المنظار البطني

77.jpg?fit=1000%2C474&ssl=1

المنظار البطني يُعدّ من أحدث وأدق التقنيات الطبية في مجال جراحات النساء وعلاج تأخر الإنجاب، حيث يتيح للطبيب رؤية الأعضاء الداخلية للحوض والبطن بوضوح دون الحاجة إلى جراحة كبيرة. تُستخدم هذه التقنية للكشف عن المشكلات الخفية مثل الالتصاقات، أكياس المبايض، بطانة الرحم المهاجرة وغيرها من الأسباب التي قد تعيق الحمل أو تسبب آلامًا مزمنة. ومع التطور الطبي، أصبح منظار البطن خيارًا آمناً وفعّالاً للتشخيص والعلاج في آنٍ واحد، مما يساهم في تحسين فرص الإنجاب واستعادة جودة الحياة.

ماهو المنظار البطني

المنظار البطني هو إجراء طبي حديث يعتمد على استخدام أنبوب رفيع مزود بكاميرا (المنظار) يتم إدخاله عبر شق صغير في جدار البطن، بهدف فحص الأعضاء الداخلية مثل الرحم، المبايض، قناتي فالوب، الكبد، والمرارة. يُستخدم المنظار البطني لتشخيص العديد من الحالات مثل آلام الحوض، تأخر الحمل، أو الاشتباه بوجود أورام أو التصاقات، كما يمكن استخدامه في نفس الوقت للعلاج مثل إزالة الأكياس أو الالتصاقات. يتميز هذا الإجراء بأنه أقل تدخلًا من الجراحة التقليدية، ما يعني ألمًا أقل وفترة تعافي أسرع.

أسباب اللجوء للمنظار البطني 

أسباب اللجوء للمنظار البطني متعددة، ويُعد هذا الإجراء خيارًا أساسيًا في تشخيص وعلاج كثير من الحالات النسائية والجراحية، ومن أهم هذه الأسباب:

  1. تشخيص وعلاج تأخر الحمل أو العقم
    • الكشف عن انسداد قناتي فالوب.
    • فحص وجود بطانة الرحم المهاجرة أو الأكياس على المبايض.
  2. علاج الأكياس أو الأورام البسيطة بالمبايض
    • استئصال الأكياس أو الكتل الصغيرة بأقل تدخل جراحي.
  3. تشخيص وعلاج آلام الحوض المزمنة
    • تحديد سبب الألم سواء كان بسبب التصاقات أو التهابات.
  4. إزالة الالتصاقات داخل الحوض
    • لتحسين وضع الأعضاء التناسلية وزيادة فرص الحمل.
  5. تشخيص النزيف غير الطبيعي أو غير المفسر
    • خاصة إذا لم توضح الفحوصات التقليدية السبب.

خطوات إجراء المنظار البطني 

 

“يُجرى المنظار البطني بخطوات دقيقة ومنظمة تضمن سلامة المريضة ودقة التشخيص أو العلاج. تبدأ العملية بتحضير البطن وتخدير المريضة، ثم يتم إدخال المنظار عبر شقوق صغيرة للوصول إلى الأعضاء الداخلية. فيما يلي المراحل الأساسية للعملية:”

التخدير والتحضير للعملية

يتم إجراء المنظار البطني تحت تأثير التخدير الكلي لضمان راحة المريضة وعدم شعورها بالألم. قبل العملية، يتم تعقيم منطقة البطن وتجهيزها بشكل كامل.

عمل الشق الجراحي الأول

يقوم الطبيب بعمل شق صغير بالقرب من السرة، يُستخدم لإدخال إبرة رفيعة لضخ غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يساعد على توسيع تجويف البطن وتحسين رؤية الأعضاء الداخلية.

إدخال المنظار البطني

يتم إدخال المنظار المزود بكاميرا عالية الدقة عبر الشق الأول، لنقل صورة مباشرة وواضحة للأعضاء الداخلية على شاشة متخصصة.

إضافة شقوق صغيرة أخرى عند الحاجة

قد يقوم الطبيب بعمل شق أو اثنين إضافيين لإدخال أدوات جراحية دقيقة، وذلك إذا استدعت الحالة إجراء علاج مثل إزالة الأكياس أو فك الالتصاقات.

إنهاء العملية وإغلاق الشقوق

بعد الانتهاء من الفحص أو العلاج، يتم إخراج الغاز من تجويف البطن، ثم تُغلق الفتحات بغرز تجميلية صغيرة لتقليل آثار الجروح وتسريع التعافي.

اقرئي أيضاً: الفرق بين المنظار الرحمي والبطني 

 

مميزات المنظار البطني مقارنة بالجراحة التقليدية

جروح أصغر وألم أقل

المنظار البطني يعتمد على شقوق صغيرة جدًا بدل الفتحات الكبيرة، مما يقلل من الألم بعد العملية ويترك ندوبًا غير ملحوظة.

سرعة التعافي والعودة للحياة الطبيعية

بسبب صغر حجم الجروح وقلة التأثير على الأنسجة، تستطيع المريضة العودة لأنشطتها اليومية خلال فترة أقصر مقارنة بالجراحة التقليدية.

تقليل المضاعفات بعد العملية

احتمالية حدوث التهابات أو نزيف أقل، لأن التدخل الجراحي محدود.

رؤية دقيقة وواضحة للأعضاء الداخلية

الكاميرا المستخدمة في المنظار تعطي الطبيب صورة مكبرة وعالية الدقة، مما يساعد في التشخيص والعلاج بدقة أكبر.

إمكانية التشخيص والعلاج في نفس الوقت

يسمح المنظار للطبيب بفحص الأعضاء الداخلية وإجراء العلاج المطلوب في نفس الإجراء، مثل إزالة الأكياس أو فك الالتصاقات.

مدة التعافي

مدة التعافي بعد المنظار البطني عادةً تكون أقصر بكثير مقارنة بالجراحة التقليدية، حيث يمكن للمريضة مغادرة المستشفى في نفس اليوم أو في اليوم التالي للعملية. غالبًا ما تستغرق فترة النقاهة من أسبوع إلى أسبوعين، حسب طبيعة الإجراء الذي تم القيام به وحالة المريضة الصحية. خلال هذه الفترة، يُنصح بتجنب المجهود البدني الشديد وحمل الأشياء الثقيلة، مع الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن الأدوية والعناية بالجروح. معظم النساء يستطعن العودة إلى حياتهن الطبيعية والعمل بعد حوالي أسبوع، لكن يختلف الأمر حسب نوع التدخل الجراحي ومدى تعقيد الحالة.

دور المنظار البطني في الحقن المجهري

الحقن المجهري
الحقن المجهري

المنظار البطني يلعب دورًا مهمًا في تحسين نتائج الحقن المجهري، حيث يساعد على تجهيز الرحم والمبايض لاستقبال الأجنة بشكل أفضل. من خلاله يمكن إزالة بطانة الرحم المهاجرة، معالجة الالتصاقات، أو إزالة الأكياس والتكيسات التي قد تؤثر على جودة البويضات أو على عملية انغراس الأجنة. كما يُستخدم أحيانًا لتقييم وضع الحوض بالكامل قبل بدء رحلة الحقن المجهري، مما يساهم في زيادة نسب النجاح وتقليل احتمالية فشل العملية بسبب مشكلات لم يتم اكتشافها مسبقًا.

المخاطر المحتملة

قد تبدو عملية المنظار البطني آمنة وبسيطة مقارنة بالجراحة التقليدية، لكنها مثل أي إجراء طبي تحمل بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، والتي تختلف في شدتها ونسب حدوثها حسب حالة المريض وخبرة الجراح.

  • العدوى
    قد تحدث عدوى بسيطة في موضع الجروح أو التهابات داخلية نادرة، ويمكن الوقاية منها بالعناية بالجرح وتناول المضادات الحيوية إذا وصفها الطبيب.

  • النزيف الداخلي أو الخارجي
    في حالات نادرة قد يحدث نزيف بسيط من مكان الشق الجراحي أو من أحد الأوعية الداخلية.

  • إصابة الأعضاء الداخلية
    مثل الأمعاء، المثانة، أو الأوعية الدموية، ويعد ذلك من المضاعفات النادرة ويعتمد على خبرة الجراح.

  • التحسس من التخدير أو الأدوية
    بعض المرضى قد يعانون من رد فعل تحسسي للتخدير أو أدوية معينة أثناء أو بعد العملية.

  • تكوّن التصاقات داخلية
    قد تظهر التصاقات بعد فترة من العملية تؤثر أحيانًا على الأمعاء أو الحوض.

  • آلام أو تورم في مكان الجروح
    غالبًا ما تكون مؤقتة وتتحسن تدريجيًا مع الوقت.

نصائح ما بعد المنظار البطني

الراحة والمتابعة الطبية

احرصي على أخذ قسط كافٍ من الراحة في الأيام الأولى بعد العملية، مع الالتزام بمواعيد المتابعة التي يحددها الطبيب للتأكد من التعافي السليم.

العناية بالشقوق الجراحية

حافظي على نظافة وجفاف أماكن الشقوق، واتّبعي تعليمات الطبيب بخصوص تغيير الضمادات ومراقبة أي علامات احمرار أو إفرازات غير طبيعية.

تناول الأدوية الموصوفة

التزمي بتناول المضادات الحيوية أو مسكنات الألم التي وصفها الطبيب لتقليل الألم ومنع حدوث عدوى.

العودة للنشاط التدريجي

يمكنك البدء بالحركة الخفيفة فور سماح الطبيب بذلك، مع تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة التمارين الشاقة خلال فترة التعافي.

متابعة الأعراض غير الطبيعية

يجب الاتصال بالطبيب فورًا عند ظهور أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة، آلام شديدة لا تهدأ بالمسكنات، تورم غير طبيعي، أو نزيف مهبلي غير متوقع.

اقرئي أيضاً: نصائح بعد عملية منظار الرحم

الفرق بين المنظار الرحمي والمنظار البطني 

  • المنظار الرحمي (Hysteroscopy):

    • يُستخدم لفحص ومعالجة تجويف الرحم من الداخل.

    • يتم إدخاله عبر المهبل وعنق الرحم دون أي شقوق جراحية في البطن.

    • يستخدم لتشخيص وعلاج مشكلات مثل الزوائد اللحمية، الأورام الليفية تحت المخاطية، الالتصاقات داخل الرحم، أو لتقييم أسباب النزيف الرحمي غير الطبيعي.

  • المنظار البطني (Laparoscopy):

    • يُستخدم لفحص وعلاج أعضاء الحوض والبطن من الخارج (الرحم، قناتي فالوب، المبايض، الزائدة الدودية، المرارة، وغيرها).

    • يتطلب عمل شقوق صغيرة في البطن لإدخال الكاميرا والأدوات الجراحية.

    • يستخدم في حالات مثل بطانة الرحم المهاجرة، تكيس المبايض، الالتصاقات، واستئصال الزائدة أو المرارة.

المصادر

NHS

Cleveland Clinic



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي