ما هي التصاقات الرحم

التصاقات الرحم أو ما يُعرف أيضًا بـ”متلازمة أشرمان” تُعد من المشكلات النسائية التي قد تؤثر بشكل مباشر على خصوبة المرأة وصحتها الإنجابية. تحدث هذه الحالة عندما تتكوّن أنسجة ندبية أو التصاقات داخل تجويف الرحم، ما يؤدي إلى التقاء جدران الرحم ببعضها جزئيًا أو كليًا. ورغم أن كثيرًا من النساء قد لا يكتشفن الأمر إلا عند مواجهة صعوبات في الحمل أو اضطرابات في الدورة الشهرية، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يُحدث فارقًا كبيرًا في استعادة وظائف الرحم الطبيعية وتحقيق فرص الإنجاب. في هذا المقال سنتناول أسباب الالتصاقات، أعراضها، طرق التشخيص، وأحدث أساليب العلاج المتاحة.
التصاقات الرحم
التصاقات الرحم هي حالة مرضية تتمثل في تكوّن نسيج ندبي داخل تجويف الرحم، ما يؤدي إلى التحام جدرانه جزئيًا أو كليًا. تُعرف هذه الحالة طبيًا باسم متلازمة أشرمان (Asherman’s Syndrome)، وغالبًا ما تنتج عن إصابة بطانة الرحم بعد جراحة مثل تنظيف الرحم (الكحت) أو بعد التهابات شديدة. تؤثر هذه الالتصاقات على انتظام الدورة الشهرية وقد تُسبب العقم أو الإجهاض المتكرر إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.
تأثير الالتصاقات على الإنجاب
التصاقات الرحم تُعد من المشكلات الصحية التي قد تُؤثر بشكل مباشر على صحة المرأة الإنجابية وجودة حياتها. إذ يمكن أن تسبب اضطرابات في الدورة الشهرية مثل قلة الدم أو انقطاعها تمامًا، كما قد تؤدي إلى آلام متكررة في الحوض أو صعوبة في الحمل. وتُعد من الأسباب الشائعة للإجهاض المتكرر أو العقم الثانوي، حيث تمنع البويضة المخصبة من الانغراس بشكل صحيح داخل بطانة الرحم. بالإضافة إلى ذلك، قد تُسبب الالتصاقات مضاعفات مستقبلية مثل ضعف بطانة الرحم، ما يؤثر سلبًا على فرص نجاح عمليات الإخصاب المساعد مثل أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري.
أسباب الإصابة بالتصاقات الرحم
تصنّف التصاقات الرحم ضمن المشكلات الصحية النسائية التي قد تؤثر بشكل مباشر على الخصوبة وصحة المرأة الإنجابية، وتتعدد أسبابها. ومن أبرز هذه الأسباب:
- العمليات الجراحية داخل الرحم
مثل عمليات توسيع وكحت الرحم (D&C) بعد الإجهاض أو النزيف، والتي قد تؤدي إلى تضرر بطانة الرحم وحدوث التصاقات. - العمليات القيصرية المتكررة
فكل عملية جراحية داخل الرحم تترك ندبات، وقد تؤدي مع الوقت إلى تكوّن التصاقات بين جدران الرحم. - التهابات الرحم المزمنة
بعض الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية داخل الرحم قد تؤثر على بطانة الرحم وتسبب تليفات تؤدي إلى التصاقات. - الأورام الليفية أو استئصالها
سواء كانت الأورام داخل الرحم أو تمت إزالتها جراحياً، فإنها قد تترك ندبات تسبب التصاقات. - الإشعاع أو العلاجات القوية للحوض
مثل بعض علاجات السرطان، والتي قد تؤثر سلباً على أنسجة الرحم وتزيد من احتمالية التصاقها.
أعراض التصاقات الرحم
- اضطرابات الدورة الشهرية
- قلة دم الحيض أو انقطاع الدورة الشهرية تمامًا.
- نزول دم الحيض بكميات قليلة وغير معتادة مقارنة بالسابق.
- مشاكل في الخصوبة
- صعوبة في حدوث الحمل.
- تكرار حالات الإجهاض نتيجة ضعف بطانة الرحم وعدم قدرتها على تثبيت الحمل.
- آلام في الحوض أو تشنجات غير مفسرة.
- صعوبة أو ألم أثناء الجماع أحيانًا.
تشخيص التصاقات الرحم
تشخيص التصاقات الرحم يحتاج إلى دقة وفحوصات متخصصة، حيث إن الأعراض وحدها قد لا تكون كافية. ومن أبرز طرق التشخيص:
- التاريخ الطبي والفحص السريري: يبدأ الطبيب بجمع معلومات عن الأعراض، مثل اضطرابات الدورة الشهرية أو تأخر الحمل، ويجري فحصًا مبدئيًا للحوض.
- الأشعة السينية بالصبغة (HSG – Hysterosalpingography): يتم حقن صبغة داخل الرحم وتصويره بالأشعة السينية، مما يساعد على إظهار وجود التصاقات أو انسداد.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Sonohysterography): يستخدم السونار المهبلي بعد حقن محلول ملحي داخل الرحم، لتوضيح تجويف الرحم وكشف أي تشوهات أو التصاقات.
- المنظار الرحمي (Hysteroscopy): يُعد الطريقة الأدق للتشخيص، حيث يُدخل الطبيب منظارًا رفيعًا عبر عنق الرحم لرؤية التجويف مباشرة وتحديد مكان التصاقات الرحم وشدتها، ويمكن في بعض الحالات علاجها أثناء التشخيص نفسه.
المضاعفات
المضاعفات المحتملة للتصاقات الرحم قد تشمل:
- تأخر الإنجاب أو العقم
صعوبة انغراس البويضة أو منع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة. - الإجهاض المتكرر
بسبب عدم قدرة الرحم على التوسع أو ضعف بطانة الرحم لدعم الحمل. - اضطرابات الدورة الشهرية
قد تؤدي الالتصاقات إلى انقطاع الدورة الشهرية أو قلة تدفق الدم. - مشاكل الحمل
مثل الحمل خارج الرحم، أو الولادة المبكرة نتيجة ضعف بطانة الرحم. - آلام مزمنة في الحوض
نتيجة التليفات والتغيرات في بطانة الرحم. - زيادة خطر حدوث مضاعفات بعد العمليات الجراحية
مثل صعوبة إدخال المنظار الرحمي أو صعوبة إجراء عمليات نسائية مستقبلية.
علاج التصاقات الرحم
طرق علاج التصاقات الرحم تعتمد على شدتها ومدى تأثيرها على الدورة الشهرية والخصوبة، وتشمل:
- المنظار الرحمي (Hysteroscopy)
- يعتبر العلاج الأساسي والأكثر فعالية.
- يتم إدخال منظار رفيع إلى الرحم لفك الالتصاقات بلطف باستخدام أدوات دقيقة أو الليزر.
- يتيح للطبيب رؤية الالتصاقات بدقة وإزالتها دون التسبب في ضرر كبير لجدار الرحم.
- الأدوية المساعدة
- بعد العملية قد يصف الطبيب مضادات حيوية لتقليل خطر العدوى.
- يتم وصف الهرمونات (الإستروجين غالبًا) لتحفيز بطانة الرحم على النمو وتجديدها بعد فك الالتصاقات.

- وسائل لمنع عودة الالتصاقات
- وضع بالون داخل الرحم أو لولب خاص لفترة مؤقتة، ليعمل كحاجز يمنع التصاق الجدارين ببعضهما مرة أخرى.
- استخدام مواد هلامية (Gel) مضادة للالتصاق.
- العلاج الداعم
- متابعة نمو بطانة الرحم عبر السونار.
- العلاج الطبيعي أو الأعشاب قد يساعد في تحسين الدورة الدموية للرحم، لكنه لا يغني عن التدخل الطبي.
- الحالات الشديدة
- قد تحتاج إلى عدة جلسات بالمنظار لفك الالتصاقات تدريجيًا.
- في بعض الحالات النادرة التي لا تستجيب للعلاج، قد تقل فرص الحمل الطبيعي ويُنصح باللجوء إلى تقنيات مثل أطفال الأنابيب.
اقرئي أيضاً: علاج الالتصاقات الشديدة
فرص الحمل بعد العلاج
فرص الحمل بعد علاج التصاقات الرحم تعتمد بشكل كبير على درجة الالتصاقات ومدى نجاح التدخل العلاجي:
- في الحالات البسيطة
- فرص الحمل تكون عالية جدًا بعد فك الالتصاقات (قد تصل إلى 70–80%).
- بطانة الرحم غالبًا تستعيد قدرتها الطبيعية على استقبال الحمل.
- في الحالات المتوسطة
- نسبة الحمل قد تتراوح بين 40–60%.
- قد تحتاج المرأة إلى متابعة دقيقة بعد العلاج للتأكد من عدم عودة الالتصاقات.
- في الحالات الشديدة
- تقل فرص الحمل بشكل ملحوظ (20–40%).
- أحيانًا تتأثر استجابة بطانة الرحم بشكل دائم، ما قد يقلل احتمالية حدوث حمل طبيعي.
- في بعض الحالات قد يُوصى باللجوء إلى تقنيات المساعدة على الإنجاب مثل الحقن المجهري (IVF).
- العوامل التي ترفع فرص الحمل بعد العلاج
- التشخيص المبكر والتدخل السريع.
- خبرة الطبيب في إجراء المنظار الرحمي وفك الالتصاقات بدقة.
- الالتزام بالعلاج الهرموني بعد العملية لدعم نمو بطانة الرحم.
- المتابعة الدورية لاكتشاف أي التصاقات جديدة مبكرًا.
اقرئي أيضاً: علاج التصاقات الرحم والحمل بعدها
الوقاية من التصاقات الرحم
للحفاظ على صحة الرحم وتقليل خطر الإصابة بالتصاقات، يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية البسيطة والفعّالة بعد العمليات الجراحية أو التدخلات الرحمية. إليك أهم النصائالحفاظ على النظافة والتعقيم أثناء العمليات الجراحية لتقليل خطر العدوى.
- استخدام تقنيات جراحية دقيقة تقلل من إصابة بطانة الرحم.
- استخدام حاجز رحمي طبي أو جل مضاد للتصاقات بعد بعض العمليات إذا أوصى الطبيب بذلك.
- متابعة المريضة بعد العملية للتأكد من التعافي السليم ومنع تكون التصاقات لاحقًا.
اقرئي أيضاً: الفرق بين عملية منظار البطن والرحم
المصادر
NHI –