الإجهاض في الشهر الأول: الأسباب، الأعراض، والعلاج

56.jpg?fit=1080%2C720&ssl=1

يعتبر الحمل تجربة فريدة ومليئة بالمشاعر المتباينة، تجمع بين الفرح والقلق. خاصة في مراحله الأولى. لكن في بعض الحالات، قد تتعرض المرأة لفقدان الحمل في الأسابيع الأولى. وهو ما يعرف بـ”الإجهاض في الشهر الأول”. ورغم أن هذا النوع من الإجهاض شائع نسبيًا ولا يرتبط بالضرورة بوجود مشكلة صحية دائمة. إلا أنه يترك أثرًا نفسيًا وجسديًا يستدعي الفهم والدعم. في هذا المقال، نسلّط الضوء على مفهوم الإجهاض في بدايات الحمل، ونتناول أبرز أسبابه، وأعراضه، وطرق التعامل معه من الناحية الطبية والنفسية. لنساعد المرأة على فهم ما يحدث لجسدها ومشاعرها، واستعادة توازنها بثقة ووعي.

ما هو الإجهاض؟

الإجهاض هو فقدان الحمل قبل الأسبوع العشرين. وغالبًا ما يحدث بشكل خلال الأسابيع الأولى من الحمل. ويُعرف طبيًا بأنه خروج الجنين أو توقف نموه داخل الرحم قبل أن يصبح قادرًا على البقاء على قيد الحياة خارج الرحم. في الشهر الأول، يعد الإجهاض من أكثر المضاعفات شيوعًا. وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عوامل خارجة عن إرادة الأم، مثل اضطرابات في الكروموسومات أو خلل في انغراس البويضة المخصبة.

 

أهمية الشهر الأول من الحمل

يعد الشهر الأول من الحمل مرحلة حساسة وحاسمة في رحلة نمو الجنين. إذ تبدأ خلالها أهم العمليات الحيوية التي تشكّل الأساس لتكوّن الأعضاء والأجهزة. في هذا الوقت، يحدث انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم. ويبدأ الجنين في النمو بسرعة ملحوظة، على الرغم من حجمه الصغير. كما تبدأ المشيمة بالتكوّن، ويُفرَز هرمون الحمل (hCG) الذي يدعم استمرار الحمل. نظرًا لحساسية هذه الفترة، فإن أي اضطراب بسيط – سواء كان هرمونيًا أو مناعيًا أو متعلقًا بنمط الحياة – يمكن أن يؤثر على استقرار الحمل. لذلك، فإن العناية الطبية والتغذية السليمة والابتعاد عن المجهود البدني والضغوط النفسية خلال هذا الشهر تُعد عوامل أساسية لحماية الجنين وتعزيز فرص الحمل السليم.

إذا مررت بتجربة الإجهاض من قبل يمكنك الحجز الآن في مركز الرياض للخصوبة من هنا مع نخبة من الأساتذة والاستشاريين في علاج تأخر الإنجاب والحقن المجهري.

أنواع الإجهاض في الشهر الأول

رغم أن الإجهاض يُعد تجربة مؤلمة، فإن فهم أنواعه يساعد على التعامل معه بشكل طبي ونفسي أفضل. في الشهر الأول من الحمل، يمكن أن يحدث الإجهاض بعدة أشكال، أبرزها:

الإجهاض الكامل (Complete Miscarriage)

يحدث عندما تخرج جميع أنسجة الحمل من الرحم بشكل طبيعي، ويعود الرحم إلى وضعه الطبيعي دون الحاجة إلى تدخل طبي كبير.

 

الإجهاض غير المكتمل (Incomplete Miscarriage)


في هذا النوع، لا تخرج جميع أنسجة الحمل، مما يتطلب تدخلًا طبيًا لإزالة البقايا وتفادي حدوث مضاعفات.

 

الإجهاض المنذر (Threatened Miscarriage)


تظهر فيه أعراض مثل النزيف الخفيف أو الألم، دون أن يكون هناك فقدان فعلي للحمل. يمكن في بعض الحالات أن يستمر الحمل بشكل طبيعي بعده.

 

الإجهاض الفائت (Missed Miscarriage)


يتمثل في توقف نمو الجنين دون ظهور أعراض واضحة، ويُكتشف عادة خلال الفحص بالسونار، حيث لا يُسمع نبض الجنين.

 

الحمل الكيميائي (Chemical Pregnancy)


وهو نوع شائع من الإجهاض يحدث في وقت مبكر جدًا، غالبًا قبل أن تكتشف المرأة حملها، ويكون نتيجة فشل البويضة المخصبة في الانغراس بشكل صحيح في الرحم.

 

أسباب الإجهاض في الشهر الأول

يحدث الإجهاض في الشهر الأول غالبًا نتيجة عوامل خارجة عن إرادة الأم، وتتنوع أسبابه ما بين مشاكل وراثية، واضطرابات صحية، وعوامل بيئية أو سلوكية. من أبرز هذه الأسباب:

  1. اضطرابات الكروموسومات:
    تُعد السبب الأكثر شيوعًا، حيث يحدث خلل في المادة الوراثية خلال انقسام البويضة المخصبة، مما يؤدي إلى توقف نمو الجنين تلقائيًا.
  2. نقص الهرمونات الداعمة للحمل:
    مثل انخفاض هرمون البروجسترون، الضروري لتثبيت الجنين في بطانة الرحم ودعم نموه في مراحله الأولى.
  3. تشوهات في الرحم أو عنق الرحم:
    كوجود الحاجز الرحمي أو ضعف عنق الرحم، مما يصعب على الجنين الانغراس أو الاستمرار.
  4. أمراض مزمنة أو مناعية:
    مثل مرض السكري غير المنتظم، أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو الذئبة الحمراء، والتي قد تعيق استقرار الحمل.
  5. العدوى:
    إصابة الأم بعدوى بكتيرية أو فيروسية مثل التوكسوبلازما أو فيروس الحصبة الألمانية قد يؤثر سلبًا على الجنين في مراحله المبكرة.
  6. أسلوب الحياة والعادات الخاطئة:
    كالتدخين، وتناول الكحول، وتعاطي الكافيين بكثرة، أو التعرض المستمر للضغط النفسي والإجهاد الجسدي.
  7. تناول أدوية ضارة بالحمل:
    استخدام أدوية غير آمنة خلال الحمل، خاصة في الأسابيع الأولى، دون إشراف طبي.
  8. مشاكل في انغراس البويضة:
    أحيانًا تفشل البويضة في الانغراس بشكل سليم داخل بطانة الرحم، مما يؤدي إلى توقف نموها بسرعة.

يقدم مركز الرياض للخصوبة جميع الخدمات المتعلقة بالحقن المجهري وعلاج تأخر الإنجاب يمكنك الحجز الآن من هنا

أعراض الإجهاض في الشهر الأول

قد تختلف أعراض الإجهاض في الشهر الأول من امرأة لأخرى، وقد تظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي. من المهم الانتباه لأي تغييرات غير طبيعية خلال هذه الفترة، وأبرز الأعراض التي قد تدل على حدوث الإجهاض تشمل:

  1. نزيف مهبلي:
    يُعد العلامة الأكثر وضوحًا، وقد يتراوح من بقع خفيفة إلى نزيف غزير، وقد يصاحبه خروج تجلطات دموية أو أنسجة.
  2. آلام في أسفل البطن أو الظهر:
    تشبه آلام الدورة الشهرية لكنها قد تكون أكثر حدة أو مستمرة، وتشير إلى انقباضات في الرحم.
  3. خروج أنسجة أو كتل من المهبل:
    في بعض الحالات، تخرج أنسجة الحمل أو المشيمة على شكل كتل دموية.
  4. تراجع مفاجئ في أعراض الحمل:
    مثل اختفاء الغثيان الصباحي، أو توقف ألم الثدي وانتفاخه، وهي علامات قد تشير إلى توقف نمو الجنين.
  5. شعور عام بالضعف أو الدوخة:
    خاصة إذا كان النزيف غزيرًا، ما قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
  6. ارتفاع طفيف في درجة الحرارة:
    إذا كان مصحوبًا بإفرازات غير طبيعية أو رائحة كريهة، فقد يشير إلى وجود عدوى داخل الرحم.

اقرئي أيضاً: أعراض الإجهاض في الشهر الأول للحمل

كيفية تشخيص الإجهاض في الشهر الأول؟

عند ظهور أعراض تشير إلى احتمال حدوث إجهاض، يجب التوجه إلى الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة. يعتمد التشخيص على مجموعة من الإجراءات التي تساعد في تحديد ما إذا كان الحمل ما زال مستمرًا أم لا، وتشمل:

  1. فحص الموجات فوق الصوتية (السونار):
    يُعد الأداة الأساسية لتأكيد وجود الجنين داخل الرحم، وقياس نبضه، والتأكد من استمرارية الحمل. في بعض الحالات، يُطلب إعادة الفحص بعد عدة أيام إذا كان الحمل في مراحله المبكرة جدًا.
  2. تحليل مستوى هرمون الحمل (hCG):
    يتم إجراء فحص دم لقياس مستوى هرمون الحمل، حيث يُكرر التحليل خلال 48 ساعة لملاحظة إذا ما كان يرتفع بالشكل الطبيعي. انخفاض مستوى الهرمون أو ثباته قد يدل على توقف نمو الجنين.
  3. الفحص الداخلي (فحص عنق الرحم):
    يقوم الطبيب بفحص عنق الرحم لمعرفة ما إذا كان مفتوحًا أم لا. فتح عنق الرحم قد يدل على بدء الإجهاض أو أنه جارٍ بالفعل.
عنق الرحم
عنق الرحم

4. اختبارات إضافية عند تكرار الإجهاض:
إذا تكرر الإجهاض أكثر من مرة، قد يُطلب إجراء تحاليل هرمونية، وفحوصات للدم، وتصوير الرحم لفحص وجود تشوهات أو مشاكل بنيوية.

طرق التعامل مع الإجهاض في الشهر الأول

التعامل مع الإجهاض في الشهر الأول يتطلب توازنًا بين العناية الطبية والدعم النفسي. تختلف طريقة العلاج حسب نوع الإجهاض وحالة الأم الصحية، وتشمل الخيارات التالية:

المراقبة والمتابعة الطبية (الانتظار والملاحظة):
في بعض الحالات، لا تحتاج المرأة إلى أي تدخل، خاصة في حالة الإجهاض الكامل، حيث يخرج كل محتوى الحمل بشكل طبيعي. يتم الاكتفاء بالمراقبة للتأكد من عدم وجود مضاعفات.

اقرئي أيضاً: هل تأخر الحمل بعد الإجهاض طبيعي

علاج أسباب الإجهاض

  1. العلاج الدوائي:
    تُوصف أدوية تساعد على انقباض الرحم لطرد بقايا الحمل في حالات الإجهاض غير المكتمل أو الإجهاض الفائت. ويُفضل هذا الخيار إذا لم يكن هناك نزيف شديد أو خطر على صحة الأم.
  2. الإجراء الجراحي (التوسيع والكحت – D&C):
    يُستخدم في حال عدم خروج الأنسجة كاملة أو إذا استمر النزيف، ويهدف إلى تنظيف الرحم وتفادي الالتهابات أو العدوى.
  3. الرعاية بعد الإجهاض:
    • الراحة الجسدية لعدة أيام.
    • تجنب العلاقة الحميمة واستخدام السدادات القطنية حتى زوال النزيف.
    • تناول مكملات الحديد إذا حدث فقدان للدم.
    • إعادة تقييم الصحة العامة والاستعداد للحمل مجددًا.

4. الدعم النفسي:
الإجهاض قد يترك أثرًا نفسيًا عميقًا، ويشعر البعض بالحزن أو الذنب أو القلق. من المهم التحدث إلى شريك الحياة أو أخصائي نفسي عند الحاجة، وعدم كبت المشاعر. التعامل الصحيح مع الإجهاض لا يقتصر على الجانب الطبي فقط، بل يشمل الاهتمام بالصحة النفسية والبدنية للمرأة، ودعمها لتخطي التجربة بأمان واستعداد للمستقبل.

اقرئي أيضاً: أعراض الإجهاض وكيفية التعامل معها

إذا كنتي تعانين من تأخر الإنجاب يمكنك الحجز الآن في مركز الرياض للخصوبة من هنا لتشخيص حالتك وتقديم الخطة العلاجية المناسبة لحالتك.

المصادر

Cleveland Clinic

NHS 



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي