دوالي الخصية تُعدّ من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الجهاز التناسلي للذكور. ويجب على من يصاب بها أن يذهب للطبيب فوراً ليعرف مدى شدتها فقد تكون أخطر أنواع دوالي الخصية ويجب الإسراع في علاجها. وقد تكون درجتها بسيطة وقد تؤثر بشكل مباشر على الخصوبة وصحة الخصية وذلك بحسب شدة الحالة.

ما هي دوالي الخصية

دوالي الخصية هي تمدد غير طبيعي للأوردة داخل كيس الصفن. يشبه إلى حد كبير الدوالي التي قد تظهر في الساقين. تحدث نتيجة ضعف أو ارتجاع في صمامات الأوردة. مما يؤدي إلى تراكم الدم وارتفاع الضغط الوريدي. وقد يؤثر ذلك على درجة حرارة الخصية وجودة إنتاج الحيوانات المنوية.

أسباب الإصابة بدوالي الخصية

أسباب الإصابة بدوالي الخصية متعددة وتختلف من شخص لآخر، وتشمل ما يلي:

1. ضعف الصمامات الوريدية:
   الصمامات الموجودة في الأوردة تمنع ارتجاع الدم إلى الأعلى. وعند ضعف هذه الصمامات يحدث تراكم للدم داخل أوردة كيس الصفن. مما يؤدي إلى توسعها وتشكل الدوالي.
2. اختلال ضغط الدم الوريدي:
   أي زيادة في الضغط داخل الأوردة الممتدة إلى الخصية. نتيجة وضعيات الجسم المختلفة أو مشاكل في الأوردة المجاورة، قد تسبب ارتجاع الدم وتوسع الأوردة.
3. العوامل الوراثية:
   وجود تاريخ عائلي للإصابة بالدوالي يزيد من احتمالية الإصابة بها. إذ تلعب العوامل الجينية دوراً في ضعف جدار الأوردة أو صماماتها.
4. انسداد الأوردة أو التشوهات الوريدية:
   بعض التشوهات الخلقية أو انسداد الأوردة القريبة من الخصية يعيق تدفق الدم الطبيعي. ما يؤدي إلى تراكمه وظهور الدوالي.
5. النمو السريع خلال فترة البلوغ:
   فترة المراهقة والنمو السريع تزيد من ضغط الدم الوريدي على الخصيتين. وقد تكون دوالي الخصية أكثر شيوعاً في هذه المرحلة نتيجة زيادة حجم الخصية ونمو الأوردة بسرعة أكبر من قدرة الصمامات على ضبط التدفق.
6. العوامل البيئية والحياتية:
   الوقوف لفترات طويلة، رفع الأحمال الثقيلة، أو ممارسة تمارين عنيفة بشكل مستمر يمكن أن يزيد الضغط على الأوردة ويعزز ظهور الدوالي لدى الأشخاص المعرضين.
7. أسباب نادرة:
   مثل الأورام التي تضغط على الأوردة القريبة أو الجلطات الوريدية التي تمنع تصريف الدم بشكل طبيعي. وهي حالات أقل شيوعاً لكنها قد تؤدي إلى دوالي ثانوية.

اقرئي أيضاً: أسباب دوالي الخصية

أنواع دوالي الخصية

الدرجة الأولى (خفيفة)

في هذه الحالة تكون دوالي الخصية صغيرة الحجم، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ولا يشعر بها المريض إلا عند الفحص بالسونار أو عند قيام الطبيب بالضغط على الخصية أثناء الفحص السريري. عادة لا تسبب أعراضاً واضحة ولا تؤثر بشكل كبير على الخصوبة، لكنها تحتاج إلى متابعة دورية للتأكد من عدم تطورها.

الدرجة الثانية (متوسطة)

تكون الأوردة في هذه المرحلة أكبر من الدرجة الأولى. ويمكن الإحساس بها باللمس عند الوقوف أو عند ضغط الطبيب على كيس الصفن. قد تظهر بعض الأعراض مثل الألم الخفيف أو شعور بالثقل في الخصية المصابة، وقد تؤثر تدريجياً على إنتاج الحيوانات المنوية إذا لم يتم علاجها أو مراقبتها بانتظام.

الدرجة الثالثة (شديدة)

في هذه الدرجة تكون الأوردة متضخمة وواضحة بالعين المجردة. ويمكن رؤيتها بسهولة داخل كيس الصفن. غالباً ما يصاحبها شعور بالألم أو الانزعاج المستمر، وقد تؤدي إلى انكماش الخصية أو ضعف إنتاج الحيوانات المنوية بشكل ملحوظ. هذه الدرجة تعد الأخطر وتتطلب تقييم طبي عاجل، وغالباً ما يتم علاجها جراحياً أو بإجراءات دقيقة لتصحيح الدوالي ومنع المضاعفات على الخصوبة والصحة العامة.

اقرئي أيضاً: دوالي الخصية: الأسباب والأعراض والعلاج

أخطر أنواع دوالي الخصية

تعتبر الدوالي هي أخطر أنواع دوالي الخصية في الحالات الآتية:

1. دوالي الخصية المصحوبة بانكماش الخصية أو ضعف الإنتاج:
   هذه الحالة تعتبر من أخطر أشكال الدوالي. إذ يؤدي تراكم الدم وارتفاع الضغط الوريدي إلى تقلص حجم الخصية وضعف إنتاج الحيوانات المنوية. مما قد يؤثر بشكل مباشر على الخصوبة.
2. دوالي الخصية ثنائية الجانب مقارنة بالجانب الواحد:
   وجود الدوالي في كلتا الخصيتين يشكل خطورة أكبر من الدوالي في جانب واحد فقط. لأنه يزيد من احتمالية التأثير على إنتاج الحيوانات المنوية والوظيفة العامة للخصيتين.
3. دوالي الخصية المصحوبة بأعراض ألم مزمن أو انتفاخ واضح:
   عند ظهور أعراض مستمرة مثل الألم المزمن أو تورم واضح في كيس الصفن. فإن الدوالي تكون أكثر شدة وخطورة، وتستدعي التدخل الطبي السريع لتخفيف الانزعاج ومنع المضاعفات على الخصية والخصوبة.

التشخيص والفحوصات اللازمة لدوالي الخصية

الفحص السريري

يبدأ الطبيب بالفحص بالملاحظة واللمس أثناء الوقوف والجلوس. إذ يمكن الشعور بالأوردة المتوسعة أو ملاحظة أي اختلاف في حجم الخصيتين. الفحص السريري هو الخطوة الأولى لتحديد وجود الدوالي ودرجة شدتها.

السونار والدوبلر

يُستخدم السونار (الألتراساوند) مع تقنية الدوبلر لتحديد حجم الأوردة الممتدة وتقييم تدفق الدم داخل الخصية. هذا الفحص دقيق جداً للكشف عن الدوالي الصغيرة التي قد لا تظهر في الفحص السريري.

تحاليل السائل المنوي

تُجرى لتحليل جودة وكمية الحيوانات المنوية، ومعرفة مدى تأثير الدوالي على الخصوبة. يشمل التحليل قياس عدد الحيوانات المنوية، حركتها، وشكلها.

فحوصات إضافية عند الحاجة

في بعض الحالات قد يطلب الطبيب فحوصات تصويرية إضافية مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، خاصة إذا كان هناك شك بوجود أورام أو انسدادات في الأوردة القريبة.

المتابعة الدورية

حتى بعد التشخيص، يوصى بمتابعة الحالة دورياً لمراقبة أي تغيرات في حجم الخصية أو شدة الدوالي، ولتحديد الحاجة إلى تدخل علاجي إذا زادت الخطورة.

اقئي أيضا:  أعراض دوالي الخصية

علاج دوالي الخصية

1. المتابعة والمراقبة:
   في حالات الدوالي الخفيفة التي لا تسبب أعراضاً أو تأثيراً على الخصوبة، قد يكتفي الطبيب بالمتابعة الدورية والفحوصات المنتظمة لمراقبة أي تغيرات في حجم الخصية أو جودة الحيوانات المنوية.
2. العلاج الدوائي:
   لا توجد أدوية تعالج دوالي الخصية بشكل كامل. لكن بعض الأدوية قد تساعد في تخفيف الألم أو الانزعاج الناتج عن الدوالي، مثل مسكنات الألم أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
3. العلاج الجراحي:
   • الجراحة التقليدية: تشمل ربط الأوردة المتوسعة لمنع ارتجاع الدم، وهي تُجرى غالباً تحت التخدير الكلي أو الموضعي.
   • الجراحة بالمنظار أو الدقيق: تستخدم تقنيات أقل توغلاً، مثل المنظار أو الأشعة التداخلية، لتصحيح الدوالي بدقة مع تقليل مضاعفات العملية.
4. نصائح وقائية بعد العلاج:
   • تجنب رفع الأحمال الثقيلة لفترات طويلة.
   • الالتزام بالراحة بعد الجراحة أو الإجراءات العلاجية.
   • متابعة الطبيب بالفحوصات الدورية لمراقبة تحسن الخصية وجودة الحيوانات المنوية.
5. التحسينات المساعدة للخصوبة:
   في بعض الحالات، بعد علاج الدوالي، يُنصح بإجراء تحاليل متكررة للسائل المنوي أو استخدام تقنيات مساعدة على الإنجاب إذا كانت هناك مشاكل خصوبة قائمة.

الوقاية من دوالي الخصية

1. تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة:
   الضغط المستمر على الأوردة في منطقة الحوض يزيد من احتمالية ظهور الدوالي أو تفاقمها، لذا يُنصح بتحريك الجسم بين الحين والآخر.
2. الامتناع عن رفع الأحمال الثقيلة بشكل متكرر:
   رفع الأشياء الثقيلة يرفع الضغط على الأوردة في كيس الصفن، مما قد يساهم في تكون الدوالي أو زيادتها.
3. ارتداء ملابس داخلية داعمة:
   استخدام الملابس الداخلية الداعمة للخصية يساعد على تخفيف الضغط الوريدي وتحسين الدورة الدموية في كيس الصفن.
4. ممارسة الرياضة بانتظام:
   الرياضة المعتدلة مثل المشي أو السباحة تحسن الدورة الدموية وتقلل خطر تراكم الدم في الأوردة.
5. الفحص الطبي الدوري:
   الكشف المبكر عن أي دوالي صغيرة يسمح بمعالجتها قبل أن تصبح خطيرة، خاصة عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بالدوالي.

تجنب الإجهاد المزمن:
التوتر النفسي والضغط البدني المستمر قد يؤثر على صحة الدورة الدموية في الجسم، لذا يُنصح بالراحة وتقليل الإجهاد قدر الإمكان.

المصادر

JOHNS HOPKINS

Cleveland Clinic