حقن البلازما للمبيض

تعد تقنية حقن البلازما للمبيض باستخدام حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) في المبيض من أبرز الحلول المبتكرة لمواجهة مشاكل تأخر الإنجاب وضعف المبيض. تعتمد هذه التقنية على استخدام مكونات الدم الخاصة بالمريضة لتحفيز تجديد الخلايا وتنشيط المبيض بطريقة طبيعية وآمنة. وقد أثارت هذه الطريقة اهتماماً واسعاً بين النساء اللاتي يعانين من ضعف التبويض أو تراجع مخزون البويضات. نظراً لنتائجها الواعدة وانخفاض معدل المخاطر المصاحبة لها. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل مفهوم حقن البلازما للمبيض، والحالات التي تستفيد منها، وآخر ما توصلت إليه الدراسات العلمية حول فعاليتها.
نظرة عامة على تأخر الحمل وضعف التبويض
تأخر الحمل من التحديات الشائعة التي تواجه العديد من النساء. وغالبًا ما يكون ضعف التبويض أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه المشكلة. فعملية التبويض السليمة تعد حجر الأساس لحدوث الحمل. إذ يحدث خلالها إطلاق بويضة ناضجة من المبيض تكون جاهزة للتخصيب. ولكن عندما يحدث خلل في هذه العملية – سواء من حيث انتظامها أو جودة البويضات. – تقل فرص الحمل بشكل ملحوظ. وتتعدد أسباب ضعف التبويض، منها ما هو مرتبط باضطرابات هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض. ومنها ما يعود لتقدم سن المرأة، أو خلل في عمل المبيض نفسه. وتعد هذه الحالات من أكثر المسببات التي تدفع النساء للبحث عن حلول حديثة لتعزيز الخصوبة. ومن بينها تقنية حقن البلازما للمبيض، التي تمثل أملاً واعدًا في تحسين جودة التبويض وزيادة فرص الإنجاب.
ما هو حقن البلازما للمبيض؟
حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) للمبيض هو إجراء طبي حديث يستخدم لتحفيز المبيض على استعادة نشاطه وتحسين جودة البويضات. خاصة لدى النساء اللاتي يعانين من ضعف التبويض أو قلة مخزون البويضات. يعتمد هذا الإجراء على استخدام مكونات دم المريضة نفسها لعلاجها، مما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات أو رفض مناعي.
تعريف البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
البلازما الغنية بالصفائح الدموية هي سائل يُستخلص من دم الإنسان. يحتوي على تركيز عالٍ من الصفائح الدموية، وهي خلايا مسؤولة عن التئام الجروح وإفراز عوامل نمو تحفز الخلايا على التجدد. عند حقن هذه البلازما في أنسجة معينة مثل المبيض، تعمل على تنشيط الخلايا وتحفيزها لإنتاج بويضات بجودة أعلى.
كيف يتم استخلاص البلازما من دم المريضة نفسها؟
يبدأ الإجراء بسحب كمية صغيرة من دم المريضة، ثم يتم وضعها في جهاز الطرد المركزي، الذي يقوم بفصل مكونات الدم. بعد عملية الفصل، يستخلص الجزء الذي يحتوي على أعلى تركيز من الصفائح الدموية – أي البلازما الغنية بها – لتحقن لاحقًا مباشرة في المبيض.
الفرق بين البلازما العادية والبلازما الغنية بالصفائح
البلازما العادية هي الجزء السائل من الدم الذي يحتوي على الماء، والبروتينات، والأملاح. ولكن بتركيز طبيعي من الصفائح الدموية. أما البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) فهي تحتوي على تركيز أعلى من الصفائح بنسبة 3 إلى 5 مرات أكثر من المعدل الطبيعي. مما يجعلها أكثر فاعلية في تحفيز الخلايا وتجديد الأنسجة.
اقرئي أيضاً: تجربتي مع حقن البلازما للمبيض
كيف يعمل حقن البلازما على تنشيط المبيض؟
يعتمد حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) على استخدام مكونات دم المريضة نفسها لتحفيز المبيض وتحسين أدائه. يتم سحب عينة من دم المريضة، ثم تُفصل البلازما المليئة بالصفائح الدموية وعوامل النمو، وتُحقن مباشرة في نسيج المبيض.
تعمل هذه البلازما على تجديد الخلايا وتحفيز النشاط البيولوجي داخل المبيض، حيث تحتوي على بروتينات وعوامل نمو تساهم في تنشيط الخلايا الجذعية الخاملة وتحفيزها لإنتاج بويضات جديدة، أو تحسين جودة البويضات الموجودة. هذه العملية قد تساهم في تعزيز تكوين الحويصلات وزيادة فرص التبويض الطبيعي.
تلعب عوامل النمو الموجودة في البلازما دورًا محوريًا في استعادة وظائف المبيض، فهي تحفز عملية الترميم الذاتي للنسيج المبيضي، وتحفز الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذّي المبيض، مما يعزز من نشاطه وقدرته على التبويض.
أما التوقعات البيولوجية بعد الحقن، فتختلف من حالة إلى أخرى، لكن في بعض الحالات أظهرت تجارب إكلينيكية زيادة في مؤشرات النشاط المبيضي مثل ارتفاع معدل هرمون AMH، وعودة التبويض بعد فترة من التوقف، ما يعزز الأمل لدى كثير من النساء اللاتي يعانين من ضعف التبويض أو انقطاع الطمث المبكر.
الحالات التي يستخدم فيها حقن البلازما للمبيض
يعد حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في المبيض خيارًا علاجيًّا مبتكرًا. ويلجأ الأطباء إليه في بعض الحالات التي تعاني من ضعف القدرة الإنجابية. من أبرز هذه الحالات:
- ضعف مخزون المبيض: عندما تنخفض جودة وعدد البويضات المتوفرة لدى المرأة.
- سن اليأس المبكر (انقطاع الطمث المبكر): حين تتوقف الدورة الشهرية في سن مبكرة عن الطبيعي.
- فشل المبيض المبكر (POI): وهو اضطراب يؤدي إلى توقف المبيض عن أداء وظيفته قبل سن الأربعين.
- محاولات تنشيط التبويض قبل الحقن المجهري: لتحفيز المبيض وزيادة فرص الحصول على بويضات صالحة للتخصيب.
خطوات إجراء الحقن
التحاليل المبدئية المطلوبة
قبل بدء العلاج، يتم إجراء مجموعة من الفحوصات لتقييم حالة المبيض والتأكد من مناسبة الحالة لهذا الإجراء، وتشمل:
تحليل هرمون AMH (مخزون المبيض).

- تحليل FSH وLH وE2 (في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة).
- سونار مهبلي لتقييم حجم وعدد البويضات في المبيض.
- تحليل دم عام (CBC) للتأكد من سلامة الدم.
- فحوصات فيروسية مثل (HCV, HBV, HIV) للتأكد من سلامة الدم عند تحضير البلازما.
طريقة سحب الدم وتحضير البلازما
- يسحب الطبيب حوالي 20–30 مل من دم المريضة من الوريد.
- يوضع الدم في أنابيب خاصة ثم يُدخل إلى جهاز الطرد المركزي.
- يقوم الجهاز بفصل البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) عن باقي مكونات الدم.
- يتم الحصول على الجزء الأكثر تركيزًا من عوامل النمو والصفائح.
خطوات الحقن داخل المبيض
- بُجرى الحقن في غرفة عمليات معقمة وتحت إشراف طبيب مختص في الخصوبة.
- يستخدم السونار المهبلي (أو المنظار الجراحي في بعض الحالات) لتوجيه الإبرة بدقة إلى المبيض.
- يتم حقن البلازما مباشرة في قشرة المبيض، وهي المنطقة التي تحتوي على البويضات غير الناضجة.
- لا تحتاج المريضة إلى شق جراحي إذا تم الإجراء بالسونار.
الوقت المستغرق والإجراءات بعد العملي
- تستغرق الجلسة الكاملة حوالي 30–60 دقيقة.
- يمكن للمريضة العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
- يُنصح بالراحة لمدة يوم بعد الحقن وتجنب الجهد الشديد.
- يطلب الطبيب من المريضة المتابعة الدورية بالسونار وتحاليل الهرمونات بعد أسابيع من الحقن لملاحظة التحسن.
- قد تظهر النتائج تدريجيًا خلال 2–3 أشهر.
اقرئي أيضاً: خطوات الحقن المجهري
الفوائد المتوقعة من حقن البلازما للمبيض
زيادة النشاط الهرموني للمبيض: حيث تعمل عوامل النمو الموجودة في البلازما على تنشيط الخلايا الجذعية في أنسجة المبيض، مما يساعد على تحسين أدائه الهرموني.
استعادة الدورة الشهرية في بعض الحالات: خاصة لدى السيدات اللاتي يعانين من ضعف أو انقطاع الدورة نتيجة ضعف المبيض، فقد تعود الدورة للعمل بشكل طبيعي بعد الحقن.
احتمالية حدوث تبويض طبيعي: في بعض الحالات، قد يؤدي تنشيط المبيض بالبلازما إلى تحفيز حدوث تبويض دون الحاجة إلى أدوية تنشيط.
تحسين استجابة المبيض للمنشطات قبل الحقن المجهري: مما يزيد من فرص الحصول على عدد أفضل من البويضات وجودتها أثناء بروتوكولات العلاج المساعد مثل الحقن المجهري.
اقرئي أيضاً: علامات نجاح الحقن المجهري في اليوم الثالث
المصادر