أعراض وجود ورم ليفي في الرحم

إن وجود ورم ليفي في الرحم قد يؤدي إلى تأخر الإنجاب وذلك طبقاً لمكان ظهوره فالأورام الليفية أحد أسباب تأخر الإنجاب المهمة التي تحتاج إلى التشخيص والعلاج بواسطة طبيب مختص ماهو ذو خبرة.
الأورام الليفية
الأورام الليفية في الرحم هي أورام حميدة تنشأ من النسيج العضلي للرحم، وغالبًا ما تتكون في جدار الرحم أو على سطحه الخارجي أو الداخلي. ، وهي غير سرطانية ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. تتراوح أحجامها من أورام صغيرة جدًا بحجم حبة العدس إلى أورام كبيرة يمكن أن تسبب تضخم الرحم وتشوه شكله. قد لا تسبب الأورام الليفية أعراضاً وقد تسبب أعراضًا مثل نزيف الحيض الغزير، وألم الحوض، والضغط على الأعضاء المجاورة، وقد تؤثر على الخصوبة والحمل في بعض الحالات.
اقرئي أيضاً: ما هو الورم الليفي
أسباب وجود ورم لفي في الرحم
تختلف أسباب وجود ورم ليفي في الرحم وفقاً للعوامل التالية:
1. العوامل الهرمونية
يعتبر هرمونا الإستروجين والبروجستيرون من العوامل الرئيسية في نمو الأورام الليفية، حيث يحفزان نمو خلايا عضلات الرحم وتكاثرها. غالبًا ما تنمو الأورام الليفية خلال سنوات الخصوبة (قبل انقطاع الطمث)، وتتقلص بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستوى الهرمونات.
2. العوامل الوراثية
- إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالأورام الليفية، فإن احتمالية الإصابة بها تكون أعلى.
- وجود طفرات جينية معينة قد يلعب دورًا في تطور هذه الأورام.
3. العوامل البيئية ونمط الحياة
- السمنة: زيادة الوزن قد تزيد من خطر الإصابة بسبب ارتفاع مستويات الإستروجين المخزنة في الدهون.
- النظام الغذائي: تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء وقلة تناول الخضروات والألياف قد يزيد من خطر الإصابة.
- التعرض للسموم البيئية: مثل المواد الكيميائية التي تؤثر على توازن الهرمونات في الجسم.
4. العرق والجينات
النساء من أصول إفريقية أكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية مقارنة بغيرهن، وغالبًا ما يعانين من أورام أكبر وأعراض أكثر حدة.
5. اضطرابات الأوعية الدموية
ضعف تدفق الدم إلى الرحم قد يؤثر على تكوين الأورام الليفية أو نموها بشكل غير طبيعي.
6. الحمل والولادات السابقة
قد يكون للحمل دور في تقليل خطر الإصابة، حيث يساعد على تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم.
7. التهابات الرحم المتكررة
بعض الدراسات تشير إلى أن الالتهابات المزمنة قد تلعب دورًا في تحفيز نمو الأورام الليفية.
أعراض وجود ورم ليفي في الرحم
تختلف أعراض وجود ورم ليفي في الرحم من امرأة لأخرى، وقد لا تظهر أي أعراض لدى بعض النساء، خاصة إذا كانت الأورام صغيرة. لكن في الحالات التي تسبب أعراضًا، تشمل ما يلي:
1. اضطرابات الدورة الشهرية
- نزيف غزير أثناء الدورة الشهرية (غزارة الطمث)
- طول مدة الدورة الشهرية أكثر من المعتاد
- نزيف غير منتظم بين الدورات
2. آلام وانزعاج في منطقة الحوض
- ألم أو ضغط في أسفل البطن
- الشعور بامتلاء أو ثقل في الحوض
- آلام أثناء العلاقة الزوجية
3. مشاكل في الجهاز البولي
- كثرة التبول بسبب الضغط على المثانة
- صعوبة في تفريغ المثانة بالكامل
- احتباس البول في بعض الحالات
4. اضطرابات الجهاز الهضمي
- الإمساك بسبب ضغط الأورام الليفية على الأمعاء
- الشعور بالانتفاخ أو الامتلاء في البطن
5. مشاكل في الحمل والإنجاب
- صعوبة حدوث الحمل بسبب تأثير الأورام على بطانة الرحم أو قنوات فالوب
- زيادة خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة
- نمو غير طبيعي للجنين بسبب ضغط الورم على الرحم
6. ألم أسفل الظهر أو الساقين
إذا كان الورم الليفي كبيرًا، فقد يضغط على الأعصاب القريبة، مما يسبب ألمًا في الظهر أو الساقين.
أنواع الأورام الليفية في الرحم
تعتمد أنواع الأورام الليفية على موقعها في الرحم، ويمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع رئيسية:
1. الأورام الليفية داخل الجدار الرحمي (Intramural Fibroids)
الموقع: تنمو داخل جدار الرحم العضلي.
الأعراض: قد تسبب تضخم الرحم، وآلام الحوض، وغزارة الدورة الشهرية.
الأكثر شيوعًا بين جميع أنواع الأورام الليفية.
2. الأورام الليفية تحت المصلية (Subserosal Fibroids)
الموقع: تنمو على السطح الخارجي للرحم، وقد تمتد إلى تجويف البطن.
الأعراض: قد لا تسبب أعراضًا واضحة إلا إذا كانت كبيرة، حيث قد تؤدي إلى ضغط على الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو الأمعاء، مما يسبب مشاكل في التبول أو الإمساك.
3. الأورام الليفية تحت المخاطية (Submucosal Fibroids)
الموقع: تنمو تحت بطانة الرحم (التجويف الرحمي).
الأعراض: تؤثر بشكل كبير على الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى نزيف شديد وعدم انتظام الدورة، كما قد تسبب تأخر الإنجاب أو الإجهاض المتكرر.
أقل شيوعًا ولكنها الأكثر تأثيرًا على الخصوبة.
4. الأورام الليفية العنقية (Cervical Fibroids)
الموقع: تتكون في عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يفتح في المهبل.
الأعراض: قد تسبب ألمًا أثناء العلاقة الزوجية، ونزيفًا غير طبيعي، ومشاكل في الولادة الطبيعية إذا كانت كبيرة الحجم.
متى تمنع الأورام الليفية الحمل؟
يمكن أن تؤثر الأورام الليفية على الخصوبة وفرص الحمل في بعض الحالات، وذلك بحسب حجمها، عددها، وموقعها داخل الرحم. تصبح الأورام الليفية عائقًا للحمل في الحالات التالية:
1. إذا كانت تسد قنوات فالوب
الأورام الليفية القريبة من قناتي فالوب قد تمنع مرور البويضة المخصبة إلى الرحم، مما يؤدي إلى صعوبة حدوث الحمل أو زيادة خطر الحمل خارج الرحم.
2. إذا كانت داخل تجويف الرحم (الأورام تحت المخاطية)
هذه الأورام تؤثر بشكل مباشر على بطانة الرحم، مما يجعل غرس الجنين أكثر صعوبة، وقد تؤدي إلى الإجهاض المتكرر.
3. إذا كانت كبيرة الحجم وتضغط على المبيضين أو الرحم
الأورام الليفية الكبيرة قد تشوه تجويف الرحم، مما يقلل من فرص انغراس الجنين. وقد تضغط على المبيضين، مما يؤثر على عملية التبويض الطبيعية.
4. إذا كانت تسبب نزيفًا شديدًا واضطرابات هرمونية
النزيف المفرط واضطراب الدورة الشهرية قد يؤديان إلى ضعف التبويض، مما يقلل من احتمالية حدوث الحمل.
5. إذا كانت تؤثر على تدفق الدم إلى بطانة الرحم
بعض الأورام الليفية تؤثر على إمداد الدم لبطانة الرحم، مما يمنع تطورها بشكل مناسب لاستقبال الجنين.
هل يمكن الحمل مع الأورام الليفية؟
نعم، في كثير من الحالات يمكن الحمل، خاصة إذا كانت الأورام صغيرة أو لا تؤثر على بطانة الرحم أو قنوات فالوب. في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإزالة الأورام الليفية جراحيًا قبل محاولة الحمل، خاصة إذا كانت تؤثر على الخصوبة أو تسبب مضاعفات.استشارة الطبيب المختص ضرورية لتقييم الحالة وتحديد مدى تأثير الأورام الليفية على الحمل وفرص الإنجاب.
اقرئي أيضاً: متى يكون حجم الورم الليفي خطير
تشخيص الأورام الليفية في الرحم
يعتمد تشخيص وجود ورم ليفي في الرحم على الفحص السريري والفحوصات التصويرية التي تساعد في تحديد حجم الورم، موقعه، وتأثيره على الرحم والأعضاء المجاورة.
1. الفحص السريري
يبدأ التشخيص عادةً من خلال الفحص اليدوي للحوض، حيث قد يشعر الطبيب بتضخم غير طبيعي في الرحم. ولكن لا يمكن تأكيد التشخيص بالاعتماد على الفحص اليدوي فقط، لذلك يتم اللجوء إلى الفحوصات التصويرية.
2. السونار (الموجات فوق الصوتية – Ultrasound)
أكثر الفحوص شيوعًا لتشخيص الأورام الليفية. ويمكن إجراؤه بطريقتين:
السونار عبر البطن لفحص الرحم من الخارج.
السونار المهبلي للحصول على صورة أوضح للأورام داخل الرحم.
3. الرنين المغناطيسي (MRI – Magnetic Resonance Imaging)

يتم اللجوء إليه إذا كانت الأورام متعددة أو ذات أحجام كبيرة، أو في الحالات التي تحتاج إلى تفاصيل دقيقة قبل الجراحة. ويساعد في التفريق بين أنواع الأورام الليفية وغيرها من المشاكل الرحمية مثل الأورام الحميدة أو السرطانية.
4. الأشعة بالصبغة (Hysterosalpingography – HSG)
تستخدم لفحص قنوات فالوب وتحديد ما إذا كانت الأورام الليفية تؤثر على مرور البويضات. ويتم حقن صبغة داخل الرحم والتقاط صور بالأشعة السينية لمعرفة تأثير الأورام على تجويف الرحم والأنابيب.
5. المنظار الرحمي (Hysteroscopy)
يُستخدم إذا كان هناك نزيف غير طبيعي أو مشاكل في الخصوبة. ويتم إدخال كاميرا صغيرة عبر عنق الرحم لفحص تجويف الرحم من الداخل ورؤية الأورام الليفية مباشرةً.ويمكن استخدامه أيضًا لإزالة الأورام الليفية الصغيرة.
6. المنظار البطني (Laparoscopy)
يُستخدم في الحالات التي يُشتبه فيها بوجود أورام ليفية خارج الرحم أو متصلة بأعضاء أخرى. يتم إدخال كاميرا عبر شق صغير في البطن لفحص الرحم والمبيضين. التشخيص المبكر مهم لتحديد مدى تأثير الأورام الليفية على الصحة الإنجابية واختيار العلاج الأنسب لكل حالة.
علاج الأورام الليفية
يعتمد علاج الأورام الليفية على عدة عوامل، منها حجم الورم، موقعه، شدة الأعراض، ورغبة المرأة في الحمل مستقبلاً. وتنقسم طرق العلاج إلى:
1. العلاج الدوائي
يستخدم لتخفيف الأعراض وتقليل حجم الأورام، لكنه لا يقضي عليها نهائيًا. ومن الأدوية الشائعة:
- مضادات الهرمونات (GnRH agonists)
- تقلل من إنتاج هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى تقليص حجم الورم بشكل مؤقت.
- تُستخدم قبل الجراحة لتسهيل إزالة الأورام.
- لا يُنصح باستخدامها لفترات طويلة بسبب أعراضها الجانبية مثل هشاشة العظام.
- أدوية تنظيم الهرمونات (مثل حبوب منع الحمل)
- تساعد في تخفيف النزيف الشديد، لكنها لا تقلل حجم الورم.
- الميفيناميك أسيد ومضادات الالتهاب (NSAIDs)
- تُستخدم لتخفيف آلام الدورة الشهرية المرتبطة بالأورام الليفية.
2. العلاجات غير الجراحية
هذه الخيارات تناسب الحالات التي لا ترغب في الجراحة أو التي لا تعاني من أعراض شديدة.
- العلاج بالقسطرة الشريانية (Uterine Fibroid Embolization – UFE)
- إجراء غير جراحي يعتمد على حقن مواد في الشرايين المغذية للورم، مما يؤدي إلى تقليص حجمه.
- مناسب للنساء اللواتي لا يخططن للحمل مستقبلاً.
- الموجات فوق الصوتية المركزة (MRI-Guided Focused Ultrasound Surgery – FUS)
- تقنية حديثة تُستخدم لتدمير الأورام الليفية باستخدام الحرارة دون تدخل جراحي.
3. العلاج الجراحي
يتم اللجوء إليه في الحالات التي يكون فيها الورم كبيرًا، يسبب أعراضًا شديدة، أو يمنع الحمل.
- استئصال الورم الليفي (Myomectomy)
- يُجرى للنساء اللواتي يرغبن في الإنجاب.
- يمكن إجراؤه بثلاث طرق:
- المنظار الرحمي (للأورام داخل الرحم).
- المنظار البطني (للأورام السطحية).
- الجراحة التقليدية (للأورام الكبيرة أو العميقة).
- استئصال الرحم (Hysterectomy)
- الخيار النهائي في الحالات الشديدة أو عند عدم الرغبة في الإنجاب.