العوامل المؤثرة على جودة الحيوان المنوي

%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AB%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D9%8A.jpg?fit=1000%2C615&ssl=1

تُعَدّ جودة الحيوان المنوي من الركائز الأساسية في عملية الخصوبة والقدرة على الإنجاب، إذ إن أي خلل في كميته أو حركته أو شكله قد ينعكس مباشرةً على فرص الحمل. وتتأثر هذه الجودة بمجموعة واسعة من العوامل الصحية والبيئية ونمط الحياة، مما يجعل فهمها ضرورة لكل من يسعى إلى الوقاية أو العلاج من مشكلات تأخر الإنجاب. وفي هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز العوامل المؤثرة في جودة الحيوان المنوي، مع التطرق إلى سُبُل تحسينها والوقاية من تدهورها

 

أهمية صحة وجودة الحيوان المنوي في الخصوبة والإنجاب

تلعب صحة وجودة الحيوان المنوي دورًا محوريًا في عملية الإنجاب، إذ تعتمد قدرة الحيوان المنوي على الوصول إلى البويضة واختراقها على عوامل رئيسية مثل العدد الكافي، والحركة النشطة، والبنية السليمة. فأي خلل في هذه الجوانب قد يؤدي إلى ضعف الخصوبة أو تأخر الحمل. وتشير الدراسات إلى أن ما يقارب نصف حالات العقم ترتبط بعوامل متعلقة بالرجل، الأمر الذي يبرز أهمية الاهتمام بصحة الجهاز التناسلي الذكري. إن الحفاظ على جودة الحيوانات المنوية لا ينعكس فقط على فرص الإنجاب، بل يساهم أيضًا في ضمان صحة الأجيال القادمة من خلال تقليل احتمالية انتقال مشكلات وراثية أو خلل في النمو الجنيني.

إذا كنت تعاني من تأخر الإنجاب  يمكنك الحجز في مركز الرياض للخصوبة من هنا

تعرف أكثر على: جودة الحيوانات المنوية

العوامل المؤثرة على جودة الحيوان المنوي 

 

1. العوامل الصحية والطبية

الأمراض المزمنة: مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، لأنها تؤثر في الأوعية الدموية والأعصاب المسؤولة عن الانتصاب وإنتاج السائل المنوي.

دوالي الخصية: تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الخصية وتراكم الدم، مما يقلل من عدد الحيوانات المنوية وجودتها.

الالتهابات والأمراض المنقولة جنسيًا: مثل الكلاميديا والسيلان، التي قد تسبب انسداد القنوات الناقلة أو تلف النسيج.

الأدوية والعلاجات: بعض أدوية السرطان (العلاج الكيماوي أو الإشعاعي) تؤدي إلى تراجع إنتاج الحيوانات المنوية بشكل حاد. كذلك بعض أدوية الضغط أو مضادات الاكتئاب.

العمليات الجراحية: جراحات الحوض أو الخصية أو البروستاتا قد تسبب انسداد القنوات أو تؤثر على إفراز الهرمونات.

 

2. العوامل الهرمونية والوراثية

اختلال الهرمونات: انخفاض هرمون التستوستيرون أو ارتفاع هرمون البرولاكتين يؤدي إلى خلل في تكوين الحيوانات المنوية.

مشاكل في الغدة النخامية أو الدرقية: لأنها تتحكم في تنظيم الهرمونات الجنسية.

الخلل الجيني: مثل متلازمة كلاينفلتر أو اضطرابات الكروموسومات، قد تؤدي إلى قلة عدد الحيوانات المنوية أو غيابها كليًا.

الطفرات في الحمض النووي: تؤثر على استقرار المادة الوراثية في الحيوان المنوي.

 

3. العوامل المرتبطة بنمط الحياة

  • التدخين: يقلل من عدد الحيوانات المنوية وحركتها ويزيد من نسبة التشوهات.
  • الكحول والمخدرات: الكحول يقلل التستوستيرون، والمخدرات مثل الحشيش والكوكايين تؤثر سلبًا على الخصوبة.
  • الغذاء غير الصحي: النقص في الزنك، فيتامين C، فيتامين E، وحمض الفوليك يقلل من جودة الحيوانات المنوية.
  • قلة النشاط البدني: تسبب السمنة التي تؤدي بدورها إلى اختلال الهرمونات.
  • الإفراط في الرياضة العنيفة: قد يخفض التستوستيرون ويؤثر على الخصوبة.

 

4. العوامل البيئية

  • ارتفاع الحرارة: مثل الجلوس لفترات طويلة، أو استخدام الساونا باستمرار، أو وضع اللابتوب على الحضن، كلها ترفع حرارة الخصية وتضعف إنتاج الحيوانات المنوية.
  • المواد الكيميائية: مثل المبيدات الحشرية، المذيبات الصناعية، والمعادن الثقيلة (الرصاص، الكادميوم) التي تضعف جودة السائل المنوي.
  • الإشعاعات: التعرض المتكرر للأشعة السينية أو الإشعاع الصناعي يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.

 

5. العوامل النفسية

  • التوتر والقلق: يزيد من إفراز الكورتيزول الذي يثبط إفراز التستوستيرون.
  • الاكتئاب: يقلل الرغبة الجنسية ويؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
  • الضغط النفسي المستمر: يؤثر على نمط النوم، الهرمونات، والصحة الجنسية عمومًا.

 

6. العمر

بعض الناس يعتقدون أن تقدم عمر الرجل لا يؤثر على خصوبته ولكن في الواقع التقدم في السن يؤثر على الخصوبة لدى الرجال ولكن غالبا لا يؤثر بدرجة كبيرة ولكنه يسبب الآتي:

  • مع التقدم في السن (خصوصًا بعد الأربعين):
  • يقل عدد الحيوانات المنوية.
  • تقل الحركة.
  • تزيد نسبة التشوهات الوراثية.
  • تزيد احتمالية انتقال الطفرات الجينية للجنين.

اقرأ أيضاً: عدد الحيوانات-المنوية الطبيعي

7. عوامل أخرى ثانوية

  • التعرض للإصابات المباشرة في الخصية.
  • ارتداء الملابس الضيقة لفترات طويلة.
  • نقص النوم المزمن.

إذا كنت تعاني من أي تشوهات أو نقص أو أي خلل في الحيوانات المنوية يمكنك الحجز اللآن من هنا.

قبل كل شيء — فحوص أساسية ومتى تراجع أخصائي

مراجعة طبيب (أورثو-أندولوجي / أخصائي ذكورة أو طبيب توليدي/وَرَثي) لأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري.

طلب فحوص شائعة: تحليل مِنى (semen analysis) مرتين/ثلاث بفواصل زمنية مناسبة، فحص هرمونات (FSH, LH, total testosterone، أحيانًا TSH وprolactin)، مسحة أو فحوص للالتهابات المنقولة جنسيًا، وسونار صفن عند الشك في دوالي الخصية. هذه الخطوات معيارية حسب إرشادات منظمة الصحة العالمية والأدلة السريرية.

 

1 — تغييرات نمط الحياة (الأثر كبير ومباشر)

هذه التغييرات غالبًا أول ما ينصح به لأنها آمنة ويمكن أن تؤتي ثمارها خلال دورة كاملة من تكون الحيوانات المنوية (~64–74 يومًا)، وعادة ننتظر حوالي 3 أشهر لرؤية تحسن واضح في نتائج التحليل.

الإقلاع عن التدخين نهائيًا: أدلة قوية تربط التدخين بانخفاض عدد الحيوانات المنوية والحركة وزيادة تلف DNA. الإقلاع يحسن المؤشرات ويقلّل الإجهاد التأكسدي.

تقليل أو إيقاف الكحول المزمن: شرب الكحول بكثرة مرتبط بانخفاض جودة السائل المنوي واضطراب الهرمونات؛ الاعتدال أو الامتناع مفيد. الأدلة أقوى على الضرر عند الاستهلاك المزمن والثقيل.

تجنّب المخدّرات والستيرويدات البنائية (Anabolic steroids): تسبب قمع محور الغدد التناسليّة وإمكانية حدوث انعدام للحيوانات المنوية؛ قد يستغرق التعافي أشهرًا إلى سنة بعد التوقف.

إنقاص الوزن وتحسين اللياقة: السمنة تُضعِف الهرمونات (انخفاض التستوستيرون) وتزيد الالتهاب وتدهور جودة المني — فقدان الوزن المعتدل يحسِّن المؤشرات.

ممارسة رياضة معتدلة بانتظام (لا إفراط): مفيدة لهرمونات وسلامة الأوعية والخصوبة؛ التمارين المجهدة جدًا قد تؤثر سلبًا.

نوم كافٍ وإدارة التوتر: التوتر المزمن والحرمان من النوم يؤثران على المحور الهرموني وإنتاج الحيوانات المنوية. تقنيات الاسترخاء والنوم الجيد تساعد.

 

2 — التغذية والمكملات (نقاش علمي — بعضها مفيد وبعضه غير مثبت)

التغذية
التغذية

اتباع نظام غذائي متوازن/متوسطي (Mediterranean diet) — نظام غني بخضار، سمك، زيت زيتون، مكسرات يقترن بتحسن معلمات السائل المنوي في دراسات رصدية ومراجعات.

المضادات الأكسدة (فيتامينات C، E، كوانزيم Q10، ل-كارنوتين…): بعض الدراسات والتحليلات أظهرت تحسّنًا في مؤشرات السائل المنوي، وهناك دليل منخفض-إلى-متوسط الجودة أن المكملات المضادة للأكسدة قد تزيد احتمال حدوث حمل/ولادة، لكن التأكيد لا يزال محدودًا والنتائج متباينة. لا يُنصح بتناول جرعات عشوائية دون استشارة.

مثال عملي على الأدلة المتباينة: تجربة سريرية كبيرة لم تُظهر فائدة مهمة لجرعة محددة من الفولات مع الزنك على نتائج الحمل، رغم أن بعض التحليلات القديمة كانت تشير لتحسن في بعض مؤشرات المني. هذا يبيّن أن ليس كل مُكمل يعمل لكل الحالات. استشر طبيبك قبل البدء.

نصيحة عملية: تحسين النظام الغذائي أولًا (خضار، فواكه، حبوب كاملة، دهون صحية، سمك) ثم استشارة طبيب/خصائي تغذية قبل أي مكمل.

 

3 — تجنّب الحرارة والضغوط المحلية على الخصيتين

الخصيتان تحتاجان لدرجة حرارة أقل من حرارة الجسم لإنتاج سليم للمني. تعرُّضهما للحرارة (ساونا متكرر، حمامات ساخنة طويلة، وضع لابتوب على الفخذ، الجلوس الطويل) يقلّل عدد الحيوانات المنوية وحركتها، وقد تعود المؤشرات تدريجيًا بعد التوقف خلال أسابيع–أشهر. ارتدِ ملابس داخليّة غير ضيّقة وامتنع عن الحرارة المفرطة.

 

4 — تقليل التعرض للمواد السامة والملوثات (EDCs، معادن ثقيلة، مبيدات)

مواد مثل phthalates، BPA، بعض المبيدات والـPCB والمعادن الثقيلة (رصاص، كادميوم) مرتبطة بانخفاض جودة المني، وتزايد تلف الحمض النووي في الحيوانات المنوية. في الأماكن المهنية المعرضة – استعمل معدات الحماية، وقلّل التعرض قدر الإمكان (تخزين طعام في زجاج بدلاً من بلاستيك ساخن، تقليل التعرض لمواد التنظيف والمذيبات).

 

5 — المعالجات الطبية الموجهة (عند وجود سبب طبي واضح)

علاج الدوالي (Varicocele repair): أدلة منهجية حديثة تُظهر أن إصلاح الدوالي قد يحسّن تركيز الحيوانات المنوية ومعدلات الحمل لدى بعض الرجال المصابين بدوالي سريرية مع خلل في التحاليل. يجب تقييم الحالة لدى أخصائي.

علاج العدوى/التهاب البروستاتا: إذا وُجدت عدوى علاجها قد يحسن النتائج. (وخضع للفحوص المناسبة).

اضطرابات هرمونية أو نقص هرمون التستوستيرون: يتطلب تقييمًا وعلاجًا متخصصًا؛ ملاحظة مهمة: علاجات التيستستيرون التعويضية قد تكمِل خصوبة الرجل وتثبط إنتاج الحيوانات المنوية — يجب مراجعة الأخصائي قبل البدء أو الإيقاف.

إيقاف/مراجعة أدوية قد تؤثر على الخصوبة: بعض الأدوية (علاج كيماوي، بعض مضادات الاكتئاب، أدوية هرمونية…) قد تؤثر على الإنتاج؛ تحدث مع الطبيب قبل تغيير أي علاج.

اقرأ أيضاً: علاج ضعف-الحيوانات المنوية

 

6 — متى تتوقع نتائج؟ (زمن الاستجابة الواقعي)

دورة تكوّن الحيوان المنوي عند الإنسان تستغرق تقريبًا 64–74 يومًا، لذا عادةً يُعاد فحص السائل المنوي بعد ~3 أشهر من تغيير نمط الحياة أو بعد انتهاء علاج طبي لمعرفة التأثير. بعض التغيرات قد تحتاج أكثر من دورة (مثلاً تعافي بعد ستيرويدات أو بعد إصلاح دوالي قد يأخذ 3–6 أشهر أو أكثر).

 

7 — حالات تحتاج تدخل تقني (إذا لم يتحسن التحليل أو الزوجان يحتاجان حملًا أسرع)

إذا لم يحدث تحسن مع الإجراءات السابقة أو كانت مؤشرات السائل شديدة (قلة شديدة أو انعدام)، فهنالك خيارات مساعدة مثل التلقيح داخل الرحم (IUI)، وأطفال الأنابيب مع سحب الحيوان المنوي (IVF/ICSI) — وخصوصًا ICSI اثبتت فائدتها عند عِلل ذات عامل ذكري واضح؛ لكن استخدامها واسعًا دون مبرر لا يزيد دائمًا من فرص الولادة. ناقش مع عيادة الخصوبة الخيارات والمخاطر والتكلفة.

 

نقاط عملية سريعة (قابلة للتطبيق الآن)

  • ارتدِ ملابس داخلية فضفاضة (boxer) بدل الضيقة.
  • لا تضع لابتوب على فخذك، وامتنع عن الجلوس الطويل دون حركة.
  • تجنّب الساونا/الحمامات الحرارية إذا تحاول الإنجاب.
  • اقلع عن التدخين وقلّل الكحول؛ ابدأ نظام غذائي متوسطي.
  • احجز فحص مَني وفحص هرمونات إن لم تفعل.

قبل تناول أي مكمل (CoQ10، فيتامينات، zinc…) استشر طبيباً — الأدلة متباينة وبعض المكملات لم تثبت زيادة الولادات.

يتوفر لدى مركز الرياض جميع الأجهزة والمعدات والخدمات المتعلقة بعلاج تأخر الإنجاب يمكنك الحجز من هنا.

المصادر

NHS 

NLH



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي