علاج تكيس المبايض للمتزوجة

%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A.jpg?fit=1080%2C720&ssl=1

 علاج تكيس المبايض للمتزوجة  لابد أن يكون تحت إشراف طبيب يتمتع بخبرة ومهارة عاليتين وذلك لأنه مرض شائك يحتاج إلى دقة في التشخيص ووضع الخطة العلاجية المناسبة وذلك الأمر بالغ الأهمية وذلك لأن تكيس المبايض هو أكثر أسباب تأخر الإنجاب انتشاراً وعادة ما يسبب أعراضاً مزعجة قد تؤثر على حياة الزوجة وعلى حالتها النفسية أيضاً.

أسباب تكيس المبايض عند المتزوجات

اضطراب الهرمونات

 يعد من أبرز العوامل المؤدية إلى تكيس المبايض، حيث يحدث خلل في التوازن الطبيعي بين هرمونات الأنوثة (مثل الإستروجين والبروجستيرون) وهرمونات الذكورة (وخاصة التستوستيرون). هذا الخلل يؤدي إلى زيادة مستوى التستوستيرون في جسم المرأة، مما يؤثر على عملية التبويض ويتسبب في عدم نضوج البويضات أو خروجها من المبيض. وكنتيجة لذلك، تتجمع البويضات غير الناضجة حول المبيض في صورة أكياس صغيرة تُعرف بالتكيسات. كما ينعكس هذا الاضطراب على انتظام الدورة الشهرية، ويظهر في صورة تأخرها أو انقطاعها، إلى جانب أعراض أخرى مثل حب الشباب وزيادة نمو الشعر في أماكن غير مألوفة لدى النساء.

السمنة ومقاومة الإنسولين 

تعد زيادة الوزن أيضًا من الأسباب الشائعة والمرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتكيس المبايض. فزيادة الوزن، خاصة في منطقة البطن، تضعف استجابة الجسم للإنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم نسبة السكر في الدم. ومع ضعف الاستجابة، يفرز الجسم كميات أكبر من الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم. هذا الارتفاع يؤثر سلبًا على المبيضين، إذ يحفز إنتاج هرمون التستوستيرون، وهو ما يساهم في اضطراب التبويض وتكوين التكيسات. كما أن السمنة تخلق بيئة التهابية داخل الجسم، مما يزيد من تفاقم الأعراض الهرمونية المرتبطة بهذه الحالة.

العوامل الوراثية

 تلعب  العوامل الوراثية دورًا مهمًا في احتمالية إصابة المرأة بتكيس المبايض، حيث تشير الدراسات إلى أن وجود تاريخ عائلي للإصابة، مثل إصابة الأم أو الأخت، يزيد من خطر ظهور هذه المتلازمة. ويرجع ذلك إلى انتقال بعض الجينات المرتبطة بخلل الهرمونات أو مقاومة الإنسولين عبر الوراثة، ما يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة، خاصة إذا ترافقت هذه القابلية الجينية مع عوامل أخرى مثل السمنة أو الضغوط النفسية.


التوتر ونمط الحياة

نمط الحياة العصري المليء بالتوتر والضغوط اليومية يمكن أن يكون سببًا خفيًا في ظهور أو تفاقم تكيس المبايض:

الضغط النفسي المزمن يؤدي إلى اضطراب في إفراز هرمونات الغدة الكظرية مثل الكورتيزول، والذي يمكن أن يؤثر على التوازن الهرموني العام في الجسم.

قلة النوم تؤثر على إنتاج الهرمونات التي تتحكم في التبويض والدورة الشهرية.

سوء التغذية (مثل الإفراط في السكريات والكربوهيدرات المعالجة) يزيد من مقاومة الإنسولين ويساهم في زيادة الوزن، ما ينعكس سلبًا على المبيضين.

الخمول وقلة الحركة تقلل من حساسية الجسم للإنسولين وتضعف الدورة الدموية، مما يفاقم أعراض التكيس.

اقرئي أيضاً: هل تكيس المبايض خطير؟

 أعراض تكيس المبايض للمتزوجة

اضطرابات الدورة الشهرية: مثل تأخر الدورة أو عدم انتظامها أو غيابها تمامًا، نتيجة لعدم حدوث التبويض المنتظم.

تأخر الحمل أو مشاكل الخصوبة: لأن التكيس يؤثر على خروج البويضات من المبيض، مما يقلل فرص حدوث الحمل.

زيادة نمو الشعر أو حب الشباب: تظهر بسبب ارتفاع مستوى هرمون الذكورة (التستوستيرون)، ما يؤدي لنمو الشعر في أماكن غير معتادة مثل الذقن والصدر، وظهور حب الشباب.

ألم في الحوض أو انتفاخ: بعض النساء يشعرن بثقل أو ألم في أسفل البطن نتيجة وجود تكيسات على المبيض.

زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه: خاصة في منطقة البطن، وترتبط غالبًا بمشكلة مقاومة الإنسولين.

تساقط الشعر من مقدمة الرأس: وقد يشبه الصلع الذكوري في بعض الحالات، ويحدث بسبب اضطراب التوازن الهرموني.

ظهور بقع داكنة على الجلد: مثل الرقبة وتحت الإبط، وقد تكون علامة على ارتفاع مستويات الإنسولين في الجسم.

تقلبات مزاجية وإرهاق: تشمل الشعور بالتوتر، الاكتئاب، أو التعب المستمر، نتيجة الخلل الهرموني المصاحب للتكيس.

تعرفي على: أعراض تكيس المبايض الشديد

 تشخيص تكيس المبايض

الفحص السريري


يبدأ الطبيب بجمع معلومات دقيقة من المريضة حول الأعراض التي تعاني منها، مثل اضطرابات الدورة الشهرية، أو زيادة الشعر في أماكن غير معتادة، أو زيادة الوزن. ثم يقوم بفحص علامات جسدية قد تشير إلى وجود خلل هرموني، مثل نمو الشعر الزائد في الوجه أو الجسم، وظهور حب الشباب، وقياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) لمعرفة إذا كانت السمنة أحد العوامل المؤثرة.

تحاليل الهرمونات

تحاليل الهرمونات
تحاليل الهرمونات

يطلب الطبيب إجراء فحوصات دم لقياس مستويات بعض الهرمونات المرتبطة بوظيفة المبيضين، مثل هرمون التستوستيرون، وهرمون LH، وFSH، بالإضافة إلى فحص هرمون الإنسولين في بعض الحالات. تساعد هذه التحاليل في تحديد وجود خلل في التوازن الهرموني يُفسّر الأعراض ويؤكد وجود تكيس.

السونار (الموجات فوق الصوتية)


يعتبر من أهم أدوات التشخيص، حيث يستخدم الطبيب جهاز السونار (عادةً عن طريق المهبل للنساء المتزوجات) لفحص المبيضين. يتم البحث عن وجود “تكيسات صغيرة” على المبيض (غالبًا أكثر من 12 كيسًا بحجم صغير)، بالإضافة إلى قياس حجم المبيض نفسه. هذه الصور تساعد على تأكيد التشخيص بصريًا وتحديد شدة الحالة.

اقرئي أيضاً: أسباب تأخر الإنجاب وطرق العلاج

علاج تكيس المبايض للمتزوجة

يختلف علاج تكيس المبايض للمتزوجة  من حالة لأخرى كالتالي:

العلاج الدوائي 

يعد العلاج الدوائي خطوة أساسية في إدارة تكيس المبايض، ويختلف حسب الهدف من العلاج. حبوب منع الحمل تُستخدم لتنظيم الدورة وتقليل أعراض زيادة هرمون الذكورة مثل الشعر الزائد، لكنها لا تناسب من تخطط للحمل. في هذه الحالة، تُستخدم أدوية تنشيط التبويض مثل كلوميد لتحفيز إنتاج البويضات. أما الميتفورمين، فيُستخدم لتحسين مقاومة الإنسولين وتنظيم التبويض لدى من يعانين من خلل في استجابة الجسم للإنسولين.

العلاج الجراحي

 يلجأ الأطباء إليه في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، خاصة إذا كانت المرأة تعاني من صعوبة شديدة في حدوث التبويض. وتعد عملية كي المبايض بالمنظار من أبرز الخيارات الجراحية، حيث تُجرى باستخدام أدوات دقيقة تدخل عبر فتحات صغيرة في البطن، وينشئ الطبيب خلالها ثقوب صغيرة في المبيض باستخدام حرارة معتدلة. هذا الإجراء يساعد على تقليل مستوى هرمونات الذكورة ويعيد انتظام التبويض لدى بعض النساء، لكنه لا يُستخدم إلا بعد استنفاد الخيارات الدوائية.

تغييرات نمط الحياة

 تعد عنصرًا جوهريًا لا يمكن الاستغناء عنه في علاج تكيس المبايض. فقد أظهرت الدراسات أن خسارة الوزن، حتى بنسبة بسيطة تتراوح بين 5 إلى 10%، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في انتظام التبويض وتحسين فرص الحمل. ويُنصح باتباع نظام غذائي صحي منخفض في السكريات والنشويات، والتركيز على تناول البروتين، الخضروات، والدهون الصحية. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام لا تساعد فقط في خفض الوزن، بل تُحسن من حساسية الجسم للإنسولين وتُقلل من حدة الأعراض الهرمونية المرتبطة بالتكيس.

 دور المتابعة الطبية المنتظمة

الفحوصات الدورية: ضرورية لمراقبة التقدم في العلاج، وتعديل الخطة حسب الحاجة.

متابعة التبويض:  يلزم متابعة التبويض خصوصًا إذا كانت المرأة ترغب في الحمل، لمتابعة توقيت الإباضة وأخذ القرار المناسب.

 عوامل تؤثر على نجاح العلاج

الالتزام بالأدوية والتعليمات

نجاح العلاج يعتمد بشكل كبير على مدى التزام المرأة بتناول الأدوية في مواعيدها المحددة، واتباع تعليمات الطبيب بدقة. أي إهمال، مثل التوقف عن العلاج دون استشارة طبية أو عدم الاستمرار في تغييرات نمط الحياة، قد يؤدي إلى ضعف الاستجابة أو عودة الأعراض من جديد.

الحالة الصحية العامة

 وجود أمراض مزمنة مثل قصور الغدة الدرقية أو مرض السكري يمكن أن يؤثر على فعالية العلاج. فهذه الحالات قد تتداخل مع توازن الهرمونات أو تؤثر على عملية التبويض، مما يجعل من الضروري التحكم بها أولًا لضمان تحسّن حالة المبايض.

مدة الإصابة بالتكيس

كلما تم تشخيص الحالة في وقت مبكر، زادت فرص نجاح العلاج. أما الحالات التي تُترك لفترات طويلة دون علاج، فقد تتطلب وقتًا أطول للتجاوب، وقد تكون أكثر تعقيدًا من حيث التأثير على الخصوبة وتنظيم الدورة الشهرية.

أسئلة شائعة

هل يمكن الحمل مع وجود تكيس؟

نعم، الكثير من النساء المصابات بالتكيس حملن بعد تنظيم العلاج وخاصة مع متابعة التبويض.

هل التكيس يختفي بعد الزواج؟

الزواج بحد ذاته لا يعالج التكيس، لكنه قد يغير بعض العوامل النفسية والهرمونية، وقد يؤدي لتحسن طفيف.

هل التكيس يسبب الإجهاض؟

قد يزيد من خطر الإجهاض في بعض الحالات ولذلك المتابعة الطبية أثناء الحمل مهمة جدًا.

 

المصادر

NHS

Cleveland Clinic

 



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي