على ماذا يتغذى الورم الليفي؟

على ماذا يتغذّى الورم الليفي؟ قد يبدو سؤالاً غريباً في الوهلة الأولى. لكنه مع ذلك يخطر ببال العديد من النساء المصابات بالورم الليفي أو اللواتي تعرضن للإصابة به. ويعتبر الورم الليفي من الأسباب الشائعة لتأخر الحمل. لذلك، معرفة العوامل التي تساعد على نموه وطريقة تغذيته يمكن أن تساعد في فهم هذه المخاطر وكيفية إدارتها بشكل أفضل.
ما هو الورم الليفي؟
الورم الليفي هو نمو غير طبيعي يحدث في نسيج الرحم. ويتكوّن من خلايا عضلية وألياف ضامة. يُعد هذا النوع من الأورام حميداً. أي أنه لا يتحول عادة إلى سرطان، لكنه قد يسبب أعراضاً مزعجة في بعض الحالات مثل النزيف الغزير، وآلام الحوض، أو مشاكل في الحمل والخصوبة. يشيع ظهور الورم الليفي لدى النساء في سنّ الخصوبة. ويختلف حجمه وعدده من امرأة لأخرى، فقد يكون ورماً واحداً صغيراً أو عدة أورام كبيرة متعددة.
اقرئي أيضاً: اعراض الورم الليفي في الرحم
هل يحتاج الورم الليفي للغذاء؟
نعم، الورم الليفي يحتاج للغذاء تماماً مثل أي نسيج حي في الجسم. فهو يعتمد على الدم ليحصل على الأكسجين والمواد الغذائية الأساسية مثل الجلوكوز (السكر) والأحماض الأمينية والدهون التي تساعده على البقاء والنمو. كما أن كمية الدم التي تصل للورم ونشاط الأوعية الدموية حوله تؤثر مباشرة على حجمه وسرعة نموه.
باختصار، الورم الليفي “يتغذى” بنفس الطريقة التي تتغذى بها خلايا الجسم الأخرى، لكن نموه قد يتأثر أيضاً بالهرمونات والعوامل الداخلية والخارجية للجسم.
على ماذا يتغذى الورم الليفي؟
إذا كنتِ ترغبين في معرفة على ماذا يتغذى الورم الليفي؟ فالورم الليفي يعتمد على عدة أنواع من المواد الغذائية التي يمده بها الدم. والتي تعتبر أساسية لبقائه ونموه بشكل سليم. من أهم هذه المواد:
أولاً، الجلوكوز
يشكل الجلوكوز المصدر الرئيسي للطاقة للخلايا داخل الورم الليفي. من خلال عملية الأيض الخلوي، يحول الجسم الجلوكوز إلى طاقة يمكن للخلية استخدامها في القيام بوظائفها الحيوية. مثل الانقسام والنمو وإنتاج البروتينات اللازمة للبنية الداخلية للورم. بدون كمية كافية من الجلوكوز لا تستطيع خلايا الورم الليفي الاستمرار في النشاط، وقد يبطئ ذلك نموه.
ثانياً، الأحماض الأمينية
الأحماض الأمينية وحدات البناء الأساسية للبروتينات، تعتبر ضرورية لتكوين الخلايا الجديدة داخل الورم. الورم الليفي يحتاج إلى إنتاج بروتينات لتشكيل الهياكل الداخلية للخلية. مثل الأنزيمات، والعضيات، وكذلك لبناء الخلايا الجديدة أثناء تكاثر الورم. الأحماض الأمينية تأتي من الدم بعد هضم البروتينات الغذائية في الجسم، وتعتبر عاملاً أساسياً في نمو الورم وتكاثره.
ثالثاً، الدهون
تلعب الدهون دوراً مزدوجاً في تغذية الورم الليفي. فهي مصدر للطاقة البديلة عندما لا يتوفر الجلوكوز بشكل كافٍ. كما أنها تدخل في تركيب الأغشية الخلوية التي تحيط بالخلايا وتحافظ على شكلها ووظيفتها. بدون الدهون، قد تصبح خلايا الورم ضعيفة وغير قادرة على البقاء أو النمو بشكل فعال.
رابعاً، الأكسجين
يعد الأكسجين الذي يحمله الدم إلى الورم، ضروري جداً لعمليات الأيض وتحويل الغذاء إلى طاقة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الأكسجين دوراً في بقاء خلايا الورم على قيد الحياة ومنع موتها. ويؤثر بشكل مباشر على معدل نمو الورم. قد يؤدي نقص الأكسجين إلى موت بعض الخلايا أو إلى تحوّلها إلى حالة أقل نشاطاً مما قد يبطئ نمو الورم.
باختصار، الورم الليفي يعتمد على الجلوكوز لإنتاج الطاقة، والأحماض الأمينية لبناء الخلايا، والدهون للطاقة والأغشية، والأكسجين لبقاء الخلايا ونموها، وكل هذه العناصر تصل إليه من خلال الدم الذي يمده بكل ما يحتاجه للنمو والتكاثر.
اقرئي أيضاً: أسباب وجود اورام ليفية في الرحم
كيف يحصل الورم على المواد الغذائية
بعد أن وضحنا على ماذا يتغذى الورم الليفي سنوضح الآن طريقة حصول الورم الليفي على المواد الغذائية التي يحتاجها. الورم الليفي، كنسيج حي، يحصل على غذائه عبر الدم الذي يحمل له الجلوكوز للطاقة، والأحماض الأمينية لبناء الخلايا، والدهون لإنتاج الطاقة وبناء الأغشية. بالإضافة إلى الأكسجين الضروري لعمليات الأيض. كمية الغذاء التي يصل إليه تعتمد على التروية الدموية وحجم الأوعية. بينما تؤثر الهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون على تدفق الدم وتكاثر خلاياه. مما يفسر نمو الورم في سن الخصوبة وانكماشه بعد انقطاع الطمث. تتأثر كمية الغذاء التي يصل للورم الليفي بعدة عوامل، أهمها عدد وحجم الأوعية الدموية التي تغذيه. فكلما زادت التروية الدموية للورم، زادت قدرة الخلايا على النمو والتكاثر. مما يؤدي إلى زيادة حجم الورم. على الجانب الآخر، أي نقص في التروية الدموية قد يبطئ نموه أو حتى يؤدي إلى انكماشه في بعض الحالات.
اقرئي أيضاً: متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟
هل يمكن قطع المواد الغذائية عن الورم الليفي حتى يختفي؟
نعم، يمكن تقليل وصول المواد الغذائية إلى الورم الليفي بشكل مباشر من خلال ما يسمى بعملية انصمام الشريان الرحمي. وهي إحدى ثمار معرفة على ماذا يتغذى الورم الليفي وهو إجراء طبي تداخلي يهدف إلى قطع أو تقليل تدفق الدم المغذي للورم. في هذا الإجراء. يدخل الطبيب قسطرة دقيقة عبر أحد الأوعية الدموية، ثم يحقن مواد خاصة تعمل على إغلاق الشرايين التي تغذي الورم الليفي تحديدًا دون التأثير الكبير على أنسجة الرحم السليمة.
عند تقليل تدفق الدم، يقل وصول الأكسجين والمواد الغذائية الأساسية مثل الجلوكوز والأحماض الأمينية إلى خلايا الورم. مما يؤدي إلى انكماشه تدريجيًا وتراجع نشاطه. و تختفي الأعراض المصاحبة له مثل النزيف الغزير أو الألم. في بعض الحالات، و يصغر حجم الورم بشكل ملحوظ دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة.
عملية انصمام الشريان الرحمي

- التخدير: عادةً يتم استخدام تخدير موضعي مع مهدئ، بحيث تكون المرأة مسترخية لكنها واعية.
- إدخال القسطرة: يقوم الطبيب بإدخال قسطرة دقيقة عبر شريان في الفخذ أو المعصم، ويتم توجيهها بدقة نحو الشريان الرحمي باستخدام الأشعة التداخلية.
- حقن المواد المسدّة للشرايين: تُحقن جزيئات صغيرة خاصة تعمل على سد الأوعية الدموية المغذية للورم الليفي، مع الحفاظ على تدفق الدم لأنسجة الرحم السليمة.
- تأكيد الانصمام: باستخدام الأشعة، يتحقق الطبيب من أن الشريان المغذي للورم قد تم انسداده بنجاح.
- إزالة القسطرة والإنهاء: بعد التأكد من نجاح العملية، تُزال القسطرة ويُضغط على مكان الإدخال لمنع النزيف، ثم يُنقل المريضة للملاحظة لعدة ساعات قبل الخروج.
النتيجة عادةً تظهر خلال أسابيع إلى أشهر، حيث يبدأ الورم بالانكماش تدريجيًا وتتحسن الأعراض المصاحبة له.
هل تلك العملية مناسبة لكل الحالات؟
ليس بالضرورة أنها الأفضل لكل الحالات، لكنها إحدى الخيارات الفعالة لعلاج الورم الليفي، ويعتمد اختيار الطريقة على حجم الورم، وعدد الأورام، والأعراض، ورغبة المرأة في الحمل مستقبلاً. إليك توضيح الوضع:
- انصمام الشريان الرحمي:
- فعال جدًا في تقليل حجم الورم والتخفيف من الأعراض مثل النزيف والألم.
- يُعد خيارًا أقل تدخلًا من الجراحة، لا يتطلب إزالة الرحم.
- مناسب للنساء اللواتي يرغبن في الاحتفاظ بالرحم، لكنه قد يؤثر أحيانًا على الخصوبة، لذلك يجب مناقشته مع طبيب متخصص إذا كانت هناك رغبة في الحمل.
- الجراحة (استئصال الورم أو استئصال الرحم):
- استئصال الورم (Myomectomy): يُزال الورم فقط، ويحافظ على الرحم، ويُفضل للنساء الراغبات في الحمل.
- استئصال الرحم (Hysterectomy): يُعتبر الحل النهائي للنساء اللواتي لا يرغبن في الحمل مستقبلاً، ويقضي على الورم نهائيًا.
- العلاجات الهرمونية والأدوية:
- تُستخدم أحيانًا لتقليل حجم الورم مؤقتًا أو التحكم في الأعراض، لكنها لا تقضي على الورم نهائيًا.
باختصار، انصمام الشريان الرحمي خيار فعال وأقل تدخلًا، لكنه ليس الأفضل لكل النساء. الطبيب يختار الطريقة الأنسب بناءً على حجم الورم، الأعراض، والحاجة للحفاظ على القدرة الإنجابية.
المصادر
NHS –


