أسباب وجود اورام ليفية في الرحم

فهم أسباب وجود اورام ليفية في الرحم أمر ضروري لتقليل المخاطر، تحسين التشخيص المبكر، واختيار العلاج المناسب. تلعب عدة عوامل دورًا في ظهور الأورام الليفية، منها العوامل الهرمونية والوراثية والبيئية، وسن المرأة والمرحلة الإنجابية التي تمر بها.الأورام الليفية في الرحم تُعد من أكثر المشكلات النسائية شيوعًا، وتُصنف على أنها أورام حميدة تتكوَّن في جدار الرحم. على الرغم من أنها غالبًا لا تُشكل خطرًا على الحياة، إلا أنها قد تؤثر على صحة المرأة وجودة حياتها، خاصة فيما يتعلق بالدورة الشهرية والخصوبة.
الأورام الليفية
الأورام الليفية هي نمو غير طبيعي لعضلات الرحم على شكل كتل صلبة، لكنها حميدة وليست سرطانية في الغالب. يمكن أن تكون صغيرة جدًا أو كبيرة وتؤثر أحيانًا على حجم الرحم، الدورة الشهرية، أو الخصوبة، حسب مكانها وحجمها.
اقرئي أيضاً: ما هو الورم الليفي
مدى انتشار الأورام الليفية
الأورام الليفية شائعة جدًا بين النساء في سن الإنجاب، حيث يُقدَّر أن حوالي 20% إلى 40% من النساء في سن 30 إلى 50 سنة قد يصبن بها بدرجات متفاوتة. وغالبًا ما تكون أكثر انتشارًا بين النساء في أواخر الثلاثينات والأربعينات، بينما تقل نسبتها بعد انقطاع الطمث نتيجة انخفاض مستويات الهرمونات التي تُحفّز نمو الأورام. على الرغم من أن كثير من النساء المصابات قد لا يشعرن بأي أعراض، فإن البعض قد يواجه مشاكل في الدورة الشهرية، الخصوبة، أو آلام الحوض.
أسباب وجود اورام ليفية في الرحم
تتنوع أسباب وجود اورام ليفية في الرحم كالتالي:
1. العوامل الهرمونية
- الإستروجين والبروجسترون: هرمونات الأنثى تلعب دورًا رئيسيًا في نمو الأورام الليفية، فارتفاع مستويات هذه الهرمونات يحفّز نمو الأنسجة العضلية في الرحم.
- الحمل والدورة الشهرية: أثناء الحمل أو في فترات النشاط الهرموني المكثف، قد تزداد الأورام حجمًا، بينما يقل نموها بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض الهرمونات.
2. العوامل الوراثية
- التاريخ العائلي: وجود أورام ليفية عند الأم أو الأخت يزيد من احتمالية الإصابة.
- الطفرات الجينية: بعض الدراسات أظهرت أن تغيّرات في جينات معينة مرتبطة بتكوّن الأورام الليفية، مما يشير إلى أن الوراثة تلعب دورًا في ظهورها.
3. العوامل البيئية ونمط الحياة
- النظام الغذائي: استهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء وقلة الخضروات والفواكه قد يزيد من احتمالية الإصابة.
- الوزن والسمنة: زيادة مؤشر كتلة الجسم تؤدي إلى زيادة إنتاج الإستروجين، مما يعزز نمو الأورام.
- قلة النشاط البدني: نمط الحياة الخامل يزيد من خطر تكوّن الأورام الليفية.
4. العمر والمرحلة الإنجابية
- السن: أكثر انتشارًا بين النساء في الثلاثينات والأربعينات، حيث يكون النشاط الهرموني أعلى.
- بعد انقطاع الطمث: تقل احتمالية ظهور الأورام بسبب انخفاض مستويات الهرمونات.
5. عوامل أخرى محتملة
- العوامل العرقية: بعض الدراسات تشير إلى أن النساء من أصول إفريقية أكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية مقارنة بغيرهن.
- نقص بعض العناصر الغذائية: مثل فيتامين D، حيث لو نقص ممكن يزيد من احتمالية نمو الأورام.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية أو اضطرابات نمو الرحم في مراحل مبكرة: قد تكون سببًا في تكوّن الأورام.
اقرئي أيضاً: تشخيص وعلاج الاورام الليفية
أعراض الأورام الليفية
1. اضطرابات الدورة الشهرية
- نزيف شديد أو غير منتظم أثناء الدورة.
- فترة حيض أطول من المعتاد أو وجود جلطات دموية.
2. آلام في الحوض أو الظهر
- شعور بثقل أو ضغط في منطقة الحوض.
- ألم أسفل البطن أو أسفل الظهر، خاصة أثناء الدورة الشهرية.
3. مشاكل في الجهاز البولي أو الهضمي
- ضغط على المثانة → كثرة التبول أو صعوبة تفريغ المثانة بالكامل.
- ضغط على الأمعاء → إمساك أو انتفاخ في البطن.
4. تأثير على الخصوبة والحمل
- قد تسبب صعوبة في الحمل أو الإبقاء على الحمل.
- بعض الأنواع الكبيرة قد تتداخل مع نمو الجنين.
5. أعراض أخرى
- انتفاخ أو تضخم في البطن عند الأورام الكبيرة.
- شعور عام بعدم الراحة أو تعب مستمر في بعض الحالات.
ملاحظة: كثير من النساء المصابات بالأورام الليفية قد لا يشعرن بأي أعراض على الإطلاق، ويُكتشف الورم عن طريق الفحص الدوري أو الأشعة.
متى تؤثر الأورام الليفية على اللإنجاب؟
الأورام الليفية لا تسبب دائمًا مشاكل في الخصوبة، لكن في بعض الحالات قد تؤثر على قدرة المرأة على الحمل أو الإبقاء على الحمل. الحالات التي قد تؤدي إلى تأخر الإنجاب تشمل:
1. الأورام داخل تجويف الرحم (Submucosal Fibroids)
- تنمو هذه الأورام في بطانة الرحم، وتسبب تشوهات في التجويف.
- قد تمنع انغراس البويضة أو تزيد خطر الإجهاض.
2. الأورام الكبيرة جدًا
- إذا كان حجم الورم كبيرًا، يمكن أن يضغط على قناة فالوب أو الرحم.
- الضغط هذا قد يقلل من فرص وصول البويضة إلى الرحم أو يعيق نمو الحمل الطبيعي.
3. أورام متعددة أو متفرقة
- وجود أكثر من ورم ليفي في الرحم قد يؤثر على شكل الرحم ووظيفته.
- قد يؤدي إلى صعوبة في زرع البويضة أو حمل الحمل بشكل مستقر.
4. أورام في مناطق محددة
بعض الأورام الموجودة في عنق الرحم أو قرب المبيض قد تعرقل تدفق الحيوانات المنوية أو عملية الإباضة.
ملاحظة: كثير من النساء المصابات بأورام ليفية يمكنهن الحمل بشكل طبيعي، خاصة إذا كان الورم صغيرًا أو بعيدًا عن تجويف الرحم. التشخيص المبكر والمتابعة مع الطبيب تساعد على تحديد ما إذا كان الورم يحتاج لإزالة قبل محاولة الحمل.
تشخيص الأورام الليفية
1. الفحص السريري
- يبدأ الطبيب عادةً بـ الفحص الحوضي:
- الشعور بكتل صلبة أو تضخم في الرحم.
- تقييم حجم الرحم وشكله.
- الفحص السريري لا يكشف دائمًا كل الأورام، خاصة الصغيرة منها.
2. الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
- الأكثر استخدامًا لتأكيد وجود الأورام الليفية.
- يمكن إجراءه عن طريق البطن أو المهبل.
- يوضح عدد الأورام، حجمها، وموقعها داخل الرحم.
3. الرنين المغناطيسي (MRI)

- يستخدم في الحالات المعقدة أو عندما يكون حجم الأورام كبيرًا.
- يعطي صورة دقيقة عن عدد الأورام، حجمها، موقعها، والعلاقة مع الأنسجة المحيطة.
4. تنظير الرحم (Hysteroscopy)
- يتم إدخال كاميرا صغيرة داخل الرحم لفحص البطانة الداخلية.
- مفيد خاصة للأورام التي تنمو داخل تجويف الرحم والتي قد تؤثر على الخصوبة.
5. اختبارات إضافية حسب الحالة
- أشعة الرحم والقنوات (HSG): لفحص قناة فالوب إذا كان هناك مشاكل في الخصوبة.
- فحص الدم: أحيانًا للتحقق من الأنيميا الناتجة عن نزيف شديد بسبب الأورام الليفية.
ملاحظة: اختيار طريقة التشخيص يعتمد على الأعراض، حجم الأورام، وعمر المرأة وحاجتها للإنجاب.
اقرئي أيضاً: أعراض وجود ورم ليفي في الرحم
علاج وجود اورام ليفية في الرحم
يتنوع علاج وجود اورام ليفية في الرحم طبقاً لكل حالة كالتالي:
1. المراقبة والمتابعة
- متى تستخدم: إذا كانت الأورام صغيرة ولا تسبب أعراض واضحة.
- يشمل: فحص دوري بالموجات فوق الصوتية لمتابعة حجم الورم وتطور الأعراض.
- الهدف: تجنب التدخل الجراحي إذا لم يكن هناك حاجة ملحة.
2. العلاج الدوائي
- الأدوية الهرمونية: مثل أقراص أو حقن لتقليل حجم الأورام أو التحكم في النزيف (مثل البروجيستين أو agonists GnRH).
- مسكنات الألم: لتخفيف آلام الحوض أو الدورة الشهرية.
- أدوية الحديد: إذا كان هناك نزيف شديد يسبب أنيميا.
- الهدف: السيطرة على الأعراض مؤقتًا، خاصة للنساء الراغبات في الحمل لاحقًا.
3. التدخل الجراحي
- استئصال الأورام الليفية (Myomectomy): إزالة الأورام مع الحفاظ على الرحم، مناسب للنساء الراغبات في الحمل.
- استئصال الرحم (Hysterectomy): إزالة الرحم بالكامل، يُعتبر الحل النهائي إذا كانت الأورام كبيرة جدًا أو تسبب أعراضًا شديدة ولا ترغب المرأة في الحمل مستقبلاً.
4. الإجراءات الأقل توغلاً
- إغلاق الشريان الرحمي (Uterine Artery Embolization): لتقليل تدفق الدم للأورام وبالتالي تصغير حجمها.
- الليزر أو الموجات فوق الصوتية عالية الطاقة: لتفتيت الأورام أو تقليل حجمها دون الحاجة لجراحة كبيرة.
5. اختيار العلاج
- يعتمد على: حجم الأورام، موقعها، شدة الأعراض، رغبة المرأة في الحمل، وعمرها.
- عادةً يبدأ الطبيب بالخيارات الأقل توغلاً ويصعد للجراحة إذا لم تجدي هذه الطرق نفعًا.
مضاعفات وجود اورام ليفية في الرحم
على الرغم من أن الأورام الليفية شائعة بين النساء في سن الإنجاب، إلا أن معظم الحالات لا تسبب مضاعفات واضحة. نسبة النساء اللواتي يعانين من أعراض أو مشاكل صحية كبيرة ليست عالية جدًا، وغالبًا تكون المضاعفات مرتبطة بحجم الورم، موقعه، أو عدد الأورام في الرحم. بمعنى آخر، معظم النساء المصابات بالأورام الليفية يمكنهن العيش بشكل طبيعي دون مشاكل كبيرة، لكن المتابعة الدورية والفحص الطبي ضروريان لتجنب أي مضاعفات محتملة أو للتعامل معها مبكرًا إذا ظهرت.
1. مضاعفات تتعلق بالنزيف
- نزيف حاد أثناء الدورة الشهرية، قد يؤدي إلى فقر الدم (أنيميا).
- بعض الحالات تحتاج نقل دم إذا كان النزيف شديدًا ومستمرًا.
2. مضاعفات على الخصوبة والحمل
- بعض الأورام تعيق انغراس البويضة أو نمو الحمل.
- زيادة خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة عند وجود أورام كبيرة أو داخل تجويف الرحم.
- قد تسبب تشوه شكل الرحم أو الضغط على قناة فالوب، مما يقلل فرص الحمل الطبيعي.
3. مضاعفات الضغط على الأعضاء المجاورة
- المثانة: كثرة التبول أو صعوبة تفريغ المثانة.
- الأمعاء: إمساك أو انتفاخ البطن بسبب ضغط الأورام الكبيرة على الأمعاء.
4. مضاعفات أخرى
- آلام مزمنة في الحوض أو أسفل الظهر.
- زيادة حجم البطن أو الشعور بثقل في الحوض عند الأورام الكبيرة.
- في حالات نادرة جدًا، قد تتسبب بعض الأورام في تحويلات جراحية عاجلة إذا حدث نزيف داخلي أو تمزق الأورام.
ملاحظة: ليست كل النساء المصابات بالأورام الليفية يعانين من مضاعفات، فالكثير قد تكون حالتهم بدون أعراض واضحة. التشخيص المبكر والمتابعة الدورية يقللان من مخاطر المضاعفات.
المصادر
NHS –