ما هو الحمل خارج الرحم
قد يكون خبر الحمل أحد أسعد اللحظات في حياة أي امرأة، لكن أحيانًا لا تسير الأمور كما هو متوقع. من بين الحالات التي تستدعي الانتباه والتعامل الطبي السريع، تأتي حالة الحمل خارج الرحم، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة قد تهدد صحة الأم إن لم تُشخّص مبكرًا. في هذا المقال، سنشرح ما هو الحمل خارج الرحم ، وأين يحدث، وما الأعراض التي يجب الانتباه لها، وكيف يتم التعامل معه طبيًا، بالإضافة إلى فرص الحمل مرة أخرى بعد العلاج.
ما هو الحمل خارج الرحم؟
اإذا كنتي تتساءلين ما هو الحمل خارج الرحم فالحمل خارج الرحم هو حالة طبية تحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة خارج التجويف الرئيسي للرحم، وهو المكان الطبيعي لنمو الجنين.
في أغلب الحالات، يحدث هذا الانغراس في قناة فالوب، وقد يحدث أحيانًا في أماكن أخرى مثل المبيض أو عنق الرحم أو التجويف البطني.
ولأن هذه المواقع لا تملك القدرة على دعم نمو الحمل بشكل طبيعي، فإن استمرار الحمل خارج الرحم قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل تمزق الأنسجة الداخلية والنزيف، مما يجعل التشخيص المبكر والتدخل الطبي أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الأم.
أسباب الحمل خارج الرحم
تحدث هذه الحالة نتيجة خلل يمنع البويضة المخصبة من الوصول إلى الرحم في الوقت المناسب، مما يؤدي إلى انغراسها في مكان غير طبيعي. وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا:
1. مشكلات في قناة فالوب
انسداد أو ضيق في القناة بسبب التهابات سابقة أو ندوب ناتجة عن جراحة.
التهاب الحوض الناتج عن عدوى، مثل الكلاميديا أو السيلان، قد يؤدي إلى تلف القناة.
2. سابق الإصابة بحمل خارج الرحم
النساء اللاتي سبق لهن التعرض لهذه الحالة هن أكثر عرضة لتكرارها في المستقبل.
3. جراحة سابقة في الحوض أو البطن
مثل عمليات استئصال الزائدة أو جراحات القنوات، التي قد تؤدي إلى التصاقات تؤثر على حركة البويضة.
4. استخدام بعض وسائل منع الحمل
مثل اللولب الرحمي (IUD)، أو بعد ربط الأنابيب، حيث تقل فرص الحمل، لكن إن حدث، يكون خارج الرحم في بعض الحالات.
5. العقم أو التلقيح الصناعي
بعض حالات علاج الخصوبة قد تزيد من احتمالية الحمل خارج الرحم، خاصة إذا كانت القنوات غير طبيعية.
6. التدخين
النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، لأن التدخين قد يؤثر على حركة الأهداب داخل قناة فالوب لذلك كلما كانت الزوجة تفهم ما هو الحمل خارج الرحم جيداً كلما فهمت مدى خطورة لتدخين على حملها.
إذا كنتي تعانين من الحمل خارج الرحم يمكنك الحجز الآن في مراكز الرياض للخصوبة من هنا.
اقرئي أيضاً: أسباب وجود حمل خارج الرحم
الأعراض المبكرة للحمل خارج الرحم
1. ألم في أسفل البطن أو الحوض
عادة ما يكون الألم في جانب واحد فقط من البطن. وقد يكون خفيفًا في البداية ثم يشتد بمرور الوقت.
2. نزيف مهبلي غير طبيعي
يختلف عن دم الدورة الشهرية؛ يكون غالبًا أخف أو أغمق لونًا. وقد يحدث في وقت تتوقع فيه المرأة نزول الدورة، مما يؤدي إلى خلط بينه وبين الحيض.
3. تأخر الدورة الشهرية
من أوائل العلامات التي تشير إلى وجود حمل، بما في ذلك الحمل خارج الرحم.
4. ألم في الكتف
علامة غير مباشرة على وجود نزيف داخلي بسبب تمزق قناة فالوب. ويحدث بسبب تهيّج الحجاب الحاجز نتيجة تسرب الدم داخل البطن.
5. دوخة أو إغماء
تشير إلى هبوط في ضغط الدم نتيجة النزيف الداخلي. وتُعد من العلامات الطارئة التي تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا.
6. شعور عام بعدم الراحة أو التعب الشديد
قد تشعر المرأة بضعف عام غير معتاد، خاصة مع وجود الأعراض الأخرى.
اقرئي أيضاً: أعراض الحمل خارج الرحم
كيف يشخص الأطباء الحمل خارج الرحم؟
يحتاج تشخيص الحمل خارج الرحم إلى طبيب ماهر يفهم جيداً ما هو الحمل خارج الرحم لينجح في التعامل مع الحالة ويشمل تشخيص الحمل خارج الرحم التالي:
1. التاريخ الطبي والفحص السريري
- يسأل الطبيب عن أعراض المريضة مثل: الألم، النزيف، أو فقدان الوعي.
- يُجري فحصًا للحوض للتحقق من وجود:
- ألم عند الضغط.
- كتلة غير طبيعية.
- تورم أو تحسس في منطقة الرحم أو قناة فالوب.
2. اختبار الحمل (تحليل HCG في الدم)
يتم قياس مستوى هرمون الحمل (HCG) في الدم. في الحمل الطبيعي، تتضاعف مستويات هذا الهرمون تقريبًا كل 48 ساعة. في حالة الحمل خارج الرحم، تكون الزيادة أبطأ أو غير منتظمة.
3. السونار (الموجات فوق الصوتية عبر المهبل)
هو الفحص الأهم لتحديد مكان الحمل. يدخل الطبيب مسبار السونار داخل المهبل لرؤية الرحم وقناتي فالوب بدقة. إذا لم يظهر كيس الحمل داخل الرحم رغم وجود هرمون الحمل في الدم، يُشتبه بوجود حمل خارج الرحم.
قد يُظهر السونار التالي:
كيس حمل في قناة فالوب.
وجود دم حر في البطن (دليل على تمزق).
4. المنظار التشخيصي (في بعض الحالات)
يُستخدم إذا لم تعطِ التحاليل والسونار نتيجة حاسمة. يجري الطبيب تنظير للبطن تحت التخدير العام لرؤية الأعضاء التناسلية من الداخل وتحديد مكان الحمل بدقة. يُستخدم أحيانًا كأداة للتشخيص والعلاج في الوقت نفسه.
علاج الحمل خارج الرحم
يعتمد اختيار طريقة العلاج المناسبة على عدة عوامل، منها: موقع الحمل، ومدى تطوره، والحالة الصحية العامة للمريضة، ومستوى هرمون الحمل في الدم. وتنقسم طرق العلاج كالتالي:
العلاج الدوائي (الميثوتريكسات)
يُستخدم دواء الميثوتريكسات (Methotrexate) لإيقاف نمو الخلايا الجنينية وإنهاء الحمل خارج الرحم دون تدخل جراحي. ويُعطى هذا الدواء عن طريق الحقن، بشرط أن تتوافر مجموعة من المعايير، أبرزها:
- أن تكون حالة المريضة مستقرة ولا تعاني من نزيف داخلي.
- أن يكون مستوى هرمون الحمل (HCG) منخفضًا.
- ألا يكون هناك نبض داخل كيس الحمل.
- أن يكون حجم الحمل صغيرًا نسبيًا.
ملاحظة: بعد إعطاء الدواء، تتم متابعة مستوى هرمون الحمل في الدم على مدى عدة أيام أو أسابيع حتى يتلاشى تمامًا.
ثانيًا: العلاج الجراحي
يلجأ الأطباء إلى الجراحة في الحالات التالية:
- وجود نزيف داخلي أو تمزق في قناة فالوب.
- فشل العلاج الدوائي.
- تقدم الحمل أو ظهور أعراض خطيرة تهدد حياة المريضة.
تشمل الخيارات الجراحية ما يلي:
- تنظير البطن (Laparoscopy):
يُستخدم في الحالات المستقرة نسبيًا، ويتم من خلاله إزالة كيس الحمل أو استئصال جزء من قناة فالوب عبر شقوق صغيرة. - الجراحة المفتوحة (Laparotomy):
تُجرى في الحالات الطارئة أو عند وجود نزيف حاد، وتتطلب فتح البطن بشكل أوسع للوصول إلى موضع الحمل ومعالجته.
علاج الحمل خارج الرحم بالمنظار (تنظير البطن)
يُعتبر تنظير البطن (Laparoscopy) خيارًا جراحيًا فعالًا وأقل تدخلًا لعلاج الحمل خارج الرحم، ويتم اللجوء إليه في الحالات التي:
- لا تصلح للعلاج الدوائي (مثل ارتفاع مستوى هرمون الحمل أو كِبر حجم الحمل).
- تكون فيها المريضة في حالة مستقرة دون وجود نزيف داخلي حاد.
- لم يحدث فيها تمزق في قناة فالوب بعد.
- يُظهر الفحص أن الحمل يمكن الوصول إليه بأمان عن طريق المنظار.
كيف يُجرى؟
- يُدخل الجراح أنبوبًا رفيعًا مزودًا بكاميرا (المنظار) من خلال شق صغير في جدار البطن.
- يُستخدم أدوات دقيقة لإزالة الحمل من قناة فالوب، أو استئصال جزء من القناة إن لزم الأمر.
مميزات المنظار:
- أقل ألمًا بعد الجراحة مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- فترة تعافٍ أسرع.
- ندوب جراحية أصغر.
- مضاعفات أقل في معظم الحالات.
ملاحظة:
رغم أن المنظار يُصنَّف كجراحة، إلا أنه في بعض المراجع يُفصل عن “الجراحة المفتوحة” نظرًا لفارق التدخل، ولهذا يتم إدراجه كخيار علاجي مستقل في بعض التصنيفات السريرية.
اقرئي أيضاً: نصائح بعد عملية منظار الرحم
المتابعة بعد العلاج
بعد انتهاء العلاج، من الضروري إجراء متابعة طبية تشمل:
- مراقبة مستوى هرمون الحمل (HCG) حتى يعود إلى الصفر.
- التحقق من تعافي الأعضاء التناسلية وعدم وجود مضاعفات.
مناقشة الطبيب حول فرص الحمل مستقبلاً والمدة المناسبة قبل محاولة الحمل مرة أخرى، خاصة في حالة استخدام دواء الميثوتريكسات. ولا حرج في أن تطلب المريضة من الطبيب أن يشرح لها ما هو الحمل خارج الرحم إن كانت لا تفهم إذ أنه من الضروري أن تكون الكمريضة واعية بمرضها.
في مركز الرياض للخصوبة يوجد يتوفر علاج الحمل خارج الرحم طبقاً للحالات المختلفة يمكنك الحجز الآن من هنا.
المصادر
NHS –
