علاج تكيس المبيض

يجب أن يكون علاج تكيس المبيض مبنياً على أسس سليمة. بداية من التشخيص السليم للحالة ثم بعد ذلك وضع الخطة العلاجية المناسبة ومتابعة العلاج خطوة بخطوة. لذلك يجب البحث جيداً واختيار مركز له سمعة جيدة ويضم نخبة من الأساتذة والاستشاريين. وذلك لأنه في بعض الحالات قد يؤثر العلاج الخاطئ على الخصوبة والصحة العامة للمرأة.
تكيس المبيض
تكيس المبيض، أو ما يعرف بمتلازمة تكيس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS)، هو اضطراب هرموني شائع يصيب النساء في سن الإنجاب. ويتميز بوجود خلل في التوازن الهرموني يؤدي إلى اضطرابات في عملية التبويض. يتمثل هذا الاضطراب في تكوّن أكياس صغيرة مملوءة بسائل على سطح المبيض، ما قد يؤثر على انتظام الدورة الشهرية، ويسبب صعوبة في الحمل. بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل زيادة نمو الشعر في أماكن غير مألوفة، وظهور حب الشباب،
نسبة شيوعه بين النساء
تعد متلازمة تكيس المبايض من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب. حيث تصيب ما بين 8% إلى 13% من النساء حول العالم، وقد تختلف النسبة باختلاف العوامل الوراثية والبيئية. وتجدر الإشارة إلى أن كثيرًا من الحالات قد تبقى غير مشخصة، نظرًا لتنوع الأعراض وتشابهها مع حالات صحية أخرى. مما يجعل الوعي والتشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية. تشير الدراسات إلى أن متلازمة تكيس المبايض تعد من أبرز أسباب تأخر الإنجاب. حيث تُسجَّل في نحو 70% إلى 80% من حالات العقم الناتج عن اضطرابات الإباضة لدى النساء. وبذلك، تعد هذه المتلازمة سببًا رئيسيًا لتأخر الحمل، خاصةً في الحالات التي تعاني من دورات شهرية غير منتظمة أو غياب التبويض بشكل متكرر.
أسباب الإصابة بتكيس المبايض
رغم أن السبب الدقيق لتكيس المبايض لا يزال غير معروف بشكل كامل، إلا أن هناك عدة عوامل يعتقد العلماء أنها تلعب دورًا في تطور هذه المتلازمة. ومن أبرزها:
الوراثة
وجود تاريخ عائلي للإصابة بتكيس المبايض يزيد من احتمال الإصابة به، ما يشير إلى دور محتمل للعوامل الجينية.
مقاومة الإنسولين
تعاني نسبة كبيرة من النساء المصابات بتكيس المبايض من مقاومة الإنسولين. أي أن خلايا الجسم لا تستجيب بشكل فعال لهرمون الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم، ويحفز المبايض على إنتاج كميات زائدة من الأندروجينات (الهرمونات الذكرية).
الاضطرابات الهرمونية
يحدث خلل في التوازن بين الهرمونات الأنثوية (مثل الإستروجين والبروجستيرون) والهرمونات الذكرية (الأندروجينات). مما يؤدي إلى تأخر أو غياب التبويض وظهور أكياس على المبايض.
الوزن الزائد أو السمنة
زيادة الوزن قد تزيد من مقاومة الإنسولين. مما يسهم في تفاقم الأعراض، رغم أن بعض النساء النحيفات قد يصبن أيضًا بتكيس المبايض.
نمط الحياة
قلة النشاط البدني، والتغذية غير المتوازنة، والتوتر المزمن قد تساهم في زيادة فرص الإصابة أو تفاقم الأعراض لدى النساء المعرّضات.
تشخيص تكيس المبايض
يعتمد علاج تكيس المبيض بشكل كبير على التشخيص الصحيح. ويقوم تشخيص متلازمة تكيس المبايض على مجموعة من المعايير السريرية والتحاليل الطبية، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب مختص في أمراض النساء أو الغدد الصماء. ومن أبرز خطوات التشخيص ما يلي:
التاريخ الطبي والفحص السريري
يسأل الطبيب المريضة عن انتظام الدورة الشهرية، والأعراض المصاحبة مثل زيادة نمو الشعر، أوحب الشباب، أو زيادة الوزن، ويجري فحصًا جسديًا لتقييم علامات فرط الأندروجين أو مقاومة الإنسولين.
التحاليل المخبرية
بطلب الطبيب تحاليل دم لقياس مستويات الهرمونات، مثل:
-
- هرمون التستوستيرون (لتقييم فرط الأندروجين).

-
- هرمون LH وFSH (لتقييم التبويض).
- هرمون البرولاكتين وهرمونات الغدة الدرقية (لاستبعاد أسباب أخرى).
- مستوى الإنسولين والسكر في الدم (لتقييم مقاومة الإنسولين).
التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)
يستخدم فحص السونار المهبلي (أو البطني في بعض الحالات) لرؤية المبايض والتأكد من وجود أكياس صغيرة متعددة (عادةً ما تكون 12 أو أكثر في مبيض واحد)، بالإضافة إلى تقييم سماكة بطانة الرحم. ويعتمد الأطباء عادةً على معايير روتردام (Rotterdam Criteria) لتشخيص المتلازمة، والتي تنص على ضرورة توفر اثنين من الأعراض الثلاثة التالية على الأقل:
- اضطرابات أو غياب التبويض.
- علامات سريرية أو مخبرية لفرط الأندروجين.
- مظهر متعدد الأكياس في المبيض بالسونار.
اقرئي أيضاً: اعراض تكيس المبايض للبنات
علاج تكيس المبيض
يعتمد علاج تكيس المبيض على نوع الأعراض التي تعاني منها المريضة، وعلى ما إذا كانت تسعى للحمل أم لا. ويهدف العلاج إلى تنظيم الدورة الشهرية، وتحسين التبويض، وتقليل أعراض فرط الأندروجين، والسيطرة على مضاعفات الحالة على المدى البعيد. وفيما يلي أبرز الخيارات العلاجية:
تعديل نمط الحياة
يعد الخطوة الأولى والأساسية في العلاج، وخاصة في حال وجود زيادة في الوزن، وتشمل:
-
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- تقليل الوزن حتى بنسبة 5-10% قد يُحسّن من التبويض ويخفف الأعراض بشكل كبير.
الأدوية الهرمونية
حبوب منع الحمل المركبة: تستخدم لتنظيم الدورة الشهرية، وتقليل إنتاج الأندروجينات، والسيطرة على حب الشباب ونمو الشعر الزائد.
البروجستيرون: يستخدم شهريًا لتحفيز نزول الدورة لدى من لا يرغبن في تناول الحبوب المركبة.
أدوية تحفيز الإباضة (في حال الرغبة في الحمل)
مثل كلوميفين سيترات (Clomiphene Citrate) أو ليتروزول (Letrozole)، وهي أدوية تساعد على تحفيز المبايض لإنتاج البويضات. في بعض الحالات، قد تستخدم أدوية أخرى أو الحقن المنشطة تحت إشراف طبي متخصص.
علاج مقاومة الإنسولين
يستخدم دواء الميتفورمين (Metformin) لتحسين استجابة الجسم للإنسولين، مما قد يساعد على تنظيم الدورة وتحسين التبويض.
علاج أعراض فرط الأندروجين
مثل أدوية تقليل نمو الشعر الزائد (مثل سبيرونولاكتون)، أو استخدام علاجات موضعية لحب الشباب.
التدخل الجراحي (نادرًا)
في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، قد يُلجأ إلى عملية تُسمى “ثقب المبيض” (Ovarian drilling) بالمنظار لتحفيز التبويض. من المهم أن يكون العلاج تحت إشراف طبي مستمر، مع المتابعة الدورية لتقييم التحسّن، وتعديل الخطة العلاجية حسب تطور الحالة واحتياجات المريضة. من المهم استبعاد الحالات الأخرى التي قد تُسبب أعراضًا مشابهة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو فرط برولاكتين الدم، قبل تأكيد التشخيص.
اقرئي أيضاً: علاج تكيس المبايض للمتزوجة
أهمية التشخيص والعلاج المبكرين لتكيس المبايض
يعد التشخيص المبكر لمتلازمة تكيس المبايض خطوة بالغة الأهمية في الحد من مضاعفاتها الصحية والجسدية والنفسية. فالتدخل في المراحل الأولى من الإصابة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في نتائج العلاج ويحسن جودة الحياة على المدى الطويل. وتكمن أهمية التشخيص والعلاج المبكرين فيما يلي:
تنظيم الدورة الشهرية وتحفيز التبويض
التشخيص المبكر يساعد في إعادة التوازن الهرموني وتحسين انتظام الدورة، مما يقلل من خطر العقم ويزيد من فرص الحمل في حال الرغبة فيه.
الوقاية من المضاعفات طويلة المدى
يؤدي التشخيص والعلاج المبكرين إلى الوقاية من المضاعفات التالية:
- السكري من النوع الثاني نتيجة مقاومة الإنسولين.
- ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- زيادة خطر سرطان بطانة الرحم بسبب عدم انتظام التبويض لفترات طويلة.
تحسين الصحة النفسية
تعاني كثير من النساء المصابات من القلق والاكتئاب نتيجة اضطراب الهرمونات، ومشكلات في المظهر الخارجي (مثل زيادة الوزن، حب الشباب، أو نمو الشعر الزائد). التشخيص والعلاج المبكران يساعدان في التخفيف من هذه الآثار وتحسين الثقة بالنفس.
تجنب تفاقم الأعراض
بدء العلاج في وقت مبكر يقلل من تفاقم الأعراض مثل زيادة الوزن أو نمو الشعر غير المرغوب فيه، ويسهّل السيطرة عليها قبل أن تصبح أكثر تعقيدًا.
تحسين فرص الاستجابة للعلاج
تكون الاستجابة للعلاج أفضل في المراحل الأولى من المرض، خاصة عند استخدام تعديلات نمط الحياة أو أدوية تحفيز الإباضة.
اقرئي أيضاً: تشخيص وعلاج تكيس المبيضين
المصادر
Medscape –