ما هي أشعة الصبغة على الرحم ؟

0.jpg?fit=1200%2C750&ssl=1

يعدّ تأخر الحمل من أكثر المشكلات التي تدفع المرأة إلى البحث عن أسبابها وطرق علاجها. ومن بين الفحوصات الدقيقة التي تساعد الطبيب في تحديد سبب المشكلة الأشعة بالصبغة على الرحم وقناتي فالوب، وهي فحص تشخيصي مهم يُستخدم لاكتشاف أي انسداد أو تشوهات في الرحم أو الأنابيب قد تعيق حدوث الحمل.

ورغم ما قد يثيره اسم الفحص من قلق لدى بعض السيدات، فإنّه في الحقيقة إجراء بسيط وسريع، ويمكن أن يكون خطوة حاسمة في تحديد الطريق الصحيح للعلاج.

في هذا المقال، سنتعرّف معًا على ماهية الأشعة بالصبغة، وكيف تُجرى، ومتى يوصي الطبيب بها، وأهميتها في رحلة البحث عن الحمل.

 

ما هي أشعة الصبغة على الرحم وقناتي فالوب؟

 

أشعة الصبغة على الرحم وقناتي فالوب، والمعروفة طبيًا باسم الأشعة السينية الملونة (Hysterosalpingography – HSG)، هي فحص يستخدم لتصوير الرحم والأنابيب باستخدام مادة صبغية تُحقن داخل تجويف الرحم.

تعمل هذه الصبغة على توضيح شكل الرحم ومسار قناتي فالوب في صور الأشعة، مما يساعد الطبيب على اكتشاف أي انسداد أو تشوهات قد تؤثر في حدوث الحمل.

يجرى الأطباء هذا الفحص عادة بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرة وقبل موعد التبويض، لضمان دقة النتائج وتجنّب أي احتمال لحدوث حمل أثناء الإجراء.

يعد هذا الفحص من الوسائل المهمة لتحديد سبب تأخر الإنجاب، كما يساعد في توجيه الطبيب نحو الخطة العلاجية المناسبة لكل حالة.

اقرئي أيضاً: أسباب وجود اورام ليفية في الرحم

متى يطلب الطبيب الأشعة بالصبغة؟


يطلب الطبيب إجراء الأشعة بالصبغة على الرحم وقناتي فالوب عندما يشتبه في وجود سبب عضوي قد يعيق حدوث الحمل أو يؤثر في انتظام الدورة الشهرية.
وغالبًا ما يطلب الطبيب هذه الأشعة في الحالات التالية:

  • عند تأخر الحمل لفترة تتجاوز عامًا من دون وجود سبب واضح.
  • عند الاشتباه بوجود انسداد أو ارتشاح في قناتي فالوب.
  • في حال تكرار الإجهاضات المتكررة أو حدوث حمل خارج الرحم سابقًا.
  • إذا كانت هناك علامات على وجود تشوهات خلقية أو لحمية أو أورام ليفية داخل الرحم.
  • بعد بعض العمليات الجراحية في الحوض أو الرحم، للتأكد من سلامة الأنابيب وعدم التصاقها.

يساعد هذا الفحص الطبيب على تكوين صورة دقيقة عن وضع الرحم والأنابيب، وبالتالي اختيار أنسب وسيلة علاجية تساعد المرأة على تحقيق حلم الإنجاب.

اقرئي أيضاً: علامات الحمل خارج الرحم

كيف تتم الأشعة بالصبغة خطوة بخطوة

1. توقيت الفحص والتحضير قبل الموعد

  • عادةً يجرَى الأطباء الفحص في أيام ما بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرة (عادةً بين اليوم السادس واليوم الرابع عشر من بداية الدورة) لتقليل احتمال وجود حمل وللحصول على نتائج أدق.
  • قبل الموعد يطلب الطاقم الطبي إخبارهم بأي حساسية (خصوصًا حساسية اليود أو الأدوية)، وأي حمل محتمل، وأي التهاب حوضي سابق. قد يوصَى الطبيب بتناول مسكن خفيف قبل الفحص لتقليل الألم المتوقّع.

2. استقبال المريضة ووضعها على طاولة الفحص

يطلب الطبيب من  المريضة أن تخلع ملابس أسفل الخصر وتستلقي على طاولة الفحص في وضعية فحص الحوض (كالأوضاع المستخدمة عند أخذ مسحة عنق الرحم). يضع الطبيب أمامها في ركائز إن وُجدت.

3. فحص مبدئي وتنظيف عنق الرحم

يبدأ الإجراء بوضع منظار (speculum) داخل المهبل لتمكين رؤية عنق الرحم، ثم ينظَّف الطبيب عنق الرحم بمطهر لتقليل خطر العدوى.

4. وضع القسطرة أو أنبوب الرحم (Catheter) وتثبيتها

القسطرة
القسطرة

يدخل الطبيب أو تقني الأشعة قسطرة رفيعة عبر عنق الرحم إلى داخل تجويف الرحم. في بعض الأجهزة يستخدم بالون صغير لتثبيت القسطرة وتأمين عدم رجوع الصبغة إلى المهبل.

5. إزالة المنظار والتحضير للتصوير (المراقبة بالأشعة المتحركة – فلوروسكوبي)

بعد تثبيت القسطرة يُزال المنظار بحذر، وتُوضَع المريضة تحت كاميرا الفلورا (شاشة الأشعة المتحركة) ليتم تتبُّع تدفق الصبغة في الوقت الحقيقي.

6. حقن مادة التباين (الصبغة) والتصوير التدريجي

يحقن الطبيب مادة تباين تحتوي على أيودينا (قابلة للرصد بالأشعة) ببطء عبر القسطرة إلى داخل تجويف الرحم. يلتقط فني الأشعة صورًا متتابعة أثناء امتلاء الرحم ثم مرور الصبغة إلى قناتي فالوب، وأخيرًا خروج الصبغة من نهايات الأنابيب (spill) في التجويف البطني إن كانت الأنابيب سالكة. هذه الصور توضح شكل تجويف الرحم ومسار الأنابيب وتكشف عن انسداد أو تشوهات.

7. تسجيل وتوثيق الصور وفحص الانسداد أو التشوهات

عادة يلتقط الطبيب صوراً قبلية (عند بدء الملء)، وصور بعدية عند اكتمال الملء، وصور توثيق لمرور الصبغة عبر الأنابيب. يقيّم الأشعة وجود انسداد كامل أو جزئي، ارتشاح للصبغة، تشوهات شكلية داخل الرحم (مثل الحاجز الرحمي أو الأورام الصغيرة)، أو مشاكل أخرى.

8. انتهاء الفحص وإجراءات ما بعده الفورية

بعد اكتمال التصوير يزيل الطبيب القسطرة ويعاد ترتيب المريضة. الإجراء عادةً يستغرق من دقائق معدودة في غرفة الفلورا (للمراقبة والتصوير الفعلي) لكن بالمجموع قد تستغرق الزيارة من 20 إلى 60 دقيقة مع التسجيل والتحضير.

9. ما يمكن أن تشعر به المريضة أثناء أو بعد الفحص

قد تشعر المريضة بانزعاج أو تقلّصات تشبه تقلّصات الدورة أثناء حقن الصبغة، وقد يظهر نزيف خفيف أو إفرازات بعد الفحص. غالبًا تختفي الأعراض خلال ساعات قليلة. يُنصح بتحضير وسادة صحية بعد العملية.

10. مخاطر وموانع الإجراء

من المخاطر النادرة: التهاب الحوض (خاصةً إن كانت هناك عدوى حالية)، حساسية لمادة التباين (نادرة عند استخدام الصبغات الشائعة)، ونزيف طفيف. يمنع الأطباء ذلك الإجراء إذا كان هناك حمل قائم أو اشتباه بوجود التهاب نشط في الحوض. لذلك يجب التأكد من عدم وجود حمل وإبلاغ الطاقم عن أية حساسية أو عدوى سابقة

11. تفسير النتائج والخطوات التالية

يفسّر اخصائي الأشعة الصور ويزوّد الطبيب المعالج بتقرير يبين ما إذا كانت الأنابيب سالكة أم مسدودة، وما إذا كان هناك تشوهات داخل تجويف الرحم. بناءً على ذلك يقرر فريق الخصوبة الخطة التالية: متابعة طبية، علاج دوائي، تنظير/جراحة (علاج لانسداد أو التصاقات) أو التوصية بتقنيات مساعدة للإنجاب مثل التلقيح داخل الرحم أو الحقن المجهري.

اقرئي أيضاً: ما هي التصاقات الرحم

فوائد إضافية للأشعة بالصبغة


إلى جانب دور الأشعة بالصبغة في تشخيص أسباب تأخر الحمل، فإن لهذا الفحص فوائد إضافية قد لا تتوقعها بعض السيدات.
ففي كثير من الحالات، تُلاحظ زيادة فرص الحمل الطبيعي في الأشهر التالية للفحص، ويفسَّر العلماء ذلك بأن مرور الصبغة داخل قناتي فالوب قد يسهم في فتح الانسدادات البسيطة أو إزالة بعض الالتصاقات الخفيفة، مما يحسّن من مرور البويضة والحيوانات المنوية.
كما أنّ هذا الفحص يمنح الطبيب رؤية دقيقة لتجويف الرحم وشكل الأنابيب، ما يساعد في تجنّب إجراءات إضافية غير ضرورية إذا كانت النتائج طبيعية.
إضافة إلى ذلك، يمنح الأشعة بالصبغة راحة نفسية للمريضة، إذ توفّر لها إجابات واضحة حول سبب تأخر الحمل، وتساعدها على اتخاذ القرار العلاجي بثقة واطمئنان.

 

ملحوظات عملية ونصائح للمريضة

  • ارتدي ملابس مريحة واحضري معك منديل صحي
  • إن شعرتِ بألم شديد أثناء الفحص أو بارتفاع حرارة أو إفرازات جديدة بعده لأكثر من 24 ساعة، تواصلي فورًا مع المركز أو الطوارئ لأن ذلك قد يدلّ على التهاب.

أحيانًا يقوم الفحص نفسه (مرور الصبغة) بتحسين قدرة الانسداد الطفيف للأنابيب مؤقتًا، وهذا ما لاحظته بعض الدراسات والعيادات سريريًا؛ لكنه ليس بديلاً عن العلاج المتخصص حين تكون هناك مشكلة كبيرة.

المصادر

AOG

Cleveland Clinic



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي