هل تكيس المبايض خطير
هل تكيس المبايض خطير؟ هو سؤال يخطر في بال العديد من النساء المصابات بتكيس المبايض، وتتراوح نسبة الإصابة بذلك المرض من 8% إلى 14% بين النساء اللواتي في عمر الإنجاب. ومن المهم معرفة متى يشكل ذلك المرض خطورة وذلك لاتخاذ التدابير اللازمة.
ما هو تكيس المبايض؟
إن تكيس المبايض هو اضطراب هرموني يصيب النساء في سن الإنجاب ويحدث نتيجة خلل في توازن بعض الهرمونات. ولمعرفة هل تكيس المبايض خطير أم لا، لابد من الرجوع للطبيب ومعرفة ذلك منه، لأن ذلك يختلف من حالة لأخرى.
أسباب الإصابة بتكيس المبايض
عوامل وراثية
يعد تكيس المبايض من الأمراض الوراثية التي قد تنقل من الأمهات إلى الأجنة عبر الجينات. كذلك، وجود تاريخ عائلي للإصابة بتكيس المبايض يزيد من احتمال إصابة المرأة به. فقد تكون الجينات المسؤولة عن تنظيم الهرمونات مرتبطة بهذا الاضطراب.
خلل هرموني
هرمونات الذكورة
تشمل هرمونات الذكورة التستوستيرون والديهيدروتستوستيرون (DHT). ويفرز جسم المرأة تلك الهرمونات ولكن بنسبة ضئيلة جدًا. زيادة مستويات هذه الهرمونات تؤدي إلى الإصابة بتكيس المبايض، كما تؤدي إلى ظهور أعراض مثل نمو الشعر الزائد وحب الشباب.
الإنسولين
ارتفاع مستويات الإنسولين في الدم يحفز المبيض على إنتاج المزيد من هرمونات الذكورة التي تؤدي إلى تكيس المبايض كما ذكرنا في النقطة السابقة.
هرمون اللوتين (LH)
يفرز هذا بواسطة الغدة النخامية لتحفيز التبويض، ولكن زيادة إفرازه عن الحد الطبيعي تؤدي إلى الإصابة بتكيس المبايض وتعطيل عملية التبويض.
هرمون تحفيز الجريب (FSH)
يساعد هذا الهرمون على نمو البويضات وإعدادها للتبويض، فإذا حدث نقص في إفراز ذلك الهرمون فإن ذلك قد يؤدي إلى تعطيل التبويض بالطبع وتكوين جريبات صغيرة وهي ما تعرف بالتكيسات.
هرمونات الغدة الدرقية
قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها يمكن أن يؤثر على التوازن الهرموني العام ويساهم في حدوث تكيس المبايض، وذلك لأن قصور الغدة الدرقية يسبب زيادة في هرمونات الذكورة. كما أن فرط نشاط الغدة الدرقية يعطل الإشارات الهرمونية بين المبيض والغدة النخامية، مما يمنع نضوج البويضات.
بعض الحالات الصحية
مقاومة الإنسولين
مقاومة الإنسولين تعني عدم قدرة خلايا الجسم على استخدام الأنسولين مما يرفع نسبة الإنسولين في الدم. ويؤدي ارتفاع الإنسولين في الدم إلى تحفيز المبيض على إنتاج المزيد من هرمونات الذكورة التي تؤدي إلى الإصابة بتكيس المبايض في نهاية المطاف. لذلك يتسائل البعض هل الإصابة بتكيس المبايض خطير إذا كان نتيجة مقاومة الإنسولين؟ وبالطبع نعم، وذلك لأنه إذا لم يتم التحكم في مقاومة الإنسولين، يمكن أن تتفاقم أعراض تكيس المبايض وتتسبب في مضاعفات صحية أكثر خطورة على المدى الطويل.
زيادة الوزن أو السمنة
قد تؤدي السمنة إلى الإصابة بتكيس المبايض، وذلك لأن السمنة قد تسبب حالة مقاومة الإنسولين عن طريق ارتفاع نسبة الأحماض الدهنية وتراكم الدهون في الكبد والعضلات.
اقرأ أيضاً: أسباب تكيس المبايض
أعراض تكيس المبايض
اضطرابات الدورة الشهرية
قد تعاني المرأة من عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها تمامًا، ويحدث ذلك نتيجة قلة أو غياب الإباضة بسبب اضطراب التوازن الهرموني. كما قد يكون هناك نزيف غزير أثناء الدورة الشهرية أو في الفترة بين الدورات الشهرية.
زيادة نمو الشعر
قد يحدث نمو للشعر بصورة زائدة في بعض المناطق مثل الوجه والشفة العليا والذراعين، وذلك نتيجة لارتفاع مستوى هرمونات الذكورة في الدم.
الصلع
يؤدي ارتفاع هرمونات الذكورة إلى تساقط شعر فروة الرأس مما يسبب الصلع.
مشاكل الجلد
قد تسبب الزيادة في هرمونات الذكورة ظهور حبوب على الوجه، الصدر أو الظهر. كما قد تحدث زيادة في إفراز الدهون التي يمكن أن تؤدي إلى بشرة دهنية أو ظهور رؤوس سوداء. قد تظهر بقع داكنة على الجلد، خاصة في المناطق التي تحتوي على طيات مثل الرقبة، الإبطين، والفخذين.
زيادة الوزن والسمنة
قد تعاني النساء المصابات بتكيس المبايض من السمنة نتيجة لمقاومة الإنسولين التي تؤدي إلى زيادة الأحماض الدهنية كما ذكرنا آنفاً في تلك المقالة.
الاكتئاب والقلق
قد تصاب النساء المصابات بتكيس المبايض بالقلق والاكتئاب نتيجة الأسباب التالية:
التغيرات الهرمونية
لا شك أن الاضطرابات الهرمونية قد تؤثر على النفسية بشكل كبير مسببة الاكتئاب والقلق.
التأثيرات النفسية للأعراض الجسدية
قد تشعر المرأة بالاكتئاب والضيق نتيجة التغيرات الجسدية مثل زيادة نمو الشعر في بعض الأماكن وظهور حب الشباب وغير ذلك من أعراض تكيس المبايض.
مشاكل الإنجاب والعقم
قد يؤدي تأخر الإنجاب الناتج عن الإصابة بتكيس المبايض إلى اكتئاب المرأة وشعورها بالقلق.
اقرأ أيضاً: أعراض وجود كيس على المبيض
هل تكيس المبايض خطير؟
إجابة سؤال هل تكيس المبايض خطير تتوقف بشكل كبير على مدى الاهتمام والإسراع في عملية التشخيص والعلاج. فإذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بشكل مناسب، يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات التالية:
داء السكري
يمكن أن تؤدي الإصابة بتكيس المبايض إلى الإصابة بداء السكري، وذلك نتيجة للإصابة بمقاومة الإنسولين التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
أمراض القلب والشرايين
النساء المصابات بتكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بسبب الزيادة في مستويات الدهون الثلاثية التي تؤثر على الشرايين وتؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، الذي يعد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
ارتفاع خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم
نتيجة لانعدام الإباضة أو قلة حدوثها، قد تحدث زيادة في سماكة بطانة الرحم، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً: هل يحدث حمل مع تكيس المبايض؟
تشخيص تكيس المبايض
التاريخ الطبي
يسأل الطبيب المريضة عن الأعراض التالية:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه.
- ظهور حب الشباب أو نمو الشعر الزائد في أماكن غير معتادة.
- وجود حالات إجهاض متكرر.
الفحص السريري
يتحقق الطبيب من وجود بعض الأعراض التالية مثل:
- نمو الشعر الزائد على الوجه أو الجسم.
- وجود حب الشباب.
- الصلع.
الفحوصات المخبرية
قد يطلب الطبيب من المريضة إجراء بعض من الاختبارات:
- تحليل الهرمونات: يتم فحص مستويات الهرمونات لتقييم:
- الأندروجينات (هرمونات الذكورة) المرتفعة.
- هرمونات الغدة الدرقية.
- هرمون البرولاكتين.
- هرمونات الغدة النخامية (FSH وLH).
- اختبار السكر والإنسولين: للكشف عن مقاومة الإنسولين التي ترتبط غالبًا بتكيس المبايض.
- قياس الدهون في الدم: لتحديد مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
الفحص بالموجات فوق الصوتية
إن الفحص بالموجات فوق الصوتية يعد من أفضل الطرق في تشخيص تكيس المبايض، التي تمكن الطبيب من فحص المبيضين للتحقق من وجود التكيسات. إذ تتيح له ملاحظة تضخم المبيض أو زيادة سماكة بطانة الرحم.
المنظار الرحمي
يعد المنظار الرحمي هو أفضل وسيلة لتشخيص تكيسات المبيض، إذ يدخل الطبيب المنظار الرحمي المزود بكاميرا من عنق الرحم مما يمكنه من رؤية الرحم من الداخل ورؤية تكيسات المبيض.
علاج تكيسات المبيض
يختلف علاج تكيس المبايض طبقًا لظروف كل حالة وهل تكيس المبايض خطير بالنسبة للمريضة أم لا.
حبوب منع الحمل المركبة
تحتوي حبوب منع الحمل المركبة على الإستروجين والبروجستيرون، وتعمل على تنظيم الدورة الشهرية. وتقليل تحفيز المبيض لتقليل تكوين المزيد من التكيسات. وكذلك تقليل مستويات هرمونات الذكورة.
أدوية تحفيز الإباضة
قد يعالج الأطباء تكيس المبايض باستخدام أدوية تحفيز مثل الأدوية التالية:
- كلوميفين (Clomiphene): لتحفيز الإباضة.
- ليتروزول (Letrozole): يساعد أيضًا في تنشيط الإباضة.
- الميتفورمين (Metformin): يُستخدم لتحسين حساسية الجسم للأنسولين. إذ يساعد على تقليل مستويات الأنسولين، مما يقلل من تحفيز المبايض على إنتاج هرمونات الذكورة.
العلاج بالمنظار الرحمي
يمكن علاج تكيس المبايض باستخدام المنظار الرحمي إذ أنه يستخدم في التشخيص والعلاج فهو مزود بأجزاء يمكن استخدامها لإزالة التكيسات.
إذا كنت تعانين من تكيس المبايض يمكنك الحجز الآن في مركز الرياض للخصوبة من هنا لتلقي العلاج تحت إشراف نخبة من أكفأ الأطباء الاستشاريين.
نصائح للوقاية وتقليل المخاطر
- الكشف المبكر عند ملاحظة الأعراض.
- المحافظة على وزن صحي.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- تقليل التوتر وممارسة الرياضة بانتظام.