مدة تأخر الحمل الطبيعي

36.jpg?fit=1080%2C720&ssl=1

يُعد تأخر الحمل من أكثر الأمور التي تثير القلق لدى الأزواج، لا سيّما في الأشهر الأولى من الزواج. وبين التوقعات العالية، والتوتر النفسي، وكثرة الآراء المتضاربة، يجد الزوجان نفسيهما أمام سؤال متكرر: متى يُعد تأخر الحمل أمرًا طبيعيًا؟ وما هي مدة تأخر الحمل الطبيعي ومتى يستدعي الأمر تدخلاً طبيًا؟

أهمية معرفة مدة تأخر الحمل الطبيعي

إن معرفة مدة تأخر الحمل الطبيعي طبيعيًا في حدوث الحمل يمثل خطوة أساسية في تقليل القلق، واتخاذ قرارات صحيحة منذ بداية رحلة الإنجاب. هذا الفهم لا يساعد فقط على راحة نفسية أكبر، بل يمنح الزوجين وعيًا طبيًا يحميهما من التسرع أو اتخاذ خطوات غير ضرورية.

ومن أبرز فوائد فهم التأخر الطبيعي في الحمل:

  • تقليل التوتر والضغط النفسي الناتج عن التوقعات المبالغ فيها خلال الأشهر الأولى بعد الزواج.
  • تجنّب البدء في فحوصات أو علاجات غير ضرورية قبل مرور المدة الطبيعية الموصى بها.
  • التمييز بين التأخر الطبيعي والتأخر الناتج عن مشكلات صحية، مما يسهّل اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
  • تفادي الانسياق وراء نصائح غير طبية قد تزيد من القلق وتؤدي إلى قرارات غير مدروسة.
  • تعزيز الشعور بالاطمئنان والثقة في الخطوات المتّبعة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الصحة الإنجابية بشكل عام.

اقرئي أيضاً: ما هي أسباب تأخر الحمل وطرق العلاج؟

مدة تأخر الحمل الطبيعي 

 

ما هي مدة تأخر الحمل الطبيعية؟

يختلف توقيت حدوث الحمل من زوجين إلى آخر، وقد يتأخر بشكل طبيعي دون أن يشير ذلك إلى وجود مشكلة صحية. لذلك، من المهم معرفة المدة التي يُعتبر فيها تأخر الحمل أمرًا طبيعيًا، قبل التفكير في الفحوصات أو التدخلات الطبية.

وفيما يلي التوصيات الطبية المعتمدة بحسب عمر الزوجة

  • للزوجة أقل من 35 عامًا:
    يُعد تأخر الحمل طبيعيًا إذا لم يحدث خلال 12 شهرًا من المحاولة المنتظمة دون استخدام وسائل منع الحمل. لا يُنصح بإجراء الفحوصات قبل مرور هذه المدة إلا إذا وُجدت مؤشرات أو أعراض خاصة.
  • للزوجة من 35 إلى 40 عامًا:
    يُنصح ببدء التقييم الطبي بعد 6 أشهر من المحاولة المنتظمة دون حدوث حمل، نظرًا لتأثر الخصوبة الطبيعي بالعمر.
  • للزوجة فوق 40 عامًا:
    يُفضل البدء بالتقييم الطبي مباشرة بعد عدة أشهر قليلة من المحاولة، لتوفير الوقت والاستفادة من خيارات العلاج المناسبة مبكرًا.

ما المقصود بـ “محاولة منتظمة”؟

كثير من الأزواج يعتقدون أنهم يحاولون الإنجاب، في حين أن المحاولة قد لا تكون منتظمة بالشكل المطلوب لتحقيق فرصة حقيقية للحمل. ولهذا من المهم توضيح ما تعنيه “المحاولة المنتظمة” من الناحية الطبية.

وتعني المحاولة المنتظمة ما يلي:

  • ممارسة العلاقة الزوجية بمعدل 2 إلى 3 مرات أسبوعيًا، لضمان وجود حيوانات منوية نشطة خلال فترة الإباضة.
  • عدم استخدام أي وسيلة لمنع الحمل، سواء كانت هرمونية أو طبيعية أو حاجزية.
  • الاستمرار في المحاولة بشكل منتظم دون انقطاع خلال فترة لا تقل عن 6 إلى 12 شهرًا حسب عمر الزوجة.
  • مراعاة توقيت التبويض لدى الزوجة، خاصة في حال كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، وذلك لزيادة فرص حدوث الحمل.
  • الاهتمام بالصحة العامة للطرفين، حيث إن عوامل مثل التوتر الشديد أو الأمراض المزمنة قد تؤثر على جودة المحاولة.

هل هناك عوامل تؤثر على سرعة الحمل؟

نعم، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على سرعة حدوث الحمل، سواء لدى الزوج أو الزوجة. فحتى مع المحاولة المنتظمة، قد تؤدي بعض الظروف الصحية أو السلوكية إلى تأخير الحمل، دون أن تعني بالضرورة وجود عقم.

فهم العوامل المؤثرة على الخصوبة يُساعد الأزواج على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا، وتعديل نمط حياتهم بما يُعزز فرص الحمل الطبيعية.

ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:

  • عمر الزوجة
    الخصوبة لدى المرأة تقل تدريجيًا بعد سن 35، وتنخفض بشكل أكبر بعد سن 40، مما يقلل فرص الحمل ويزيد من احتمال الحاجة إلى تدخل طبي مبكر.
  • عمر الزوج
    رغم أن خصوبة الرجل لا تتأثر بسرعة كالمرأة، إلا أن التقدم في السن قد يؤدي إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية.
  • انتظام الدورة الشهرية والإباضة
انتظام الدورة الشهرية والإباضة
انتظام الدورة الشهرية والإباضة

وجود خلل في التبويض أو عدم انتظام الدورة الشهرية قد يؤدي إلى صعوبة تحديد فترة الخصوبة، وبالتالي تأخر الحمل.

  • نمط الحياة
    التدخين، السمنة، قلة النوم، تناول الكحول، أو سوء التغذية، كلها عوامل تقلل من كفاءة الخصوبة لدى الرجل والمرأة.
  • التوتر والضغط النفسي
    الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير على الهرمونات والوظائف التناسلية، وقد تؤخر الحمل لدى بعض الأزواج.
  • الحالة الصحية العامة
    وجود أمراض مثل اضطرابات الغدة الدرقية، تكيس المبايض، التهابات مزمنة، أو دوالي الخصية عند الرجال، قد تؤثر على فرص الحمل.
  • التعرض لمواد سامة أو إشعاعات
    مثل التعرض للمواد الكيميائية في بعض بيئات العمل، أو المعالجات الإشعاعية.

اقرئي أيضاً:تأخر الحمل بدون دورة: الأسباب وطرق العلاج 

نصائح قبل البدء في الفحوصات الطبية

قبل التوجه إلى الفحوصات الطبية لتأخر الحمل، هناك مجموعة من الخطوات المهمة التي يُنصح بها، إذ يمكن أن يكون تأخر الحمل ناتجًا عن عوامل بسيطة يمكن تداركها دون الحاجة إلى تدخل طبي في المراحل الأولى.

ومن أبرز هذه النصائح ما يلي:

  • التحلي بالصبر والهدوء:
    يجب منح الجسم والظروف المحيطة الوقت الكافي، خاصة خلال السنة الأولى من المحاولة المنتظمة، مع تجنّب التوتر والقلق المفرط.
  • مراقبة فترة التبويض بدقة:
    سواء من خلال متابعة الدورة الشهرية، أو باستخدام أجهزة قياس الإباضة المنزلية، لزيادة فرص حدوث الحمل في الوقت المناسب.
  • الاهتمام بالتغذية الصحية:
    تناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة الإنجابية، مثل حمض الفوليك، الزنك، فيتامين D، والحديد.
  • ممارسة الرياضة بانتظام:
    دون إفراط، فالنشاط البدني المعتدل يُحسّن الدورة الدموية وينظم الهرمونات.
  • الإقلاع عن العادات الضارة:
    مثل التدخين، شرب الكحول، وتناول الكافيين بكثرة، لما لها من تأثير سلبي على الخصوبة لدى كلا الزوجين.
  • التقليل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة:
    خاصة في بيئات العمل، حيث يمكن أن تؤثر بعض المواد على جودة الحيوانات المنوية أو البويضات.
  • الحفاظ على وزن صحي:
    إذ أن السمنة أو النحافة الزائدة قد تؤدي إلى اضطرابات في التبويض أو الهرمونات.
  • تجنب الاستخدام المفرط للأدوية دون استشارة طبية:
    بعض الأدوية قد تؤثر على الخصوبة، حتى وإن لم تكن مخصصة للجهاز التناسلي.

تأثير الحالة النفسية والعاطفية على الخصوبة

لا تقتصر أسباب تأخر الحمل على العوامل العضوية فقط، بل تلعب الحالة النفسية دورًا كبيرًا في هذه المعادلة المعقدة. فقد أثبتت الدراسات أن التوتر المستمر، والشعور بالضغط النفسي، ومشاعر القلق أو الإحباط قد تؤثر سلبًا على الهرمونات المسؤولة عن التبويض والإخصاب.

ومن أبرز التأثيرات النفسية التي قد تؤدي إلى تأخر الحمل ما يلي:

  • اضطراب الدورة الشهرية نتيجة الضغط العصبي المزمن.
  • ضعف الإباضة بسبب خلل في إفراز الهرمونات.
  • انخفاض الرغبة الجنسية وتأثر العلاقة الزوجية سلبًا.
  • التأثير على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجل نتيجة التوتر.
  • الدخول في دائرة مغلقة من القلق تؤثر على الحالة الصحية العامة.

لذلك، يُعد الاعتناء بالحالة النفسية وتوفير الدعم العاطفي المتبادل بين الزوجين من أهم عناصر النجاح في رحلة الإنجاب، إلى جانب الرعاية الطبية والغذائية.

اقرئي أيضاً: سبب تأخر الحمل مع انتظام الدورة 

المصادر

PMC

Medical News Today



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي