أسباب فشل تحديد نوع الجنين

تعد أسباب فشل تحديد نوع الجنين محل اهتمام الكثير من الأزواج وذلك لأن عمليات تحديد نوع الجنين أصبحت من الخيارات الطبية التي يلجأ إليها بعض الأزواج بدافع الرغبة في تحقيق التوازن الأسري ، خاصة مع التطور الكبير في تقنيات الإخصاب المساعد. ورغم ما تحققه هذه التقنيات من نتائج إيجابية في بعض الحالات، إلا أن نجاحها ليس مضمونًا بشكل كامل، إذ قد تواجه العملية الفشل لأسباب متعددة.
ما هي عملية تحديد نوع الجنين؟
عملية تحديد نوع الجنين هي إجراء طبي يُستخدم لمحاولة زيادة فرص الحمل بجنين ذكر أو أنثى، وذلك من خلال تقنيات طبية متقدمة تُجرى قبل حدوث الحمل أو في مراحله الأولى. تعتمد هذه العملية على فصل أو اختيار الحيوانات المنوية أو الأجنة بناءً على نوع الكروموسومات الجنسية (X أو Y)، ثم استخدام الحيوان المنوي أو الجنين المطلوب في عملية التلقيح. ورغم تطور هذه التقنيات، فإنها لا تضمن النجاح بنسبة 100% وتختلف نتائجها من حالة لأخرى حسب الوضع الصحي والتقني نتيجة لتنوع أسباب فشل تحديد نوع الجنين.
اقرئي أيضاً: عملية تحديد نوع الجنين
خطوات تحديد نوع الجنين
1. التقييم الطبي الأولي
تبدأ عملية تحديد نوع الجنين بإجراء فحوصات شاملة للزوجين، تشمل التحاليل الهرمونية، وفحص السائل المنوي، وتصوير الرحم والمبايض. يهدف هذا التقييم إلى التأكد من جاهزية الحالة الصحية ومعرفة مدى ملاءمة الزوجين لإجراء العملية.
2. اختيار الطريقة المناسبة لتحديد النوع
بعد التقييم الطبي، يحدد الطبيب الطريقة الأنسب حسب الحالة، سواء كانت عبر فرز الحيوانات المنوية، أو من خلال الحقن المجهري مع الفحص الجيني للأجنة. يعتمد الاختيار على العمر، وجود مشاكل إنجابية، ونسبة النجاح المتوقعة.
3. تنشيط المبايض (في بعض الحالات)
في حال استخدام الحقن المجهري، يتم تنشيط المبايض باستخدام أدوية هرمونية لتحفيز إنتاج أكثر من بويضة في الدورة الواحدة، مع متابعة دقيقة عن طريق السونار والتحاليل لضمان الاستجابة الآمنة.
4. سحب البويضات
بعد وصول البويضات إلى الحجم المناسب، يتم سحبها بإجراء طبي بسيط تحت التخدير الخفيف، ثم تُنقل مباشرة إلى المختبر لاستكمال خطوات التخصيب.
5. تجهيز الحيوانات المنوية
يتم أخذ عينة من السائل المنوي ومعالجتها مخبريًا، حيث تُفصل الحيوانات المنوية حسب الخصائص المطلوبة، أو يتم اختيار حيوان منوي سليم لاستخدامه في التلقيح.
6. التلقيح أو الحقن المجهري
تُخصّب البويضات إما بالطريقة التقليدية أو عن طريق الحقن المجهري، حيث يُحقن حيوان منوي واحد داخل كل بويضة لزيادة فرص التخصيب السليم.
7. فحص الأجنة وتحديد النوع
بعد انقسام الأجنة، يُجرى فحص جيني دقيق لتحديد الكروموسومات الجنسية لكل جنين، مما يسمح باختيار الجنين الذكر أو الأنثى حسب الرغبة الطبية أو الأسرية.
8. اختيار الجنين المناسب للنقل
يتم اختيار الجنين السليم من الناحية الوراثية والمرغوب في نوعه، مع مراعاة جودة الانقسام وقابلية الانغراس داخل الرحم.
9. نقل الجنين إلى الرحم
يُنقل الجنين المختار إلى رحم الأم بإجراء بسيط وغير مؤلم غالبًا، ثم تبدأ مرحلة الانتظار لمتابعة ثبات الحمل.
10. المتابعة بعد نقل الجنين
تشمل هذه المرحلة الراحة، واستخدام أدوية تثبيت الحمل حسب توجيهات الطبيب، ثم إجراء تحليل الحمل بعد فترة محددة للتأكد من نجاح العملية.
اقرئي أيضاً: كيف يتم تحديد نوع الجنين بالحقن المجهري؟
أسباب فشل تحديد نوع الجنين
جودة الأجنة
نجاح عملية اختيار نوع الجنين يعتمد بشكل أساسي على جودة الأجنة الناتجة عن الحقن المجهري. الأجنة الضعيفة أو غير المكتملة النمو قد لا تصلح للزرع، كما أن تحليل جنس الجنين يحتاج إلى خلايا سليمة من الجنين. إذا كانت الأجنة لا تنمو بشكل طبيعي أو تحتوي على تشوهات، يصبح تحديد الجنس أكثر صعوبة وقد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو فشل في اختيار الجنين المناسب.
أخطاء في التحليل الجيني (PGD/PGS)

تحليل الجنين لتحديد الجنس يعتمد على فحص الكروموسومات عبر أخذ خلية أو أكثر من الجنين. رغم أن هذه التقنية دقيقة جدًا، إلا أن هناك احتمال حدوث أخطاء أثناء أخذ الخلية أو في خطوات التحليل داخل المختبر. أي خطأ صغير يمكن أن يؤدي إلى نتيجة خاطئة حول جنس الجنين، وهو ما يعد سببًا رئيسيًا لفشل عملية اختيار الجنس.
عدد محدود من الأجنة
في بعض الحالات، تنتج عملية الحقن المجهري عددًا قليلًا من الأجنة. إذا كان العدد محدودًا، قد لا يتوافر جنس الجنين المطلوب أو قد لا تكون الأجنة بجودة مناسبة للزرع. هذا يقلل بشكل كبير من فرص نجاح اختيار الجنس، حيث يعتمد الأمر على توفر عدد كافٍ من الأجنة السليمة التي يمكن فحصها واختيار الأنسب منها.
عوامل الأم الجسدية والصحية
حتى لو تم تحديد جنس الجنين بدقة، قد تؤثر صحة الأم على نجاح العملية بشكل كبير. مشاكل في الرحم، ضعف بطانة الرحم، أو وجود أمراض مزمنة قد تمنع نجاح زرع الجنين أو تثبيت الحمل. لذلك، تقييم الحالة الصحية للأم قبل إجراء العملية يعد جزءًا أساسيًا لضمان تحقيق أفضل نتائج.
مشاكل تقنية أو بشرية
أي خلل في المختبر، مثل ظروف نمو غير مناسبة للأجنة، أو أخطاء بشرية أثناء التعامل مع الأجنة، يمكن أن يؤدي إلى فشل العملية. تشمل هذه المشكلات سوء تخزين الأجنة، تأخير في نقل الأجنة، أو خطأ في خطوات التحليل الجيني، وكلها عوامل تؤثر على نجاح تحديد جنس الجنين وزرعه بنجاح.
هل هناك طرق أخرى لتحديد نوع الجنين؟
يعتقد بعض الأشخاص أن هناك طرقًا لتحديد نوع الجنين بعيدًا عن الوسائل الطبية، لكن الحقيقة العلمية توضح أن الطرق المضمونة لتحديد نوع الجنين تقتصر على الوسائل الطبية المعتمدة فقط. ومع ذلك، تنتشر بعض المعتقدات الخاطئة بين الأزواج، منها:
- توقيت العلاقة الزوجية يمكنه تحديد نوع الجنين.
- نوع الطعام الذي تتناوله المرأة قبل الحمل يؤثر على كون الجنين ذكرًا أو أنثى.
- قوة أحد الطرفين أثناء العلاقة تلعب دورًا في تحديد النوع.
- وضعيات معينة أثناء العلاقة أو أعراض الحمل المبكرة قد تشير إلى نوع الجنين.
كل هذه المعتقدات لا تستند إلى أي دليل علمي، وتبقى مجرد اجتهادات وتجارب فردية تختلف نتائجها من شخص لآخر.
لذلك، يُنصح بعدم الاعتماد على هذه الأفكار واللجوء دائمًا إلى الاستشارة الطبية لفهم الخيارات الحقيقية المتاحة لتحديد نوع الجنين.
اقرئي أيضاً: كم تستغرق عملية الحقن المجهري؟
نصائح لاختيار المركز لإجراء تحديد نوع الجنين
اختيار المركز الطبي المناسب لإجراء عملية تحديد نوع الجنين أمر بالغ الأهمية لضمان أعلى فرص نجاح وأمان. ولتحقيق ذلك، يُنصح بالانتباه إلى النقاط التالية:
- الاعتماد والترخيص الطبي:
تأكد من أن المركز حاصل على التراخيص الرسمية من وزارة الصحة أو الهيئات الطبية المختصة، وأن الأطباء والفنيين لديهم شهادات معترف بها في مجال الإخصاب المساعد والتحليل الجيني. - خبرة الأطباء والفريق الطبي:
يفضل اختيار مركز يمتلك فريقًا طبيًا متخصصًا ذو خبرة طويلة في عمليات الحقن المجهري وفحص الأجنة (PGD/PGS)، حيث أن مهارة الفريق تؤثر بشكل مباشر على دقة تحديد الجنس ونجاح الحمل. - التقنيات والمعدات الحديثة:
تحقق من أن المركز يستخدم تقنيات حديثة ومختبر مجهز تجهيزًا كاملاً لمتابعة الأجنة، مع وجود بروتوكولات صارمة للحفاظ على جودة الأجنة أثناء التحليل والفحص. - نسب النجاح المعلنة:
يمكن سؤال المركز عن نسب نجاحهم في تحديد جنس الجنين وإتمام الحمل، مع مراعاة أن تكون هذه البيانات مدعومة بتقارير أو سجلات حقيقية وليست مجرد ادعاءات تسويقية. - المتابعة والدعم بعد العملية:
يجب أن يوفر المركز متابعة دقيقة بعد نقل الجنين، بما في ذلك الفحوصات الطبية اللازمة وأدوات الدعم النفسي والاستشارات للزوجين لضمان أفضل نتائج للحمل. - سمعة المركز وتجارب الآخرين:
الاطلاع على تقييمات وتجارب الأزواج السابقين يمكن أن يعطي فكرة واضحة عن جودة الخدمات والاحترافية في التعامل مع المرضى.
اتباع هذه النصائح يساعد الأزواج على اختيار مركز موثوق، مما يزيد فرص نجاح العملية ويقلل من المخاطر المحتملة على الأم والجنين.


