد.
علاج مشاكل الخصوبة
النساء اللواتي يعانين من صعوبة في الحمل بسبب غياب التبويض يمكن أن يتلقين علاجًا لتحفيز التبويض. يستخدم كلوميفين سترات (Clomiphene citrate) عادة لتحفيز المبيضين على إنتاج البويضات. في بعض الحالات، قد يُضاف العلاج بـ حقن الهرمونات (مثل هرمونات FSH) لتحفيز الإباضة. قد يُنصح أيضًا بإجراء تلقيح صناعي أو التخصيب في المختبر (IVF) في حال فشل العلاجات الأخرى.
علاج مقاومة الإنسولين
نظرًا لأن العديد من النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من مقاومة الإنسولين، يمكن أن يُوصف الميتفورمين، وهو دواء يساعد في تحسين استجابة الجسم للإنسولين. قد يساعد الميتفورمين في تقليل مستويات الأندروجين وتحسين التبويض، مما قد يزيد من فرص الحمل.
علاج الشعر الزائد
تستخدم عدة علاجات للتخفيف من نمو الشعر الزائد الناتج عن زيادة الأندروجين، مثل الأدوية المضادة للأندروجين مثل سبيرونولاكتون (Spironolactone)، التي تعمل على تقليل نمو الشعر الزائد في الوجه والجسم. كما يمكن استخدام العلاج بالليزر.
الحفاظ على الوزن
التحكم في الوزن يعد من أهم جوانب العلاج، خاصة إذا كانت المريضة تعاني من السمنة أو زيادة الوزن. يُنصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وزيادة النشاط البدني. فقد أظهرت الدراسات أن إنقاص الوزن بمقدار 5-10% يمكن أن يساعد في تحسين التبويض وتخفيف الأعراض الأخرى.
6. العلاجات الجراحية
لا تعد الجراحة خياراً أولياً في علا تكيس المبيضين ولكن في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، قد يُوصي الأطباء بإجراء جراحة المنظار لعمل ثقب في المبيضين (ما يعرف بـ “حفرة المبيض”). وهي عملية تهدف إلى تحسين الإباضة.
تعرفي على: علاج تكيس المبايض للمتزوجة
أهمية التشخيص والعلاج المبكر
يعد التشخيص والعلاج المبكر لمتلازمة تكيس المبايض أمرًا بالغ الأهمية. وذلك للتخفيف من الأعراض المرتبطة بها ومنع المضاعفات الصحية طويلة الأمد. إليك أهم الفوائد المرتبطة بالتشخيص والعلاج المبكر:
1. تحسين فرص الحمل
ومن أكثر المشاكل التي تواجه النساء المصابات بتكيس المبايض هي صعوبة الحمل وذلك بسبب اضطرابات التبويض. عند التشخيص المبكر، يمكن البدء في علاج اضطرابات التبويض وتنظيم الدورة الشهرية. مما يزيد من فرص الحمل. ويسهم العلاج المبكر في تقليل التأخير في الحمل ويقلل من الحاجة إلى تقنيات مساعدة مثل التخصيب في المختبر (IVF).
2. تقليل مخاطر مضاعفات صحية طويلة الأمد
النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من خطر متزايد للإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل السكري من النوع 2، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان بطانة الرحم. لذلك يساعد التشخيص المبكر في اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، مثل التحكم في الوزن، علاج مقاومة الإنسولين، واتباع نمط حياة صحي، مما يقلل من هذه المخاطر بشكل كبير.
3. تحسين الحالة النفسية
تكيس المبايض يمكن أن يؤثرعلى الحالة النفسية للمريضة بسبب الأعراض الظاهرة مثل زيادة الشعر الزائد وكذلك حب الشباب. مما قد يؤدي إلى مشاعر القلق والاكتئاب. لذلك عند تشخيص المرض وعلاجه في مرحلة مبكرة، يمكن تقليل هذه الأعراض الجسدية والشعور بتحسن نفسي عام، مما يساهم في تعزيز الثقة بالنفس.
4. التخفيف من الأعراض الجسدية
يمكن أن تشمل الأعراض المزعجة لتكيس المبايض زيادة نمو الشعر في مناطق غير معتادة، حب الشباب، وفقدان الشعر. ويساعد كل من التشخيص المبكر والعلاج في تقليل هذه الأعراض عن طريق تنظيم مستويات الهرمونات. علاجات مثل الأدوية المضادة للأندروجين أوالعلاج بالليزر يمكن أن تحسن بشكل كبير مظهر البشرة والشعر.
5. التحكم في الوزن ومقاومة الإنسولين
تشخيص متلازمة تكيس المبايض مبكرًا يساعد في التعامل مع مشكلة مقاومة الإنسولين، وهي شائعة لدى العديد من النساء المصابات بالمتلازمة. لذلك العلاج المبكر وبما في ذلك استخدام الأدوية مثل الميتفورمين، يمكن أن يساعد في تحسين استجابة الجسم للإنسولين وذلك يقلل من خطر الإصابة بالسكري ويعزز التحكم في الوزن.
6. تحسين نوعية الحياة
بفضل التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للنساء المصابات بتكيس المبايض إدارة حالتهن بشكل أفضل. مما يؤدي إلى تحسين نوعية حياتهن. تحسين الدورة الشهرية، تنظيم التبويض، وتحسين المظهر الجسدي يمكن أن يعزز راحة البال ويساهم في تحسين الصحة العامة.
تعرفي أيضاً على: أعراض تكيس المبايض الشديد
المصادر
NHS –