ما هي أكياس المبيض؟

%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A3%D9%83%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D8%9F-1.jpg?fit=1000%2C563&ssl=1

تعدّ أكياس المبيض من الحالات الشائعة التي قد تواجهها كثير من النساء في مراحل مختلفة من العمر، وغالبًا ما تُكتشف صدفة أثناء الفحص الروتيني أو أثناء إجراء السونار لأسباب أخرى. وعلى الرغم من أنّ سماع كلمة “كيس” قد يثير القلق، فإنّ معظم الأكياس  تكون بسيطة وغير خطيرة، وتختفي تلقائيًا مع مرور الوقت دون الحاجة إلى تدخل جراحي.غير أنّ بعض الحالات قد تتطلّب متابعة دقيقة أو علاجًا طبيًا، خصوصًا إذا كانت الأكياس كبيرة الحجم أو تسبّب أعراضًا مزعجة.في هذا المقال، نتعرّف سويًا على ماهية أكياس المبيض، وأنواعها، وأسباب ظهورها، وأبرز الأعراض المصاحبة لها، إضافة إلى طرق التشخيص والعلاج المتاحة.

ما هي أكياس المبيض؟

أكياس المبيض هي أكياس أو تجاويف صغيرة مملوءة بسائل، تتكوّن داخل المبيض أو على سطحه.
تعد هذه الحالة شائعة بين النساء، خصوصًا في سن الإنجاب، وغالبًا ما تكون أكياسًا بسيطة ووظيفية ناتجة عن عملية التبويض الطبيعية، وتختفي من تلقاء نفسها خلال أسابيع أو شهور قليلة دون أي تدخل.

أما في بعض الحالات، فقد تكون الأكياس مرضية أو غير وظيفية، أي أنها لا ترتبط بعملية التبويض، وقد تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة أو علاج خاص. ويختلف حجم الأكياس من صغير جدًا لا يُرى إلا بالسونار، إلى كبير قد يُسبّب انتفاخًا أو ألمًا في البطن.

اقرئي أيضاً: أسباب ظهور أكياس على المبيض

هل أكياس المبيض دائما خطيرة؟

ليست أكياس المبيض خطيرة في معظم الحالات، بل إن أغلبها حميد ووظيفي، أي يتكوَّن بشكل طبيعي خلال عملية التبويض، ثم يختفي من تلقاء نفسه بعد فترة قصيرة دون الحاجة إلى أي علاج.
لكن الخطورة قد تظهر في حالات معينة فقط، مثل:

  • إذا كان الكيس كبير الحجم ويسبب ألمًا أو ضغطًا على الأعضاء المجاورة.
  • إذا لم يختفِ بعد مرور عدة دورات شهرية.
  • إذا كان شكله غير طبيعي في فحص السونار ويُشتبه أن يكون كيسًا مرضيًا (مثل كيس بطانة الرحم أو كيس درمويد).
  • إذا حدثت مضاعفات مثل التواء المبيض أو انفجار الكيس.

بشكل عام، لا داعي للقلق من سماع كلمة “كيس على المبيض”، لكن من المهم جدًا المتابعة مع الطبيب للتأكد من نوع الكيس وتطور حجمه، لأن التشخيص المبكر هو الذي يحدد ما إذا كان بسيطًا ويحتاج فقط إلى متابعة، أم يتطلب تدخلًا علاجيًا.

أولاً: الأكياس الوظيفية (الطبيعية)

هي الأكياس الأكثر شيوعًا، وتنشأ نتيجة الدورة الشهرية الطبيعية.
خلال عملية التبويض، ينمو كيس صغير في المبيض يحتوي على البويضة، وعند خروج البويضة يفترض أن يختفي الكيس، لكن في بعض الأحيان لا ينفجر أو يغلق بعد التبويض، فيستمر في النمو ويكوّن كيسًا وظيفيًا.
أنواعها الأساسية:

  1. الكيس الجرابي (Follicular cyst):
    يتكوّن عندما لا تخرج البويضة من جرابها، فيمتلئ الجراب بالسوائل ويصبح كيسًا مؤقتًا.
  2. كيس الجسم الأصفر (Corpus luteum cyst):
    يتكوّن بعد خروج البويضة من الجراب، عندما يمتلئ مكانها بسائل أو دم.

غالبًا تكون هذه الأكياس بسيطة وغير مؤذية، وتختفي تلقائيًا بعد عدة أسابيع دون علاج.

ثانيًا: الأكياس غير الوظيفية (المرضية)

هي الأكياس التي لا ترتبط بعملية التبويض، وتنشأ لأسباب أخرى مرضية أو تركيبية في المبيض.
من أنواعها:

  1. كيس بطانة الرحم (Endometrioma):
Endometrioma
Endometrioma


يحدث عندما تنمو أنسجة بطانة الرحم خارج مكانها الطبيعي وتلتصق بالمبيض، فيتكوّن كيس مليء بدم داكن.

  1. الكيس الجلدي أو الدرموي (Dermoid cyst):
    يحتوي على أنسجة مثل الشعر أو الدهون أو الجلد، لأنه يتكوّن من خلايا جنينية.
  2. الكيس الغدي (Cystadenoma):
    ينشأ من خلايا سطح المبيض وقد يحتوي على سائل شفاف أو لزج.

هذه الأنواع عادة تحتاج إلى متابعة دقيقة، وأحيانًا إلى تدخل جراحي، لأنها لا تختفي تلقائيًا مثل الأكياس الوظيفية.

اقرئي أيضاً: هل يحدث حمل مع تحليل مخزون المبيض اقل من 1؟

أسباب أكياس المبيض

الاضطرابات الهرمونية

تعد الاضطرابات الهرمونية من أبرز الأسباب المؤدية إلى تكوّن أكياس المبيض، إذ إن أي خلل في نسب هرموني الإستروجين والبروجستيرون قد يعطل عملية الإباضة الطبيعية، مما يؤدي إلى بقاء البويضة داخل المبيض وتحوّلها إلى كيس.

الأدوية المنشطة للإباضة

يسهم استخدام بعض الأدوية المنشطة للإباضة في زيادة احتمالية تكوّن الأكياس، نتيجة لتحفيز المبايض بشكل مفرط، وهو ما يؤدي أحيانًا إلى تكوّن أكياس متعددة أو كبيرة الحجم.

العوامل الوراثية

يُلاحظ أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالأكياس  يزيد من القابلية لتكوّنها، مما يشير إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في ظهور هذه الحالة لدى بعض النساء.

الحالات المرضية المرتبطة

تعتبر بعض الحالات الصحية مثل متلازمة تكيس المبايض وبطانة الرحم المهاجرة من الأسباب الشائعة لتكوّن بالأكياس ، إذ تؤثر هذه الأمراض في طبيعة عمل المبايض ودورتها الهرمونية.

العوامل البيئية ونمط الحياة

تلعب السمنة، والتوتر المزمن، وسوء التغذية دورًا غير مباشر في تكوّن أكياساً، إذ تؤدي إلى اضطراب التوازن الهرموني في الجسم، مما يزيد من احتمالية ظهور الأكياس.

الأكياس الوظيفية (البسيطة)

عادةً لا تُسبب الأكياس الوظيفية أعراضًا واضحة، إذ تختفي تلقائيًا خلال أسابيع قليلة دون تدخل طبي. ومع ذلك، قد تظهر بعض الأعراض الخفيفة مثل:

  • ألم بسيط أو شعور بثقل في أسفل البطن.
  • عدم انتظام طفيف في الدورة الشهرية.
  • انتفاخ بسيط في البطن أو الإحساس بالامتلاء.

كيس الجسم الأصفر

قد يظهر هذا النوع من الأكياس بعد عملية الإباضة، ويُصاحبه في بعض الحالات:

  • ألم في أحد جانبي الحوض.
  • تأخر الدورة الشهرية أو نزيف خفيف بين الدورات.
  • في حال تمزق الكيس، قد يحدث ألم حاد ومفاجئ في البطن.

الأكياس المرضية (غير الوظيفية)

تتميز الأكياس المرضية بأنها أكثر خطورة، وغالبًا ما تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة. وتشمل أعراضها:

  • ألم مستمر أو متزايد في الحوض.
  • انتفاخ ملحوظ في البطن.
  • اضطرابات في الدورة الشهرية مثل غزارة النزف أو انقطاعه.
  • شعور بالامتلاء بعد تناول كمية قليلة من الطعام.

الأكياس المملوءة بالدم (أكياس بطانة الرحم)

تنتج عن بطانة الرحم المهاجرة، وتتميز بالأعراض التالية:

  • ألم شديد أثناء الدورة الشهرية أو الجماع.
  • إفرازات دموية غير منتظمة.
  • صعوبة في الحمل لدى بعض الحالات.

الأكياس المملوءة بسائل أو مواد دهنية (الجلدية أو الشبيهة بالورم)

قد تحتوي هذه الأكياس على مواد مختلفة مثل الشعر أو الدهون، وتشمل أعراضها:

  • ألم متقطع أو ضغط في أسفل البطن.
  • تضخم واضح في منطقة المبيض عند الفحص.
  • وفي الحالات المتقدمة، قد يحدث التواء في المبيض يؤدي إلى ألم حاد ومفاجئ.

التشخيص والعلاج

أولًا: التشخيص

يعتمد تشخيص أكياس المبيض على مجموعة من الفحوص والإجراءات التي تهدف إلى تحديد نوع الكيس، حجمه، ومدى تأثيره على وظيفة المبيض. وتشمل أهم الوسائل التشخيصية:

  • الفحص السريري: يبدأ الطبيب بفحص الحوض لتقييم وجود أي تورم أو ألم في منطقة المبيض.
  • الموجات فوق الصوتية (السونار): تُعد الوسيلة الأساسية لتحديد طبيعة الكيس (صلب أو مملوء بسائل) وتقدير حجمه وموقعه بدقة.
  • تحاليل الدم: تُستخدم لقياس مستوى الهرمونات أو مؤشرات الأورام (مثل CA-125) في بعض الحالات المشتبه فيها.
  • الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي: تُستخدم عند الحاجة للحصول على تفاصيل أدق، خصوصًا في الأكياس غير الوظيفية أو المعقدة.

ثانيًا: العلاج

يختلف علاج أكياس المبيض باختلاف نوع الكيس وحجمه والأعراض المصاحبة، بالإضافة إلى عمر المريضة ورغبتها في الإنجاب.

  • المتابعة والمراقبة: في حالة الأكياس الوظيفية الصغيرة، يكتفي الطبيب بالمراقبة الدورية باستخدام السونار، إذ تختفي غالبًا تلقائيًا خلال أشهر قليلة.
  • العلاج الدوائي: قد تُستخدم الأدوية الهرمونية (مثل حبوب منع الحمل) لتنظيم الدورة وتقليل تكوّن الأكياس الجديدة.
  • العلاج الجراحي: يُلجأ إليه عند زيادة حجم الكيس، أو استمراره لفترة طويلة، أو الاشتباه بوجود ورم. وتتنوع الطرق بين:
    • منظار البطن: لإزالة الكيس دون التأثير على أنسجة المبيض السليمة.
    • الجراحة المفتوحة: في الحالات الكبيرة أو المشتبه بخباثتها.

العلاج الموجّه للمضاعفات: إذا حدث تمزق أو التواء في المبيض، يجب التدخل الفوري لتجنب المضاعفات الخطيرة.

اقرئي أيضاً: علاج تكيسات المبايض

المصادر

NHS

Cleveland Clinic



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي