ما هو تكيّس المبايض؟

61.jpg?fit=1080%2C720&ssl=1

تكيّس المبايض هو أحد أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب. ومع ذلك لا تزال كثير من النساء تجهلن طبيعته وأعراضه وتأثيره على صحتهن الجسدية والنفسية. قد يظهر في صورة تأخر في الحمل، أو اضطراب في الدورة الشهرية. أو حتى تغيرات في شكل الجسم أو البشرة. مما يسبب القلق والارتباك لدى الكثيرات.

ما هو تكيّس المبايض؟

تكيّس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS) هو اضطراب هرموني شائع يصيب النساء في سن الإنجاب. ويؤثر بشكل رئيسي على وظيفة المبايض. يتميّز بوجود خلل في توازن الهرمونات الأنثوية والذكرية داخل الجسم. مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض مثل اضطراب الدورة الشهرية، وتأخر الحمل، وزيادة نمو الشعر في أماكن غير مألوفة. رغم تسميته، فإن التكيس لا يعني وجود “أكياس” مرضية، بل هو عبارة عن وجود عدد كبير من البصيلات الصغيرة غير الناضجة في المبيض. والتي تؤثر على عملية التبويض. وقد يكون مصحوبًا بمقاومة الإنسولين. ما يزيد من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب لاحقًا.

إذا كنتي تعانين من تكيس المبايض يمكنك الحجز في مركز الرياض للخصوبة من هنا مع نخبة من الأساتذة في علاج تأخر الإنجاب والحقن المجهري.

شيوع تكيس المبايض بين النساء

تُعتبر متلازمة تكيّس المبايض من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب. إذ تصيب ما بين 8% إلى 13% من النساء عالميًا، بحسب الإحصاءات الطبية. وفي كثير من الحالات، لا يتم تشخيصها إلا بعد تأخر الحمل أو ظهور أعراض واضحة، مثل اضطراب الدورة الشهرية أو زيادة نمو الشعر. ما يزيد من شيوع هذه الحالة هو أن أعراضها تختلف من امرأة لأخرى. وقد تكون خفيفة وغير ملحوظة في بعض الأحيان. مما يجعل كثيرًا من النساء يعشن بها دون علم. ولهذا السبب، التوعية والفحص المبكر يلعبان دورًا كبيرًا في تقليل مضاعفاتها وتحسين جودة الحياة.

 

الفرق بين وجود أكياس على المبيض وتكيّس المبايض المرضي

يخلط كثير من الناس بين “الأكياس على المبيض” و”تكيّس المبايض”، لكن في الحقيقة هما حالتان مختلفتان تمامًا من حيث السبب، والأعراض، والتأثير على الصحة.

  • الأكياس على المبيض (Ovarian Cysts):
    هي أكياس مملوءة بالسوائل تظهر بشكل مؤقت على أحد المبيضين أو كليهما. وغالبًا ما تكون غير خطيرة وتختفي تلقائيًا خلال بضعة أسابيع أو شهور دون الحاجة إلى علاج. وتحدث هذه الأكياس في سياق الدورة الشهرية الطبيعية، ولا تؤثر بالضرورة على التبويض أو الخصوبة.
  • تكيّس المبايض (PCOS):
    هو اضطراب هرموني مزمن يتميّز بوجود عدد كبير من البويضات الصغيرة غير الناضجة (بصيلات) داخل المبيض. مع خلل في التبويض، واضطراب في الهرمونات مثل ارتفاع هرمون الذكورة. هذه الحالة تؤثر بشكل مباشر على الدورة الشهرية، الإباضة، والخصوبة، وغالبًا ما تحتاج إلى تدخل طبي منتظم.

يقدم مركز الراض للخصوبة جميع خدمات علاج تأخر الإنجاب والحقن المجهري يمكنك الحجز الآن من هنا للحصول على التشخيص المناسب والخطة العلاجية الملائمة لحالتك

أسباب الإصابة بتكيّس المبايض

حتى الآن، لا يوجد سبب واحد محدد مسؤول عن الإصابة بتكيّس المبايض، لكن الأطباء يعتقدون أن الحالة تنشأ نتيجة تداخل عدة عوامل وراثية وبيئية وهرمونية، ومن أبرز هذه الأسباب:

  • مقاومة الإنسولين:
    تعاني نسبة كبيرة من النساء المصابات بالتكيّس من مقاومة الإنسولين، وهي حالة تقل فيها استجابة الجسم للإنسولين، مما يدفع البنكرياس لإفراز المزيد منه. هذا الخلل يُحفز المبايض على إنتاج هرمون الذكورة (التستوستيرون)، مما يؤثر سلبًا على التبويض والدورة الشهرية.
  • الخلل الهرموني:
    يرتبط تكيس المبايض بزيادة مستويات بعض الهرمونات مثل التستوستيرون (هرمون الذكورة) وLH (الهرمون المنشط للجسم الأصفر)، وانخفاض نسبي لهرمون FSH (الهرمون المنشط للحويصلات). هذا الخلل يعيق نضج البويضات ويمنع حدوث التبويض بانتظام.
  • العوامل الوراثية:
    إذا كانت الأم أو الأخت تعاني من التكيس، فإن فرصة الإصابة ترتفع. الوراثة تلعب دورًا في قابلية الجسم لمقاومة الإنسولين أو اضطراب الهرمونات.
  • زيادة الوزن أو السمنة:
    رغم أن السمنة ليست السبب المباشر، إلا أنها تزيد من مقاومة الإنسولين وتفاقم الأعراض، كما تجعل العلاج أكثر صعوبة.

من المهم فهم أن التكيس ليس ناتجًا عن سلوك معين أو خطأ من المرأة، بل هو نتيجة تفاعل معقّد بين العوامل البيولوجية والوراثية.

 

أعراض تكيّس المبايض

تختلف أعراض تكيّس المبايض من امرأة لأخرى، فقد تكون شديدة وواضحة لدى بعض النساء، في حين تكون خفيفة أو غير ملحوظة لدى أخريات. ومن أبرز الأعراض التي قد تشير إلى وجود تكيس في المبايض:

  • اضطرابات في الدورة الشهرية:
    تعد من أكثر العلامات شيوعًا، وتشمل غياب الدورة أو عدم انتظامها، أو قلة عدد أيامها.
  • صعوبة في الحمل:
    نتيجة لعدم حدوث تبويض منتظم، وهو ما يؤدي إلى تأخر الإنجاب أو العقم في بعض الحالات.
  • زيادة نمو الشعر (الشعرانية):
    نمو الشعر الزائد في أماكن غير معتادة مثل الوجه، الصدر، البطن أو الظهر، بسبب ارتفاع هرمون التستوستيرون.
  • ظهور حب الشباب:
    خاصة في الوجه والظهر، وقد يكون مقاومًا للعلاج التقليدي.
  • زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه:
    غالبًا ما يكون مرتبطًا بمقاومة الإنسولين واضطراب الهرمونات.
  • تساقط الشعر من فروة الرأس:
    أحيانًا يحدث ترقّق أو تساقط يشبه نمط الصلع الذكوري.
  • اسمرار الجلد في بعض المناطق:
    خصوصًا في الرقبة، تحت الإبط أو بين الفخذين، ويُعرف هذا العرض باسم “الشواك الأسود” (Acanthosis Nigricans)، وغالبًا ما يرتبط بمقاومة الإنسولين.

الانتباه لهذه الأعراض وملاحظتها مبكرًا يمكن أن يساعد على التشخيص السريع والبدء في العلاج المناسب لتجنب المضاعفات.

 

كيف يتم تشخيص تكيّس المبايض؟

تشخيص متلازمة تكيّس المبايض لا يعتمد على تحليل واحد فقط، بل يتم بناءً على مجموعة من المعايير الطبية والفحوصات التي تساعد الطبيب في التأكد من الحالة واستبعاد الأسباب الأخرى المشابهة. وتشمل خطوات التشخيص ما يلي:

  • أخذ التاريخ الطبي الكامل:
    يسأل الطبيب عن أعراض الدورة الشهرية، ظهور الشعر الزائد، حب الشباب، زيادة الوزن، وتاريخ العائلة الطبي.
  • الفحص السريري:
    لفحص علامات زيادة هرمون الذكورة مثل نمو الشعر أو حب الشباب، وكذلك قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) وضغط الدم.
  • تحاليل الدم:
    يُطلب إجراء مجموعة من التحاليل تشمل:

    • هرمونات المبيض (FSH – LH)
    • هرمون الذكورة (التستوستيرون)
    • هرمون الحليب (البرولاكتين)
    • تحليل الغدة الدرقية
    • تحليل السكر والإنسولين للكشف عن مقاومة الإنسولين
  • السونار (الموجات فوق الصوتية على الحوض):
    يُستخدم للكشف عن وجود مبيضين يحتويان على عدد كبير من البصيلات الصغيرة غير الناضجة (غالبًا أكثر من 12)، ويُظهر شكل المبيض إذا كان مُتضخمًا أو به أكياس صغيرة متوزعة على الحافة.

يعتمد التشخيص عادةً على وجود اثنين من ثلاثة معايير وفقًا لمعايير “روتردام”:

  1. عدم انتظام التبويض أو الدورة الشهرية
  2. علامات سريرية أو تحليلية لزيادة هرمون الذكورة
  3. مظهر المبيض المتكيّس في السونار

طرق علاج تكيّس المبايض

علاج تكيّس المبايض يختلف من امرأة لأخرى حسب طبيعة الأعراض، وهدف العلاج (مثل تنظيم الدورة، أو تحسين الخصوبة، أو تقليل الأعراض الجلدية). ويشمل العلاج عادة مزيجًا من تغييرات نمط الحياة والأدوية، وفي بعض الحالات النادرة قد يُلجأ للجراحة.

1. تغيير نمط الحياة

  • فقدان الوزن حتى ولو بنسبة بسيطة (5–10%) يمكن أن يساعد على تنظيم الدورة وتحسين التبويض.
  • اتباع نظام غذائي صحي منخفض السكريات والكربوهيدرات.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين حساسية الجسم للإنسولين وتقليل الوزن.

2. العلاج بالأدوية

  • حبوب تنظيم الدورة (مثل حبوب منع الحمل):
    تنظم الدورة وتقلل من مستويات هرمون الذكورة، مما يساعد على تقليل نمو الشعر الزائد وحب الشباب.
  • الميتفورمين (Metformin):
  • ميتفورمين
    ميتفورمين

    يُستخدم لتحسين مقاومة الإنسولين، ويمكن أن يساعد أيضًا على تنظيم التبويض عند بعض النساء.

  • أدوية تحفيز التبويض (مثل كلوميد أو ليتروزول):
    تُستخدم للنساء اللاتي يخططن للحمل وتساعد على حدوث التبويض.
  • أدوية لتقليل الشعر الزائد:
    مثل سبيرونولاكتون، وتُستخدم تحت إشراف طبي للنساء غير الحوامل.

3. الجراحة (نادرًا)

في بعض الحالات التي لا تستجيب للأدوية، يمكن اللجوء إلى إجراء يُعرف بـ”كي المبايض بالمنظار” لتحفيز التبويض، لكن يُستخدم كخيار أخير فقط.

العلاج لا يشفي تكيّس المبايض نهائيًا، لكنه يساعد على التحكم بالأعراض وتقليل المضاعفات وتحسين جودة الحياة، خاصة مع الالتزام المستمر.

اقرئي أيضاً: تشخيص وعلاج تكيس المبيضين

إذا كنتي ترغبين في إجراء الحقن المجهري احجزي الآن في مركز الرياض للخصوبة من هنا

المصادر

NHS



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي