الحقن المجهري يُعد من أكثر تقنيات الإخصاب المساعد دقة ونجاحًا، ويعتمد عليه الكثير من الأزواج لتحقيق حلم الإنجاب بعد مواجهة صعوبات في الحمل الطبيعي. وبعد إتمام عملية نقل الأجنة، تود الزوجة أن تعرف أعراض نجاح الحقن المجهري من أول يوم.. في هذا المقال، سنتعرف على أبرز الأعراض المبكرة التي قد تظهر بعد الحقن المجهري، وكيفية التفرقة بينها وبين الأعراض المشابهة لنزول الدورة الشهرية.

الحقن المجهري

الحقن المجهري هو إحدى تقنيات الإخصاب المساعد، يتم فيها اختيار حيوان منوي واحد وحقنه مباشرة داخل بويضة ناضجة باستخدام إبرة دقيقة تحت المجهر. بعد ذلك تُترك البويضة المخصبة لتنمو في بيئة مخبرية مناسبة حتى تصل إلى مرحلة معينة من الانقسام، ثم يتم نقلها إلى رحم الزوجة.تُستخدم هذه التقنية بشكل خاص في حالات ضعف الحيوانات المنوية أو قلة عددها، أو عند وجود مشاكل في الإخصاب الطبيعي، وهي تمثل حلًا فعالًا للعديد من حالات تأخر الإنجاب التي لم تنجح معها الطرق التقليدية.

اقرئي أيضاً: متى تُجرى عمليات الحقن المجهري؟

أعراض نجاح الحقن المجهري من أول يوم

بعد نقل الأجنة في عملية الحقن المجهري، قد تبدأ بعض السيدات بملاحظة تغيرات جسدية أو شعور مختلف منذ اليوم الأول. ورغم أن هذه العلامات لا تؤكد بشكل قاطع حدوث الحمل، فإنها قد تمنح إشارة أولية على تفاعل الجسم مع العملية. من أبرز هذه الأعراض:

1. الإرهاق والشعور بالتعب

قد تشعر المرأة بانخفاض الطاقة والرغبة في الراحة، نتيجة التغيرات الهرمونية المبكرة.

1. آلام أو وخز خفيف في البطن

إحساس بالشد أو التقلصات البسيطة في منطقة الحوض بسبب بدء انغراس الجنين أو تأثير الأدوية.

1. انتفاخ أو شعور بالامتلاء

قد يحدث نتيجة تأثير الهرمونات على الجهاز الهضمي واحتباس السوائل.

1. زيادة الإفرازات المهبلية

تكون غالبًا شفافة أو بيضاء اللون، وهي ناتجة عن تغيرات هرمونية طبيعية.

1. ارتفاع طفيف في درجة الحرارة

بسبب زيادة هرمون البروجستيرون في الجسم بعد نقل الأجنة.

1. تغيرات في المزاج

الشعور بالمشاعر المتقلبة أو الحساسية الزائدة نتيجة التغيرات الهرمونية.

ومع ذلك، يجب التأكيد أن هذه الأعراض قد تشبه آثار الأدوية أو التغيرات الطبيعية قبل الدورة الشهرية، لذا فإن الطريقة الوحيدة للتأكد من نجاح العملية هي إجراء تحليل الحمل الرقمي بعد الموعد الذي يحدده الطبيب.

اقرئي: متى تنغرس البويضة في الرحم؟

الفرق بين أعراض الدورة وأعراض نجاح الحقن المجهري

 

رغم أن أعراض نجاح الحقن المجهري قد تبدو مشابهة جدًا لأعراض ما قبل نزول الدورة الشهرية، إلا أن هناك بعض التفاصيل التي قد تساعد على التفرقة. ففي حالة نجاح العملية، غالبًا ما تظهر الأعراض بعد أيام قليلة من نقل الأجنة وتستمر في التزايد، مثل الإرهاق المستمر، ارتفاع طفيف وثابت في درجة الحرارة، أو زيادة في الإفرازات البيضاء أو الشفافة. أحيانًا قد تلاحظ المرأة نزول قطرات دم وردية أو بنية خفيفة نتيجة انغراس الجنين.

أما في حالة نزول الدورة، فتكون الأعراض أوضح قبل موعد الحيض مباشرة، مع آلام وتقلصات أشد في البطن والظهر، وانتفاخ، وصداع، وتقل الإفرازات قبل بدء النزيف، الذي يكون عادة أحمر فاتح وبكمية أكبر.

ومع ذلك، يظل التشابه بين الحالتين كبيرًا، ولا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط لتأكيد الحمل، بل يجب الانتظار حتى موعد الفحص الذي يحدده الطبيب.

 

نصائح للتعامل مع الأعراض المبكرة بعد الحقن المجهري

1. الراحة وتجنب الإجهاد

الحصول على قسط كافٍ من النوم والابتعاد عن الأعمال الشاقة أو المجهود البدني الكبير.

1. الالتزام بالأدوية الموصوفة

تناول جميع الأدوية في المواعيد المحددة، خاصة الهرمونات الداعمة للحمل، وعدم التوقف عنها إلا بأمر الطبيب.

1. التغذية السليمة

التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتين والخضروات والفواكه الطازجة، مع شرب كميات كافية من الماء.

1. تجنب العادات الضارة

الابتعاد عن التدخين والكحول والمشروبات الغازية، وتقليل الكافيين.

1. التعامل مع القلق والتوتر

ممارسة أنشطة مهدئة للأعصاب مثل القراءة أو التأمل أو الاستماع للموسيقى الهادئة.

1. مراقبة الأعراض دون إفراط في القلق

تدوين التغيرات التي تحدث، لكن دون الانشغال المفرط بها، لأن القلق الزائد قد يؤثر سلبًا على الحالة النفسية.

1. المتابعة الطبية المنتظمة

الالتزام بمواعيد الفحوصات والتحاليل التي يحددها الطبيب، وعدم اتخاذ قرارات أو تغيير في الأدوية دون استشارته.

اقرئي أيضاً: متى تبدأ أعراض الحمل بعد ترجيع الأجنة؟

التحاليل التي تؤكد نجاح الحقن المجهري

1. تحليل الحمل الرقمي (Beta hCG)

يُجرى عادة بعد مرور 10–14 يومًا من نقل الأجنة، ويقيس نسبة هرمون الحمل في الدم بدقة. ويساعد في التأكد من حدوث الحمل ومتابعة تطوره، حيث يُكرر التحليل بعد يومين للتأكد من تضاعف النسبة.

1. تحليل الحمل المنزلي

يمكن إجراؤه بعد الموعد الذي يحدده الطبيب، لكنه أقل دقة من التحليل الرقمي وخاصة في المراحل المبكرة.

1. السونار المهبلي

يُستخدم بعد حوالي 3–4 أسابيع من نقل الأجنة للتأكد من انغراس الجنين داخل الرحم، ورؤية الكيس الجنيني. ويمكن من خلاله التأكد من عدد الأجنة ومتابعة نبض القلب في المراحل اللاحقة.

1. تحاليل المتابعة الهرمونية

قد يطلب الطبيب فحوصات لمستويات هرمون البروجستيرون أو هرمونات أخرى لدعم الحمل في بدايته.

 

العوامل التي قد تؤثر على ظهور الأعراض بعد الحقن المجهري

استجابة الجسم للهرمونات

أثناء الحقن المجهري، تُستخدم أدوية هرمونية لتحفيز المبايض ودعم بطانة الرحم. هذه الأدوية قد تسبب أعراضًا مثل الانتفاخ، آلام البطن، أو تغيرات المزاج حتى إذا لم يحدث حمل، مما قد يربك المرأة في التمييز بين الأعراض الحقيقية والمصطنعة.

عدد الأجنة المنقولة وجودتها

زيادة عدد الأجنة المنقولة قد تؤدي إلى ارتفاع أكبر في مستويات الهرمونات، مما يزيد من احتمالية الشعور بالأعراض. كما أن جودة الأجنة ومرحلة نموها يمكن أن تؤثر على سرعة بدء ظهور العلامات المبكرة للحمل.

الحالة الصحية العامة

الأمراض المزمنة، أو مشاكل في بطانة الرحم، أو التهابات في الجهاز التناسلي قد تغير طبيعة وشدة الأعراض. وجود بطانة رحم ضعيفة، مثلًا، قد يقلل من فرص الانغراس وبالتالي يؤثر على ظهور العلامات المتوقعة.

التأثير النفسي

الحالة النفسية تلعب دورًا كبيرًا، فالقلق الزائد والترقب المستمر قد يجعلان المرأة أكثر حساسية لأي تغير جسدي. في بعض الحالات، قد يؤدي التوتر إلى ظهور أعراض جسدية تشبه أعراض الحمل دون أن يكون هناك حمل فعلي.

 

متى يجب التواصل مع الطبيب بعد الحقن المجهري؟

رغم أن معظم الأعراض بعد الحقن المجهري تكون طبيعية ومتوقعة، فإن هناك بعض العلامات التي تستدعي التواصل الفوري مع الطبيب، ومنها:

نزيف شديد أو مستمر

نزول دم بكميات كبيرة أو مع وجود تكتلات دموية قد يشير إلى مشكلة تحتاج إلى تقييم عاجل.

آلام حادة في البطن أو الحوض

الألم الشديد وغير المحتمل قد يكون علامة على مضاعفات مثل فرط تنشيط المبيض أو حدوث التواء.

ارتفاع شديد في درجة الحرارة

درجة حرارة تتجاوز 38° مئوية قد تدل على وجود عدوى أو التهاب.

تورم أو انتفاخ مفرط في البطن

قد يكون مؤشرًا على متلازمة فرط تنشيط المبيض، خاصة إذا صاحبته صعوبة في التنفس أو زيادة سريعة في الوزن.

أعراض مفاجئة أو غير معتادة

مثل الإغماء، أو ضعف شديد، أو ضيق في التنفس، وهي حالات تستدعي التدخل الطبي فورًا.

المصادر

Pacific Reproductive Center –

AIVF –