علاج الإجهاض في الشهر الأول

الإجهاض في الشهر الأول من التجارب الصعبة التي تمر بها بعض النساء في بداية رحلة الحمل، وغالبًا ما يحدث دون سابق إنذار، ليترك وراءه مشاعر مختلطة من الحزن، القلق، والارتباك. وعلى الرغم من شيوعه أكثر مما نظن، إلا أن الحديث عنه يظل حساسًا، وتبحث الكثير من النساء عن إجابات واضحة ومطمئنة. في هذا المقال، سنتناول بشكل مبسط كل ما تحتاجين معرفته عن الإجهاض في الشهر الأول: من أسبابه وأعراضه، إلى خطوات علاج الإجهاض في الشهر الأول والرعاية بعده، مع نصائح هامة تساعدك على التعافي واستعادة الأمل في الحمل مرة أخرى بثقة وأمان.
ما هو الإجهاض المبكر؟
الإجهاض المبكر هو فقدان الحمل قبل الأسبوع الثاني عشر (12) من الحمل، أي خلال الشهور الأولى. ويُعدّ أكثر أنواع الإجهاض شيوعًا، وغالبًا ما يحدث نتيجة أسباب خارجة عن إرادة الأم، مثل اضطرابات في الكروموسومات أو مشاكل في انغراس الجنين داخل الرحم.
في كثير من الحالات، لا تكتشف المرأة حملها إلا بعد حدوث الإجهاض، خاصة إذا كان مبكرًا جدًا، وقد يُشبه في أعراضه الدورة الشهرية، لكن مع بعض الاختلافات التي سنوضحها لاحقًا في المقال.
إذا كنتي قد مررت بالإجهاض من قبل يمكنك الحجز في مركز الرياض للخصوبة من هنا.
أسباب الإجهاض في الشهر الأول
يحدث الإجهاض في الشهر الأول نتيجة مجموعة من العوامل، معظمها لا يكون للمرأة دور مباشر فيها، وتشمل:
- اضطرابات في الكروموسومات:
أكثر الأسباب شيوعًا، حيث يؤدي خلل في عدد أو تركيب الكروموسومات في الجنين إلى توقف نموه. - خلل في انغراس الجنين:
إذا لم ينغرس الجنين بشكل سليم في بطانة الرحم، قد يؤدي ذلك إلى عدم استقرار الحمل وحدوث الإجهاض. - ضعف هرمون الحمل (البروجسترون):
هذا الهرمون ضروري لتثبيت الحمل في بداياته، وإذا كان منخفضًا فقد لا يتمكن الرحم من دعم الحمل بشكل كافٍ. - مشاكل في الرحم:
مثل وجود تشوهات في شكل الرحم، أو وجود أورام ليفية، أو ضعف في بطانة الرحم، ما قد يعيق استمرار الحمل. - التهابات شديدة أو أمراض مزمنة غير مُدارة:
مثل الحصبة الألمانية، أو داء القطط (التوكسوبلازما)، أو مرض السكري غير المنتظم، أو اضطرابات الغدة الدرقية. - نمط الحياة والعوامل الخارجية:
مثل التدخين، تناول الكحول، التعرض للمواد السامة أو الإشعاع، أو الإجهاد البدني الشديد. - مشاكل مناعية أو تخثرية:
مثل متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد أو اضطرابات التجلط، التي قد تؤدي إلى عدم وصول الدم للجنين بشكل كافٍ.
أعراض الإجهاض في الشهر الأول
قد تختلف أعراض الإجهاض من امرأة لأخرى، لكن هناك علامات شائعة تشير إلى احتمال حدوثه، خاصة في الأسابيع الأولى من الحمل، ومنها:
- نزيف مهبلي
يُعد النزيف أحد أهم العلامات، وقد يكون خفيفًا على شكل نقاط دم بسيطة، أو غزيرًا يشبه نزيف الدورة الشهرية. - تقلصات أو آلام أسفل البطن
تشبه آلام الدورة الشهرية، لكنها تكون أقوى أو أكثر استمرارًا. - خروج أنسجة أو تجلطات دموية
في بعض الحالات، قد تلاحظ المرأة خروج أنسجة رمادية أو تجلطات، مما يشير إلى فقدان الحمل. - تراجع أعراض الحمل
مثل اختفاء الشعور بالغثيان، أو اختفاء ألم الثدي فجأة، خاصة إذا تزامن مع نزيف أو ألم. - ألم في الظهر
قد يظهر على شكل ألم مستمر أو حاد في أسفل الظهر. - الشعور بالدوخة أو الضعف العام
خاصة إذا كان النزيف شديدًا.
تشخيص الإجهاض في الشهر الأول
عند الاشتباه في حدوث إجهاض، يعتمد الطبيب على مجموعة من الفحوصات لتأكيد التشخيص، وتشمل:
- الفحص السريري
يبدأ الطبيب بمعاينة الأعراض التي تعاني منها المرأة، مثل النزيف أو التقلصات، ويقوم بفحص عنق الرحم للتأكد مما إذا كان مفتوحًا، مما قد يشير إلى بدء الإجهاض. - تحليل هرمون الحمل (HCG)
يتم قياس مستوى هرمون الحمل في الدم. إذا كان هناك انخفاض ملحوظ في نسبته خلال فترة قصيرة، فقد يدل ذلك على توقف نمو الجنين. - السونار المهبلي (الأشعة فوق الصوتية)

يُعد السونار أدق وسيلة لتأكيد وجود الحمل من عدمه، ومتابعة تطوره. يمكن للطبيب من خلاله رؤية كيس الحمل داخل الرحم والتأكد من وجود نبض للجنين، وهو ما يساعد في تحديد ما إذا كان الحمل مستمرًا أم لا.
- فحوصات إضافية إذا لزم الأمر
في بعض الحالات، قد يُطلب إجراء تحليل صورة دم كاملة لتقييم حالة الأم، أو تحاليل لتحديد السبب في حالة تكرار الإجهاض.
ملاحظة:
التشخيص المبكر والدقيق يساعد في اتخاذ القرار المناسب لعلاج الإجهاض في الشهر الأول، سواء بمتابعة الحمل إن كان لا يزال مستقرًا، أو البدء في العلاج اللازم في حال تأكد حدوث الإجهاض.
علاج الإجهاض في الشهر الأول
يختلف علاج الإجهاض في الشهر الأول بناءً على الحالة الصحية للأم ونوع الإجهاض (كامل أو غير مكتمل). والهدف الأساسي من العلاج هو:
- التأكد من خروج جميع أنسجة الحمل من الرحم.
- الحفاظ على صحة الأم الجسدية والنفسية.
- تجنب حدوث مضاعفات مثل الالتهابات أو النزيف الشديد.
فيما يلي أبرز طرق العلاج المتبعة:
1. الانتظار والمراقبة (العلاج الطبيعي)
في حالات الإجهاض الكامل، قد يوصي الطبيب بالاكتفاء بالمراقبة دون تدخل، خاصة إذا كان النزيف خفيفًا ولا توجد مؤشرات على بقاء أنسجة داخل الرحم.
يُتابع الطبيب الحالة بالسونار وتحاليل الدم للتأكد من أن الجسم تخلّص تمامًا من بقايا الحمل.
2. العلاج الدوائي
إذا كان الإجهاض غير مكتمل، قد يتم وصف أدوية (مثل الميسوبروستول) لتحفيز تقلصات الرحم وتساعد على إخراج الأنسجة المتبقية.
هذا الخيار يُستخدم كثيرًا في المراحل المبكرة، وتُتابع الحالة بعده بالسونار للتأكد من فعاليته.
3. العلاج الجراحي (توسيع وكحت الرحم)
يُستخدم إذا لم تنجح الأدوية أو في حالة وجود نزيف حاد أو عدوى، ويُجرى تحت التخدير العام أو الموضعي.
يضمن هذا الإجراء تنظيف الرحم تمامًا ويقلل من خطر حدوث مضاعفات.
4. الرعاية بعد الإجهاض
بعد الانتهاء من العلاج، من المهم أن تحظى المرأة برعاية شاملة، تشمل:
- الراحة الجسدية والنفسية.
- تناول مكملات الحديد في حال وجود فقر دم.
- متابعة طبية منتظمة.
- الدعم النفسي لتجاوز الأثر العاطفي للإجهاض.
في مركز الرياض للخصوبة تتوفر جميع الخدمات المتعلقة بعلاج أسباب الإجهاض وتأخر الإنجاب يمكنك الحجز الآن من هنا.
الرعاية بعد الإجهاض في الشهر الأول
بعد التعرض للإجهاض، تحتاج المرأة إلى رعاية خاصة تشمل الجانب الجسدي والنفسي معًا، لضمان الشفاء التام ونجاح علاج الإجهاض في الشهر الأول وتجنب أي مضاعفات مستقبلية. وتمر مرحلة الرعاية بعدة جوانب أساسية:
1. الراحة الجسدية
- يُنصح بالراحة لبضعة أيام بعد الإجهاض، خاصة إذا كان هناك نزيف أو تعب عام.
- الامتناع عن رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة مجهود بدني عنيف.
- الاهتمام بالتغذية الصحية لتعويض الدم المفقود.
2. الرعاية الطبية
- مراجعة الطبيب للتأكد من أن الرحم نظيف تمامًا وخالٍ من أي بقايا للحمل.
- إجراء تحاليل الدم لقياس نسبة الهيموجلوبين وهرمون الحمل (HCG) للتأكد من انخفاضه.
- قد يصف الطبيب مكملات الحديد أو المضادات الحيوية إذا لزم الأمر.
3. الاهتمام بالنظافة الشخصية
- تجنب استخدام السدادات القطنية (التامبون) أو الدش المهبلي حتى يتوقف النزيف تمامًا.
- الاكتفاء باستخدام الفوط الصحية ومتابعة لون وكمية النزيف.
4. الدعم النفسي
- الإجهاض قد يترك أثرًا نفسيًا مؤلمًا، لذا من الضروري التعبير عن المشاعر وعدم كبت الحزن أو الألم.
- الحصول على دعم الزوج أو الأهل أو الأصدقاء يمكن أن يساعد في تخطي المرحلة.
- في بعض الحالات، قد يكون من المفيد التحدث إلى طبيب نفسي مختص.
5. تنظيم الحمل بعد الإجهاض
- يُنصح بعدم محاولة الحمل مباشرة بعد الإجهاض، بل الانتظار لمدة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يستعيد الجسم توازنه.
- من الأفضل استشارة الطبيب حول التوقيت المناسب لحدوث الحمل مرة أخرى بناءً على الحالة الصحية العامة.
إذا كنمتي ترغبين في إجراء الحقن المجهري احجزي كشفك الآن من هنا.
المصادر