تعرفي على أسباب الإجهاض المتكرر

يشكل الإنجاب الحلم الرئيسي لأغلب الأزواج، ولكن في أحيان كثيرة تقف بعض العوائق أمام هذا الحلم.
وفي بعض الأحيان يكتمل الحلم سواء بشكله الطبيعي أو عن طريق اللجوء إلى الوسائل المساعدة مثل: الحقن المجهري، التلقيح الصناعي، واطفال الأنابيب.
ولكن هناك ما يقف عائقًا تجاه اكتمال حلم الإنجاب، وهو إجهاض متكرر وعدم اكتمال الحمل وفشله.
وهذا ما سنتحدث عنه في هذه المقالة وهو أسباب الإجهاض المتكرر.

ما هو الإجهاض المتكرر؟

الإجهاض هو فقدان الجنين وعدم اكتمال الحمل، يحدث على الأغلب في شهور الحمل الأولى خاصةً قبل الأسبوع ال 20 من الحمل، ويكون إجهاض مبكر إذا حدث في الأسابيع ال 12 الأولى، وفي الكثير من الأحيان يحدث بسبب عدم علم المرأة بحملها وتعاملها بحرية ودون متابعة طبية مما يضر صحة جنينها.

يُطلق على الحالة أن لديها تكرار الإجهاض بعدما يتم الإجهاض ثلاث مرات بشكل متتابع.

أسباب تكرار الإجهاض

هناك عدة أسباب تؤدي إلى الإجهاض، وإذا تكرر أكثر من مرة يجب عليكِ الذهاب للطبيب لمعرفة سبب التكرار لديكِ.
من تلك الأسباب ما يلي:

سن المرأة: تزداد نسبة حدوث الإجهاض لدى السيدات اللاتي تخطين ال 35 عامًا، وذلك بسبب حدوث خلل في وظيفة الرحم أو المبيض بسبب السن.
صحة الرحم: يحدث الإجهاض المتكرر بسبب وجود تشوهات في الرحم تؤثر على صحته قد تكون تشوهات خلقية أو مكتسبة، مثل: الرحم المزدوج أو المقوس.
ويتم تشخيص تشوهات الرحم من خلال المنظار الرحمي، أو من خلال أشعة الرنين.
وفي بعض الأحيان يصبح عنق الرحم ضعيفًا في الربع الثاني من الحمل، مما يؤدي إلى حدوث الإجهاض.
اضطرابات جهاز المناعة: في بعض الأحيان يكون سبب تكرار الإجهاض هو بعض الأمراض المناعية مثل رفض المناعة للجنين وتشكيلها لأجسام مضادة.
اضطرابات تخثر الدم: إذا كانت المرأة تعاني من أحد الأمراض التي تسبب تخثر الدم، فإن ذلك يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على ضخ الدم إلى الرحم مما يؤدي إلى حدوث الإجهاض.
الاضطرابات الكروموسومية: الاضطرابات الكروموسومية تشكل 3-6% من حالات تكرار الإجهاض.
الالتهابات المهبلية: تتسبب تلك الالتهابات إن كانت شديدة على عدم اكتمال الحمل وتؤدي إلى الإجهاض.
بطانة الرحم المهاجرة: تؤدي بطانة الرحم المهاجرة إلى حدوث الإجهاض إذا لم يتم علاجها.
ضعف الحيوانات المنوية: إذا كان الحيوان المنوي ضعيف ونجح في تخصيب البويضة فإنه يؤدي إلى عدم تطور الجنين بشكل مناسب داخل الرحم مما يؤدي إلى الإجهاض.

أعراض الإجهاض

تتعدد علامات الإجهاض لدى السيدات، وتختلف الأعراض في كل مرة أو من شخص لآخر، ومن أكثر الأعراض شيوعًا ما يلي:

الشعور بآلام وتقلصات في البطن.
حدوث نزيف من المهبل.
حمى.
ألم وتقلصات أسفل الظهر.
فقدان الوزن.
ضعف.
خروج سوائل أو أنسجة من المهبل.

مخاطر الإجهاض

هناك عدة مضاعفات ومخاطر تتعرض لها المرأة من كثرة تعرضها للإجهاض، ومن تلك المخاطر ما يلي:

يتسبب الإجهاض في مخاطر نفسية بالغة للمرأة التي تتعرض له، خاصةً إذا كان بشكل متكرر.
فإن ذلك يعرضها إلى الحزن والاكتئاب والقلق لفترة قد تستمر إلى 6 أشهر أو أكثر في بعض الحالات.
زيادة احتمالية الإصابة بتسمم الحمل في المرات المقبلة.
قد يؤدي كثرة الإجهاض إلى التهابات بالجهاز التناسلي مثل التهابات الحوض.

كيف يتم تشخيص الإجهاض المتكرر؟

يساعد التشخيص إلى معرفة السبب وراء حدوث الإجهاض ليتم التوصل إلى علاجه، ومن طرق التشخيص كالآتي:

الفحص السريري: يشتمل هذا الفحص على التاريخ المرضي للحالة، والتاريخ العائلي وإذا كان هناك أي أمراض وراثية وجينية محتملة.
الكشف عن تشوهات الرحم: تظهر تلك التشوهات في الرحم من خلال مناظير الرحم أو السونار أو عن طريق الرنين المغناطيسي.
اختبارات وظائف الغدة: القيام بتحليل وظائف الغدة والأجسام المضادة لها وقياس هرمون البرولاكتين في الدم.
فحص فصيلة الدم: يتم فحص فصيلة الدم للزوجين واختبار مضادات المناعة لدى الأم.
التحليل المخبري: تشمل تلك التحاليل اختبارات الكروموسومية لكلا الزوجين، للتأكد من وجود اختلالات جينية مسؤولة عن الإجهاض.

كم يحتاج الرحم للحمل بعد الإجهاض؟

من الممكن أن تحمل المرأة بعد الإجهاض بشكل مباشر حيث أن الإباضة قد تحدث في أي وقت، ولكن في حالة الإجهاض عن طريق كحت الرحم وإجراء عملية توسيع فيجب عليكِ الانتظار على الأقل شهرًا لكي يأخذ الرحم وقته في التعافي والعلاج.

بشكل عام ينصح الأطباء بالانتظار مدة حوالي ثلاثة أشهر بعد الإجهاض لمحاولة الحمل من جديد.
وإن كان الإجهاض حدث في منتصف أو نهاية الحمل فيفضل أن تكون المدة أطول.
وذلك لتتعافى المرأة جيدًا من الإجهاض على المستوى الجسدي، وتكون مؤهلة على الجانب النفسي لمحاولة الحمل ثانيةً.

اقرأ أيضاً: افضل دكتور حقن مجهري في قنا

علاج تكرار الإجهاض

يختلف علاج الإجهاض المتكرر باختلاف السبب المؤدي إلى الإجهاض، ومن الطرق المستخدمة في علاج الإجهاضات ما يلي:

الدعم المعنوي والنفسي للمرأة التي تعرضت للإجهاض بشكل متكرر.
علاج اضطرابات المناعة الذاتية.
من الممكن اللجوء إلى العمليات الجراحية في حالة وجود أي خلل في الرحم، ويعتمد التدخل الجراحي على مدى شدة الخلل.
علاج مستوى البرولاكتين في الجسم، حيث أن ارتفاع معدلاته تؤدي إلى الإجهاض.
علاج تخثُر الدم عن طريق أخذ أدوية مضادة لتخثرات الدم.
استخدام أدوية محددة تحت إشراف الطبيب، إذا كانت المرأة تعاني من أي خلل في الغدة الدرقية أو إذا كانت تعاني من مرض السكر، فعليها إتباع أدوية محددة، ولكن تحت إشراف الطبيب المعالج.
كما يتم اللجوء إلى الحقن المجهري في حالة إذا كانت التشوهات الوراثية هي سبب تكرار الإجهاض.
ففي هذه الحالة يكون هو العلاج الوحيد، حيث يتم اللجوء إلى التشخيص الوراثي للتأكد من سلامة البويضة بعد الإخصاب، وسلامة الجنين من أي أمراض وراثية قبل إرجاعه للرحم.

تعرفي أيضًا على التشخيص الوراثي.

نصائح لزيادة فرص الحمل بعد إجهاض متكرر

إليكِ بعض النصائح للتعافي بشكل أفضل من الإجهاض، وزيادة فرص الحمل بنجاح في المرة القادمة، منها ما يلي:

تناول المضادات الحيوية التي يصفها لكِ طبيبك المعالج؛ للوقاية من الإصابة بأي عدوى.
البعد عن أي أعمال شاقة أو مجهدة لكِ في بداية فترة التعافي، على الأقل لمدة أسبوعين، والبعد عن رفع الأثقال في تلك الفترة.
تناول الكثير من السوائل.
يجب عليكِ اتباع نظام غذائي صحي، غني بالفيتامينات والمعادن، والالتزام بأي مكملات غذائية قد وصفها لكِ طبيبك الخاص.
تجنب السباحة لمدة أسبوعين بعد الإجهاض.
يجب عليكِ البعد عن المستحضرات المهبلية كالغسولات لمدة تتراوح من أسبوعين إلى أربع أسابيع.
خذي قسطًا كافي من النوم.
تجنب التدخين وشرب الكحوليات.

في النهاية، نتمنى أن نكون أوضحنا لكم كل ما يتعلق ب “الإجهاض المتكرر”، وإذا كنتِ تعانين منه عليكِ اللجوء إلى الفرع الأقرب لديكِ من مراكز الرياض لمعالجة سبب الإجهاض ليتم الحمل بدون إجهاض، ويتحقق حلم الأمومة لديكِ.