ما هو الورم الليفي
إن معرفة ما هو الورم الليفي أمر غاية في الأهمية وذلك لأن الأورام الليفية أحد أهم أسباب تأخر الإنجاب عند النساء لذلك يجب معرفة أسباب الإصابة بها وأعراضها لأجل التوجه إلى الطبيب فور ملاحظة أي عرض من أعراضها
ما هو الورم الليفي
الورم الليفي هو نوع من الأورام الحميدة التي تتكون من أنسجة ليفية وعضلية وتنمو عادة في الرحم، وتُعرف باسم الأورام الليفية الرحمية أو الورم العضلي الأملس الرحمي (Uterine Fibroids). وقد تختلف تلك الأورام في الحجم والشكل.ويحتاج علاج الورم الليفي إلى طبيب ذي خبرة يفهم جيداً ما هو الورم الليفي وكيف يتعامل معه بصورة صحيحة.
أنواع الورم الليفي
1. أورام الرحم الليفية (Uterine Fibroids)
تُعد أورام الرحم الليفية هي الأكثر شيوعًا بين النساء المصابات بالأورام الليفية، وتنمو داخل أو حول الرحم. وتصنف بحسب موقعها في الرحم إلى الأنواع التالية:
الأورام الليفية داخل الجدار (Intramural Fibroid)
ينمو ذلك النوع من الأورام الليفية داخل الجدار العضلي للرحم، يعد النوع الأكثر شيوعًا. وينتج عنه بعض الأعراض مثل تضخم الرحم، نزيف شديد، وآلام الحوض.
الأورام الليفية تحت المصلية (Subserosal Fibroid)
يتشكل ذلك النوع من الأورام على السطح الخارجي للرحم (تحت الغشاء المصلي)، وقد يكبر حجمه حتى يضغط على الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو الأمعاء. مما قد يؤدي إلى شعور بضغط في البطن، أو صعوبة في التبول أو التبرز.
الأورام الليفية تحت المخاطية (Submucosal Fibroid)
ينمو ذلك النوع من الأورام تحت بطانة الرحم باتجاه التجويف الداخلي، وهو أقل شيوعًا ولكنه غالبًا ما يسبب نزيفًا شديدًا أو يؤثر على الخصوبة. ويسبب نزيفاً مفرطاً أثناء الدورة الشهرية، وصعوبة الحمل.
الورم الليفي العنقي (Cervical Fibroid)
يتشكل ذلك النوع من الأورام في عنق الرحم أو حوله.وغاليا لا يسبب أي أعراض ولكن قد تيسبب صعوبة أثناء الولادة الطبيعية.
2. الأورام الليفية المبيضية (Ovarian Fibromas)
هي أورام ليفية نادرة تظهر في المبيض، وتتكون من نسيج ليفي ضام.
الخصائص
غير سرطانية.
تنمو ببطء.
قد تؤدي إلى تجمع السوائل في البطن (الاستسقاء) إذا كانت كبيرة الحجم.
الأعراض
في العادة، تكون بلا أعراض، ولكن إذا كان الورم كبيرًا، قد يسبب ألمًا في الحوض أو ضغطًا على الأعضاء المجاورة. وغالبًا يتم استئصاله جراحيًا للحفاظ على وظيفة المبيض.
أسباب ظهور الورم الليفي
1. تأثير العوامل الهرمونية
يُعتبر الورم الليفي حساسًا للتغيرات في مستوى الهرمونات الأنثوية. وبما أن هرموني الإستروجين والبروجستيرون يُحفزان نمو خلايا الرحم، فقد يؤديان إلى تكوين الأورام الليفية أو زيادة حجمها عند حدوث تغير في مستوياتهما. كما يُلاحظ أن الأورام الليفية تنمو بشكل أكبر خلال فترات ارتفاع الهرمونات، مثل فترات الحمل، وتقل بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستوى الهرمونات.
2. العوامل الوراثية ودور التاريخ العائلي
التاريخ العائلي
تزداد فرصة الإصابة بالورم الليفي إذا كان هناك أقارب من الدرجة الأولى (مثل الأم أو الأخت) يعانين من نفس الحالة.
الطفرات الجينية
بعض الطفرات الجينية قد تؤدي إلى انقسام غير طبيعي في خلايا العضلات الملساء للرحم، مما يؤدي إلى تكون الورم الليفي.
3. العوامل البيئية ونمط الحياة
السمنة
ترتبط السمنة بزيادة مستوى الإستروجين في الجسم بسبب تحويل الدهون إلى هرمونات نشطة، مما يزيد من احتمالية نمو الورم الليفي.
التغذية
تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والأطعمة الغنية بالدهون قد يزيد من خطر تكوين الورم الليفي. بينما يقلل تناول الخضروات والفواكه من هذا الخطر بسبب احتوائها على مضادات الأكسدة.
العوامل البيئية
التعرض لبعض المواد الكيميائية البيئية (مثل مركبات الزينوإستروجين) قد يؤثر على توازن الهرمونات ويساهم في نمو الأورام الليفية.
تعرفي أيضاً على: أساب الورم الليفي وأعراضه
أعراض الورم الليفي
1. الأعراض الشائعة
نزيف غير طبيعي
-
- نزيف كثيف أثناء الدورة الشهرية.
- دورة شهرية طويلة أو غير منتظمة.
- نزيف بين الدورات الشهرية.
آلام الحوض
-
- شعور بالثقل أو الضغط في منطقة الحوض.
- ألم أسفل البطن أو الظهر، خاصة إذا كان الورم كبيرًا.
ضغط على المثانة
-
- الحاجة المتكررة للتبول بسبب ضغط الورم على المثانة.
- صعوبة في إفراغ المثانة بالكامل.
ضغط على الأمعاء
-
- إمساك أو صعوبة في التبرز إذا ضغط الورم على الأمعاء.
2. التأثير على الخصوبة والدورة الشهرية
على الخصوبة
قد يتداخل الورم الليفي مع عملية التبويض أو يمنع انغراس البويضة المخصبة. كما قد يؤدي إلى الإجهاض المتكرر أو العقم في بعض الحالات.
على الدورة الشهرية
قد يسبب الورم الليفي دورات شهرية شديدة الألم. ونزيف شديد قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم (الأنيميا).
3. حالات قد يكون فيها الورم الليفي بدون أعراض
في بعض الحالات، خاصة عندما يكون الورم صغير الحجم أو ينمو ببطء، قد لا تظهر أي أعراض. وتُكتشف هذه الأورام عادةً أثناء الفحوصات الروتينية أو أثناء إجراء اختبارات تشخيصية لمشكلات أخرى.
اعرفي أيضاً: متى يكون حجم الورم الليفي خطير
التشخيص
الفحص السريري
يبدأ الطبيب بالتاريخ المرضي الشامل لمعرفة الأعراض والعوامل الوراثية. ثم يجري فحص الحوض للكشف عن أي تضخم في الرحم أو كتل غير طبيعية. ويعتبر الفحص السريري خطوة أولى لتحديد الحاجة إلى فحوصات إضافية.
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
تُعد الموجات فوق الصوتية الطريقة الأكثر شيوعًا لتشخيص الورم الليفي. إذ تُستخدم لإنشاء صور للرحم، مما يُظهر وجود الأورام وحجمها وموقعها. يمكن إجراء الموجات فوق الصوتية عبر البطن أواستخدام الموجات فوق الصوتية المهبلية للحصول على تفاصيل أدق.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي في الحالات المعقدة أو عند التخطيط للجراحة. وذلك لأنه يوفر صورًا دقيقة تُظهر موقع الأورام، وطبيعتها، وتفاعلها مع الأنسجة المجاورة. كما أنه يساعد في التمييز بين الورم الليفي وأنواع أخرى من الأورام.
أهمية التشخيص المبكر في تحديد العلاج
التقليل من المضاعفات
يساعد التشخيص المبكر في معالجة الورم الليفي قبل أن يتسبب بمشكلات خطيرة مثل العقم أو فقر الدم.
اختيار الخطة العلاجية المناسبة
يساعد التشخيص في تحديد حجم الورم وعدد الأورام وموقعها، مما يؤثر على الخيارات العلاجية.
التخطيط للحمل
يمكّن التشخيص المبكر النساء من اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الخصوبة أو تحسين فرص الحمل.
مضاعفات الورم الليفي
1. النزيف الشديد وفقر الدم
يمكن أن يؤدي النزيف الكثيف والمطول خلال الدورة الشهرية إلى فقدان كمية كبيرة من الدم. ونتيجة للنزيف الشديد، قد تعاني المريضة من فقر الدم نتيجة النقص في عدد خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى أعراض مثل التعب، الدوخة، وشحوب البشرة. يمكن أن يؤثر فقر الدم على جودة الحياة بشكل كبير، ويتطلب في بعض الحالات نقل دم أو علاج لتعويض النقص.
2. الضغط على الأعضاء المجاورة
المثانة
زيادة الحاجة للتبول بشكل متكرر. وصعوبة في إفراغ المثانة بالكامل، مما قد يزيد خطر التهابات المسالك البولية.
المستقيم
يمكن أن يسبب الإمساك المزمن وصعوبة التبرز نتيجة الضغط على الأمعاء.
الألم المزمن
نتيجة الضغط على الأعضاء المجاورة، قد تعاني المريضة من آلام مستمرة في منطقة الحوض أو الظهر.
3. تأثيره على الحمل
الإجهاض
الأورام الليفية الكبيرة أو تلك الموجودة داخل بطانة الرحم قد تزيد من احتمالية فقدان الحمل.
الولادة المبكرة
يمكن أن تؤدي الأورام الليفية إلى تقلصات مبكرة في الرحم، مما يزيد من خطر الولادة المبكرة.
مشكلات في الحمل
قد تؤثر الأورام على وضع الجنين أو تمنع انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم.
علاج الورم الليفي
1. العلاجات غير الجراحية
الأدوية الهرمونية
ناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH): تقلل حجم الورم عن طريق تقليل إنتاج الإستروجين والبروجستيرون.
وسائل منع الحمل الهرمونية: تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل النزيف والألم.
الأدوية المضادة لهرمون الإستروجين: تستخدم لتثبيط تأثير الإستروجين على نمو الورم.
العلاجات الطبيعية وتعديل نمط الحياة
تغيير النظام الغذائي: اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه مع تقليل الدهون والسكريات.
ممارسة الرياضة بانتظام: تُساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل الأعراض.
2. العلاجات الجراحية
استئصال الورم الليفي (Myomectomy)
إجراء جراحي لإزالة الأورام الليفية فقط، مع الحفاظ على الرحم. وذلك يعد مناسباً للنساء اللواتي يخططن للحمل في المستقبل. يجرى استئصال الورم الليفي عبر الجراحة التقليدية، أو المنظار، أو الروبوت الجراحي وذلك بحسب الحالة.
استئصال الرحم (Hysterectomy)
قد يلجأ الأطباء إلى إزالة الرحم بالكامل في الحالات المتقدمة أو عند وجود أورام كبيرة أو متعددة. ويعد ذلك الخيار النهائي للنساء اللاتي لا يخططن للحمل مستقبلاً.
اقرأي أيضاً: نسبة الحمل بعد استئصال الأورام الليفية
3. العلاجات الحديثة
الانصمام الشرياني (Uterine Artery Embolization):
وهو عبارة إجراء عن إجراء غير جراحي يتم فيه إدخال قسطرة لسد الأوعية الدموية المغذية للورم الليفي، مما يؤدي إلى انكماشه. وهو يُناسب النساء اللواتي لا يفضلن الجراحة التقليدية.
العلاج بالموجات فوق الصوتية المركزة (Focused Ultrasound Surgery – FUS):
تلك التقنية هي تقنية حديثة غير جراحية تستخدم الموجات الصوتية لاستهداف الأورام الليفية وتدميرها دون الحاجة إلى شق جراحي. وتجرى تحت توجيه التصوير بالرنين المغناطيسي لضمان الدقة.
لابد أن يكون الطبيب المعالج يفهم جيداً ما هو الورم الليفي وما هو العلاج المناسب لكل حالة.
المصادر
