هل بطانّة الرحم المهاجرة تمنع الحمل؟

يتعرض العديد من الأزواج إلى تأخر الإنجاب، الشبح الذي يهدد حلم الأسرة لديهم.
ولكن مع تتطور العلم أصبح هناك العديد من الحلول لكافة مشاكل تأخر الإنجاب.
يتم علاج والتغلب على كافة مشاكل تأخر الإنجاب بمساعدة وسائل الإخصاب المساعدة، مثل: الحقن المجهري، التلقيح الصناعي، أطفال الأنابيب.
بطانّة الرحم المهاجرة تقف عائقًا أمام العديد من الأزواج في تحقيق حلم الإنجاب، وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذه المقالة.
ما هي؟ وكيف تؤثر على قدرة المرأة على الإنجاب؟ سنوضح كل ذلك من خلال المقالة.

ما هي بطانّة الرحم المهاجرة؟

بطانه الرحم المهاجرة أو ما يعرف ب (الانتباذ الباطني الرحمي) هي اضطراب ينمو فيها النسيج المبطن للرحم خارج الرحم.
هناك بعض الأنسجة والخلايا التي يكون دورها تبطين غشاء الرحم من الداخل، فيحدث أن تلك الأنسجة في حالة الانتباذ الرحمي تتكون على الغلاف الخارجي للرحم.
وتتمثل خطورتها في أن تلك الأنسجة تتفاعل مع الأعضاء الداخلية لجسم المرأة وهرموناتها.
وبمرور الوقت يزداد حجم تلك الأنسجة وتزيد أضرارها وآثارها السلبية على صحة المرأة بشكل عام وليس على الصحة الإنجابية فقط.

ما هي أسباب بطانه الرحم المهاجره؟

حتى الآن فإن أسباب الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي هي غير واضحة وغير معروفة بشكل طبي واضح.
ولكن يعتقد العديد من الأطباء بناءً على العديد من النظريات أن العوامل الآتية قد تسبب في الإصابة به، ومن تلك العوامل ما يلي:

• عوامل وراثية: قد تم ملاحظة أن النساء اللاتي لدى عائلتهم تاريخ مرضي مع الانتباذ البطاني الرحمي نسبة تعرضهم للإصابة به أعلى.
• مشاكل مناعية: أمراض المناعة تؤثر بشكل كبير في حدوث خلل في الجسم وقدرة الجهاز المناعي على تخلص الجسم من أي خلايا شبيهه بخلايا الرحم التي تنمو خارجه.
• التدفق العكسي للحيض: في بعض الأحيان يتوجه دم الحيض إلى الحوض أو أسفل البطن بدلًا من خروجه خارج الجسم.
• النُدب الجراحية: في بعض الأحيان تتسبب الندب التي تتركها العمليات الجراحية في منطقة الحوض في زيادة خلايا البطانّة المهاجرة، حيث تلتصق خلايا بطانة الرحم بخلايا الندب الجراحية.
• تحول الخلايا: في العديد من الحالات تتحول الخلايا الجينية أو البريتونية إلى خلايا شبيهه ببطانة الرحم، وذلك بسبب تحفيز بعض الهرمونات لهم.
• انتقال الخلايا: في عدة حالات قد تنتقل خلايا بطانة الرحم عن طريق الأوعية الدموية، أو الأوعية الليمفاوية عن طريق أماكن أخرى في الجسم.

أعراض الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي

هناك العديد من الأعراض التي تساعدك على معرفة إذا كنتي تعاني من بطانّة الرحم المهاجرة أم لا.
ومن تلك الأعراض ما يلي:

• آلام في الحوض أثناء الدورة الشهرية.
• الشعور بآلام شديدة قبل وبعد الحيض.
• تأخر الحمل واحد من أهم أعراض الإصابة ببطانّة الرحم المهاجرة وقد يغفل عنه العديد من الأطباء، ويندرج تحت تأخر الحمل غير معلوم السبب.
• كثافة وغزارة دم الحيض.
• الشعور بآلام حادة أثناء العلاقة.
• الشعور بآلام في أسفل البطن والظهر.
• طول فترة الحيض، وقصر الفترة التي بين الحيضين.
• اضطرابات في حركة الأمعاء، قد تسبب حدوث إسهال أو إمساك.

أنواع بطانة الرحم

هناك ثلاثة صور مختلفة أو أنواع للانتباذ البطاني الرحم، تختلف تلك الأنواع بناءً على اختلاف حالة بطانة الرحم وأين تذهب وتتحلل.
وهذه الأنواع هما كالتالي:

1. بطانة الرحم على المبيض: تكون عبارة عن أكياس داكنة مملوءة بسائل، ويطلق عليها أكياس شوكولاتة.
2. الصفاق السطحي: هو عبارة عن وجود طبقة رقيقة تعمل على تبطين تجويف البطن.
3. الانتباذ البطاني الرحمي الارتشاحي: ينمو هذا النوع تحت منطقة الصفاق وقد يشمل في بعض الحالات مناطق أخرى قريبة من الرحم، مثل: الأمعاء والمثانة.

تأثير بطانة الرحم على الإنجاب

يؤثر الانتباذ البطاني الرحمي على الإنجاب بالسلب، حيث تقل خصوبة المرأة وقدرتها على الإنجاب بشكل كبير.
حيث أن تأخر الإنجاب واحد من المضاعفات الرئيسية التي تصيب المرأة التي تعاني من البطانة المهاجرة.
حوالي من ثلث إلى نصف السيدات اللاتي يعانوا من بطانّة الرحم المهاجرة يعانون من تأخر الإنجاب أيضًا.
وذلك بسبب أن التهابات أنسجة بطانة الرحم تؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيميائية التي تمنع تخصيب البويضة بالحيوان المنوي.

وإذا كان سبب الانتباذ البطاني عند المرأة هو وجود ندب في الرحم وقناتي فالوب فتلك الندب تقف عائقًا أمام حركة البويضات وكذلك الحيوانات المنوية مما يمنع التخصيب بالشكل الطبيعي.
وعلى الأغلب إذا كنتي تعاني من مرض الانتباذ البطاني الرحمي فإن ذلك سيؤثر على عملية الإباضة لديكِ، وتضعف مخزون المبيض.
كما أنها من الممكن أن تحدث تلف في الحيوانات المنوية أو البويضّة.

كيفية علاج بطانّة الرحم المهاجرة

هناك عدة طرق تساعد في السيطرة على مرض بطانّة الرحم المهاجرة وعلاجها وهما كالآتي:

• في البداية قد يضف لكي الطبيب المسكنات البسيطة مثل الباراستامول أو الإيبروفين؛ لتسكين الآلام التي تشعر بها المرأة.
  ولا تستخدم تلك المسكنات بشكل عشوائي ولكن تحت إشراف الطبيب.

• العلاج بالهرمونات:

• إذا كان سبب حدوث الاختلال والاضطراب في بطانة الرحم هو الخلل الهرموني؛ فإن الطبيب ينصح لكِ ببروتوكول علاج هرموني.
  يعمل هذا النوع من العلاج على تنظيم مستويات الهرمونات الموجودة في جسم المرأة.
  لا تؤثر تلك الأدوية الهرمونية على خصوبة المرأة، ولكنها تمنع الحمل أثناء فترة تلقيها.
  بعدما ينتهي بروتوكول العلاج يمكن للمرأة الحمل بعدها، وفقًا على ما يرشدها إليه الطبيب المعالج لها.

العلاج بالمنظار:

علاج الانتباذ البطاني الرحمي بالمنظار هو الأكثر شيوعًا، وانتشارًا.
يعمل المنظار على مساعدة الطبيب في رؤية الرحم والغشاء الخارجي له بشكل أوضح، وتحديد مدى انتشار الأنسجة الضارة.
يساهم المنظار في التشخيص الدقيق لحالة بطانة الرحم، كما أنه يساهم في العلاج لها أيضًا من خلال أنه يساعد الطبيب في إزالة تلك الأنسجة والتخلص منها بشكل نهائي، دون التسبب بأي تأثير سلبي على الأعضاء الداخلية والتناسلية داخل الجسم.

أعرفي المزيد عن منظار البطن، وكيف يتم استخدامه.

العلاج بالجراحة:

قد يتم اللجوء إلى علاج بطانّة الرحم المهاجرة بالجراحة، عن طريق إزالة الأنسجة الغير طبيعية والتالفة.
كما أنه في بعض الأحيان إذا ساءت الحالة وصعب السيطرة على انتشار البطانة المهاجرة قد يلجأ بعض الأطباء إلى إزالة الرحم.

نصائح قبل وبعد إجراء عمليّة المنظار

هناك عدة نصائح يجب عليكِ اتباعها قبل اللجوء إلى عملية المنظار لعلاج البطانّة المهاجرة، ومن تلك النصائح ما يلي:

• الامتناع عن تناول الطعام والشراب قبل إجراء عملية المنظار ب 8 ساعات.
• ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة بعد إجراء عملية المنظار.
• الراحة التامة لمدة أسبوع بعد إجراء العملية.
• يجب عليكِ الامتناع عن الجماع حوالي أسبوعين على الأقل بعد عملية المنظار.
• قد تحتاجين إلى حوالي ستة أشهر بعد المنظار لحدوث الحمل بصورته الطبيعية.

في النهاية عزيزتي المرأة نود أن نطمئنك أن بطانّة الرحم المهاجرة لها علاج، لذلك لا داعي للذعر؛ فحلم الأمومة سيتحقق مع مراكز الرياض للخصوبة -بإذن الله-.