موعد إجراء اختبار حمل بعد ترجيع الأجنة
بعد مرحلة الإرجاع في عملية الحقن المجهري، تبدأ المرأة رحلة من الترقب والانتظار، تُعرف طبيًّا بـ”فترة الانتظار” أو Two Week Wait، وهي من أكثر الفترات حساسية نفسيًّا وعاطفيًّا في رحلة علاج تأخر الإنجاب في هذه الأيام القليلة، تختلط المشاعر بين الأمل والخوف وينتظرن موعد إجراء اختبار الحمل بعد الإرجاع بتلهف شديد.
ما هو الحقن المجهري ومراحله؟
يعد الإرجاع خطوة مهمة من خطوات الحقن المجهري والحقن المجهري هو إحدى تقنيات الإخصاب المساعد، تُستخدم لعلاج حالات تأخر الإنجاب، خصوصًا عند وجود مشكلات في الحيوانات المنوية لدى الزوج.
مراحله الحقن المجهري:
- تنشيط المبيض: لتحفيز إنتاج عدد أكبر من البويضات.
- سحب البويضات: من المبيض باستخدام إبرة موجهة بالسونار.
- سحب الحيوانات المنوية: من الزوج بطريقة طبيعية أو جراحية.
- حقن كل بويضة بحيوان منوي: تحت المجهر داخل المعمل.
- متابعة التخصيب وانقسام الأجنة: لعدة أيام.
- إرجاع الأجنة للرحم: بعد اختيار الأفضل منها.
- اختبار الحمل: بعد حوالي أسبوعين من الإرجاع.
إرجاع الأجنة
عملية الإرجاع (Embryo Transfer) هي المرحلة التي يتم فيها نقل الأجنة المخصبة والسليمة إلى رحم الزوجة بعد مرور عدة أيام من التخصيب داخل المعمل.
وهي خطوة بسيطة وغير مؤلمة، تهدف إلى إتاحة الفرصة لانغراس الجنين في بطانة الرحم، ليبدأ الحمل بشكل طبيعي.فبعد سحب البويضات وتخصيبها بالحيوانات المنوية في المعمل، يتم متابعة تطور الأجنة تحت المجهر. عند الوصول إلى مرحلة معينة من الانقسام والنمو (عادة اليوم الثالث أو الخامس)، تُختار أفضل الأجنة جودة، وتُعاد إلى الرحم باستخدام قسطرة رفيعة دون الحاجة إلى تخدير، في إجراء غير مؤلم وسريع.
الفرق بين نقل الأجنة الطازجة والمجمدة
الأجنة الطازجة: تُنقل إلى الرحم في نفس الدورة التي تم فيها سحب البويضات وتخصيبها.
الأجنة المجمدة: يتم حفظها بالتجميد ثم إرجاعها في دورة لاحقة بعد إعداد بطانة الرحم بشكل مثالي.
الاختيار بينهما يعتمد على الحالة الصحية للزوجة، واستجابة الجسم للتنشيط، وجودة الأجنة، وتوصيات الطبيب.
دور هذه المرحلة في نجاح عملية الحقن المجهري
مرحلة الإرجاع تُعد حاسمة في نجاح العملية، إذ تعتمد نسبة كبيرة من فرص الحمل على جودة الأجنة، توقيت الإرجاع، وملاءمة بطانة الرحم لاستقبال الجنين. كذلك تؤثر الراحة والمتابعة الدقيقة في فترة ما بعد الإرجاع على ثبات الجنين وانغراسه بنجاح.
أهمية مرحلة الانتظار بعد الإرجاع
- تمثل الفترة التي يحدث فيها انغراس الجنين داخل بطانة الرحم، وهو ما يحدد نجاح العملية.
- يبدأ الجسم خلالها في إفراز الهرمونات اللازمة لتثبيت الحمل.
- تمنح الطبيب فرصة لتقييم الاستجابة للعلاج ومراقبة الأعراض الأولية للحمل.
- تساهم الراحة الجسدية والدعم النفسي خلالها في رفع فرص النجاح.
- تُعد مؤشرًا مهمًا لتحديد موعد اختبار الحمل بدقة.
موعد إجراء اختبار حمل بعد الإرجاع
يكون موعد اختبار الحمل بعد الإرجاع عادةً في اليوم 14 تقريبًا من نقل الأجنة، سواء كانت طازجة أو مجمدة، وذلك للحصول على نتيجة دقيقة وموثوقة.
وفيما يلي تفاصيل مبسطة:
اختبار الدم (Beta hCG):
يُعد الأكثر دقة ويُفضل اعتماده. يمكن إجراؤه في اليوم 12 إلى 14 بعد الإرجاع، ويكشف عن وجود هرمون الحمل حتى في مستوياته المنخفضة جدًا.
الاختبار المنزلي:
يُفضل تأجيله حتى اليوم 14 على الأقل بعد الإرجاع، لأن إجراءه مبكرًا قد يعطي نتيجة سلبية كاذبة بسبب عدم ارتفاع الهرمون بدرجة كافية بعد.
معلومة مهمة:
لا يُنصح بإجراء اختبار الحمل قبل الموعد المحدد من قبل الطبيب، حتى لا يؤدي ذلك إلى القلق أو الإحباط بسبب نتائج غير دقيقة.
لماذا لا يُنصح بإجراء اختبار حمل مبكر؟
لا يُنصح بإجراء اختبار الحمل مبكرًا بعد الإرجاع لأن النتائج قد تكون غير دقيقة لعدة أسباب:
انخفاض مستوى هرمون الحمل (hCG):
في الأيام الأولى بعد الإرجاع، يكون مستوى الهرمون لا يزال منخفضًا، وقد لا يظهر في الاختبار المنزلي، مما يعطي نتيجة سلبية كاذبة.
آثار هرمون التفجير (hCG injection):
بعض بروتوكولات الحقن المجهري تتضمن إعطاء هرمون hCG لتحفيز الإباضة. إذا أُجري الاختبار مبكرًا، قد يُظهر نتيجة إيجابية كاذبة بسبب بقايا هذا الهرمون في الجسم، وليس بسبب حدوث الحمل فعليًا.
الضغط النفسي:
الحصول على نتيجة غير واضحة أو خاطئة قد يُسبب توترًا وقلقًا شديدًا يؤثر على الحالة النفسية في فترة يُفضل فيها الهدوء والدعم.
لذلك يُفضّل انتظار المدة التي يُحددها الطبيب (عادة 12–14 يومًا) لضمان دقة النتيجة وتجنّب التوتر غير الضروري.
العوامل المؤثرة في توقيت الاختبار
هماك عدة عوامل يمكن أن تؤثر في توقيت اختبار الحمل بعد عملية الإرجاع في الحقن المجهري، وأهمها:
نوع الأجنة المنقولة (طازجة أم مجمدة)
-
- في حالة الأجنة الطازجة: يُنصح بالانتظار من 12 إلى 14 يومًا.
- في حالة الأجنة المجمدة: قد تختلف التوصيات حسب بروتوكول التثبيت الهرموني، لكن التوقيت عادة مشابه.
يوم الإرجاع (اليوم الثالث أم الخامس)
إذا تم الإرجاع في اليوم الخامس (بلستوسيست)، قد يُصبح اختبار الحمل إيجابيًا أبكر بيوم أو يومين مقارنة باليوم الثالث.
الهرمونات المستخدمة خلال العملية
مثل حقن الـ hCG، والتي يمكن أن تظل في الجسم لعدة أيام وتؤدي إلى نتائج إيجابية كاذبة إذا تم الفحص مبكرًا.
طريقة الاختبار (تحليل منزلي أم دم)
اختبار الدم أكثر دقة ويكشف الحمل في وقت أبكر من الاختبار المنزلي.
استجابة الجسم الفردية
كل سيدة تختلف في معدل امتصاص وثبات الهرمونات ونمو الجنين، ما قد يؤثر على توقيت ظهور نتيجة إيجابية. هذه العوامل تجعل من المهم جدًا اتباع تعليمات الطبيب بدقة وتجنّب الاستعجال في إجراء الاختبار لضمان نتيجة موثوقة.
اقرئي أيضاً: حقن تثبيت الحمل
العلامات التي قد تشير إلى نجاح الزرع قبل اختبار الحمل
فيما يلي أبرز العلامات التي قد تشير إلى نجاح زرع الجنين (الانغراس) بعد عملية الإرجاع في الحقن المجهري، قبل موعد اختبار الحمل:
- تقلصات خفيفة أو شعور بوخز في البطن
تحدث نتيجة محاولة الجنين الانغراس في بطانة الرحم.
- نقاط دم خفيفة أو إفرازات وردية/بنية
ما يُعرف بـ”نزيف الانغراس”، ويظهر غالبًا بعد أيام قليلة من الإرجاع.
- تغيرات في الثديين
مثل الشعور بالألم أو الامتلاء أو تغير لون الحلمة، بسبب ارتفاع الهرمونات.
- شعور عام بالإرهاق والتعب
من أوائل التغيرات التي قد تشير إلى بداية الحمل.
- ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم
نتيجة لزيادة هرمون البروجسترون بعد الزرع.
- تغيرات مزاجية مفاجئة
بسبب التغيرات الهرمونية، حتى في وقت مبكر جدًا.
- كثرة التبول أو الإحساس بامتلاء المثانة
مع بدء إفراز هرمون الحمل (hCG)، قد تزداد الرغبة في التبول.
اقرئي أيضاً: متى تبدأ أعراض الحمل بعد ترجيع الأجنة؟
نصائح خلال فترة الانتظار
فيما يلي مجموعة من النصائح المهمة خلال فترة الانتظار بعد إرجاع الأجنة، والتي قد تساهم في تعزيز فرص النجاح وطمأنة الأم نفسيًا وجسديًا:
- الراحة بدون مبالغة
لا حاجة للبقاء في السرير طوال اليوم، لكن يُنصح بتقليل المجهود البدني وتجنب رفع الأشياء الثقيلة أو النشاطات العنيفة. - الالتزام بالأدوية الموصوفة بدقة
مثل أدوية البروجسترون أو المثبتات، فهي ضرورية لدعم بطانة الرحم وثبات الجنين. - التغذية المتوازنة
احرصي على تناول أطعمة صحية غنية بالبروتين، الخضروات، الفيتامينات، والمعادن. تجنبي الأطعمة المصنعة أو الغنية بالكافيين. - الابتعاد عن القلق والتوتر
الحالة النفسية تؤثر على الجسم. حاولي الاسترخاء، التنفس بعمق، قراءة ما تحبين، أو الاستماع لموسيقى هادئة. - تجنب الجماع خلال هذه الفترة
لحين التأكد من استقرار الأجنة وثبات الحمل، خاصة في الأيام الأولى. - تجنبي الحمامات الساخنة والسونا
الحرارة المرتفعة قد تؤثر على انغراس الجنين. - تجنبي التدخين والكحول
حتى بكميات قليلة، فهي تقلل من فرص النجاح وتضر بالجنين إن تم الحمل. - لا تُجري اختبار الحمل مبكرًا
اختاري التوقيت الذي يحدده الطبيب، لأن الفحص المبكر قد يعطي نتيجة خاطئة بسبب بقايا هرمونات التنشيط.
اقرئي أيضاً: أعراض فشل الحمل بعد ترجيع الأجنة
