علامات التبويض الضعيف

ughlhj-qut-hgj.jpeg?fit=1200%2C1200&ssl=1

تعد فترة التبويض من أهم مراحل الدورة الشهرية. إذ ترتبط ارتباطًا مباشرًا بفرص الحمل وحدوث الإخصاب. ولكن ماذا لو لم يكن التبويض يحدث بالشكل الطبيعي؟ في كثير من الحالات، قد تعاني بعض النساء من تبويض ضعيف دون أن يدركن ذلك. خصوصًا إذا كانت الأعراض خفية أو غير واضحة. إن التبويض غير المنتظم أو الضعيف قد يؤدي إلى صعوبة في الحمل، كما قد يكون مؤشرًا على وجود اضطرابات هرمونية أو مشاكل صحية أخرى تحتاج إلى المتابعة الطبية. في هذا المقال، نستعرض معًا أبرز علامات التبويض الضعيف، ,الأسباب المحتملة، ,متى يجب القلق، وكيفية التشخيص والعلاج المتاح لتحسين فرص الخصوبة.

ما هو التبويض؟

التبويض هو العملية التي يطلق فيها أحد المبيضين لدى المرأة بويضة ناضجة مرة واحدة في كل دورة شهرية. وغالبًا ما يحدث ذلك في منتصف الدورة، أي ما بين اليوم 12 إلى 16 من أول يوم في آخر دورة شهرية.بعد إطلاق البويضة، تنتقل عبر قناة فالوب، وتكون جاهزة للتخصيب إذا التقت بحيوان منوي خلال هذه الفترة. تعدّ هذه المرحلة المحور الأساسي في عملية الإنجاب. إذ إن حدوث الحمل يعتمد بشكل رئيسي على انتظام التبويض وجودته. وإذا اختلت هذه العملية لأي سبب، فقد تتأثر فرص حدوث الحمل أو تتعطل كليًا.

اقرئي أيضاً: ما هو التبويض؟

لماذا يعتبر التبويض المنتظم مؤشرًا مهمًا على صحة الجهاز التناسلي؟

يعتبر التبويض المنتظم علامة حيوية على كفاءة عمل الجهاز التناسلي الأنثوي وتوازنه الهرموني. فعندما تحدث عملية التبويض في مواعيدها الشهرية وبشكل منتظم، فهذا يشير إلى أن المبايض، والغدة النخامية، والغدة تحت المهاد (الهيبوثلاموس) تتعاون بشكل متناغم لإنتاج الهرمونات المسؤولة عن الإباضة، مثل الإستروجين والبروجستيرون. كما أن انتظام التبويض يعكس سلامة الرحم، وفعالية الدورة الشهرية، واحتمالية جاهزية الجسم للحمل. أما اضطراب التبويض أو غيابه، فقد يكون دلالة على وجود خلل في الهرمونات، أو تكيس في المبايض، أو اضطرابات في الغدة الدرقية، أو مشكلات أخرى قد تؤثر على الخصوبة أو الصحة العامة للمرأة.

اقرئي أيضاً: أعراض التبويض

ما الفرق بين التبويض الضعيف وانعدام التبويض؟

رغم أن كلا الحالتين تؤثران سلبًا على الخصوبة، إلا أن هناك فرقًا جوهريًا بين التبويض الضعيف وانعدام التبويض:

  • التبويض الضعيف: هو حالة تطلق فيها المبايض بويضة غير ناضجة تمامًا أو تُفرز الهرمونات المسؤولة عن التبويض بكميات غير كافية. مما يؤدي إلى حدوث التبويض ولكن بجودة منخفضة. في هذه الحالة، قد يحدث حمل، لكنه يكون أقل احتمالًا، كما قد تتأثر جودة البويضة أو انتظام الدورة الشهرية.
  • انعدام التبويض (اللابيض): تعني غياب التبويض بشكل تام، أي أن المبيض لا يطلق أي بويضة خلال الدورة الشهرية. غالبًا ما تظهر هذه الحالة من خلال دورات غير منتظمة أو منقطعة تمامًا. وتعد من الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء إذا استمرت دون علاج. ببساطة، التبويض الضعيف يعني وجود نشاط جزئي أو غير كافٍ للمبيض. بينما انعدام التبويض يعني توقفًا تامًا لهذه الوظيفة الحيوية.

هل التبويض الضعيف يعني استحالة الحمل؟

ليس بالضرورة. التبويض الضعيف يعني أن البويضة التي يفرزها المبيض قد تكون غير ناضجة كفاية أو أن الإباضة لا تحدث بانتظام. مما يُقلل من فرص حدوث الحمل، لكنه لا يُلغيها تمامًا.
فالمرأة التي تعاني من تبويض ضعيف قد لا يحدث لها تبويض في كل دورة شهرية. أو قد تكون جودة البويضات منخفضة، مما يضعف فرص التخصيب أو ثبات الحمل. ومع ذلك، يمكن لبعض النساء الحمل رغم وجود تبويض ضعيف. خصوصًا إذا تم الكشف عن المشكلة مبكرًا واتباع العلاج المناسب. الخبر الجيد أن حالات كثيرة من ضعف التبويض تستجيب للعلاج، سواءً بالأدوية المنشطة للإباضة أو بتغيير نمط الحياة. وهو ما يعيد للمرأة فرصة الإنجاب بشكل طبيعي أو عبر وسائل مساعدة.

علامات التبويض الضعيف

قد لا تكون علامات التبويض الضعيف واضحة دائمًاً. إلا أن بعض الأعراض قد تشير إلى وجود خلل في عملية الإباضة، ومن أبرزها:

  1. عدم انتظام الدورة الشهرية
    تغيّر مواعيد الدورة من شهر لآخر، أو قصرها أو طولها بشكل غير معتاد، قد يدل على ضعف التبويض أو اضطرابه.
  2. قلة الإفرازات المهبلية الشفافة
    في فترة التبويض الطبيعية، تزداد الإفرازات المهبلية وتصبح شفافة ومطاطية، مثل بياض البيض. غياب هذه الإفرازات أو قلتها قد يكون علامة على ضعف التبويض.
  3. ضعف أو غياب أعراض التبويض
    مثل ألم خفيف في أحد جانبي البطن، أو ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، أو زيادة في الرغبة الجنسية – فإن غياب هذه المؤشرات قد يُشير إلى خلل في الإباضة.
  4. تأخر الحمل رغم المحاولة لفترة طويلة
    إذا كانت العلاقة الزوجية منتظمة دون استخدام موانع للحمل لمدة تزيد عن 6 إلى 12 شهرًا دون حدوث حمل، فقد يكون التبويض الضعيف أحد الأسباب المحتملة.
  5. نقص في مستوى هرمون البروجستيرون بعد التبويض
    والذي قد يتم اكتشافه من خلال تحليل دم، حيث يدل انخفاض هذا الهرمون على ضعف التبويض أو فشل التبويض في دعم بطانة الرحم بشكل كافٍ.
  6. ظهور أعراض هرمونية غير متوازنة
    مثل حب الشباب المزمن، أو زيادة الشعر في أماكن غير معتادة (الوجه، الصدر)، أو تساقط الشعر – وهي مؤشرات قد ترتبط بخلل هرموني يؤثر على عملية الإباضة.

أسباب ضعف التبويض

يحدث ضعف التبويض نتيجة اضطرابات تؤثر على انتظام عملية الإباضة وجودة البويضات، وتتعدد أسبابه ما بين عوامل هرمونية، وأخرى مرضية أو نمط الحياة، وأبرزها:

  1. الاضطرابات الهرمونية
    مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، وهي من أشهر أسباب ضعف الإباضة، حيث تؤدي إلى خلل في توازن الهرمونات المسؤولة عن نمو البويضة وإطلاقها.
  2. اضطرابات الغدة النخامية أو الدرقية
    تلعب الغدتان النخامية والدرقية دورًا رئيسيًا في تنظيم الدورة الشهرية والإباضة. وأي قصور في وظائفهما قد يؤثر سلبًا على التبويض.
  3. الوزن غير الصحي
    سواء السمنة المفرطة أو النحافة الزائدة، فكلاهما قد يسبب خللاً في إفراز الهرمونات الأنثوية، ويؤدي إلى ضعف التبويض أو توقفه.
  4. التقدم في العمر
    مع التقدم في السن، تبدأ جودة البويضات وعددها بالتناقص، خاصة بعد سن الـ35، مما يُضعف من كفاءة الإباضة وفرص الحمل.
  5. التوتر النفسي والضغط العصبي
    التوتر المزمن قد يؤثر على عمل مراكز الدماغ المسؤولة عن إفراز الهرمونات المحفزة للتبويض، مما يؤدي إلى اضطراب الدورة أو ضعف الإباضة.
  6. التمارين الرياضية المفرطة
    ممارسة الرياضة بشكل مفرط، خاصة مع ضعف التغذية، قد تؤدي إلى خلل في الهرمونات وتوقف الدورة الشهرية وضعف الإباضة.
  7. تناول بعض الأدوية
    بعض العلاجات مثل أدوية الكورتيزون أو أدوية السرطان أو مضادات الاكتئاب قد تؤثر على عملية التبويض.
  8. مشكلات خلقية أو وراثية في المبيض
    مثل ضعف مخزون المبيض أو اضطرابات الكروموسومات، وهي عوامل قد تؤثر منذ سن مبكرة على انتظام التبويض.

هل الأعراض وحدها تكفي للتحقق من ضعف التبويض؟

لا، الأعراض أو علامات التبويض الضعيف وحدها لا تكفي لتشخيص ضعف التبويض بدقة، بل هي مؤشر مبدئي فقط. قد تظهر على بعض النساء علامات واضحة، بينما لا تلاحظ أخريات أي أعراض رغم وجود خلل في الإباضة. لذلك، لتأكيد ضعف التبويض، لا بد من الاعتماد على طرق طبية دقيقة، أبرزها:

اقرئي أيضاً: أسهل طريقة لحساب أيام التبويض

كيف تتأكدين من وجود تبويض ضعيف؟

للتأكد من وجود ضعف التبويض يجب اتباع الآتي:

  1. متابعة الإباضة بالموجات فوق الصوتية (السونار):
    يقوم الطبيب بمتابعة نمو البويضة داخل المبيض خلال النصف الأول من الدورة الشهرية، وفي حال عدم تطورها بشكل كافٍ أو عدم انفجارها، فذلك يدل على ضعف التبويض.
  2. تحليل هرمون البروجيستيرون في اليوم 21 من الدورة:
    هذا الهرمون يرتفع بعد حدوث التبويض. فإذا كانت نسبته منخفضة في التحليل، فقد يشير ذلك إلى ضعف أو غياب التبويض.
  3. قياس هرمونات الغدة النخامية والمبيض (FSH و LH):
    الاضطراب في هذه الهرمونات قد يدل على خلل في إشارات الدماغ للمبيض وبالتالي ضعف الإباضة.
  4. فحص مخزون المبيض (AMH):
    يعطي هذا التحليل فكرة عن عدد البويضات المتبقية وجودتها، وهو يساعد في تقييم كفاءة التبويض بشكل عام.
  5. اختبارات التبويض المنزلية:
    يمكن استخدام شرائط التبويض التي تقيس ارتفاع هرمون LH في البول، لكنها أقل دقة، وقد لا تكشف التبويض الضعيف في بعض الحالات.

خلاصة:
إذا كنتِ تشكين في وجود مشكلة في التبويض، فلا تعتمدي فقط على الأعراض مثل عدم انتظام الدورة أو قلة الإفرازات، بل توجهي لطبيبة نسائية لإجراء الفحوصات المناسبة وتأكيد الحالة بدقة.

علاج ضعف التبويض

علاج ضعف التبويض يعتمد بشكل أساسي على السبب الذي أدى إلى هذه الحالة، إلى جانب الحالة الصحية العامة للمرأة، وعمرها، ومدى رغبتها في الإنجاب في الوقت الحالي. فيما يلي أبرز الوسائل الطبية والدوائية التي تُستخدم في علاج ضعف التبويض:

1. تنشيط التبويض بالأدوية

  • كلوميفين سيترات (Clomid):
كلوميفين سيترات (Clomid
كلوميفين سيترات (Clomid


يُستخدم لتحفيز المبيض على إنتاج بويضة واحدة أو أكثر، ويُعطى عادة في الأيام 2-5 من الدورة الشهرية.

  • لتروزول (Letrozole):
    يُعتبر فعالًا، خاصة في حالات تكيس المبايض، ويؤدي إلى استجابة تبويضية جيدة.
  • حقن الهرمونات (FSH و LH):
    تُستخدم عندما لا تنجح الأقراص الفموية، وتُعطى تحت إشراف دقيق ومتابعة بالموجات الصوتية.
  • حقنة تفجيرية (hCG):
    تُعطى عندما تصل البويضة إلى الحجم المناسب لتحفيز انفجارها وخروجها من المبيض.

 

2. علاج الأسباب الهرمونية أو المرضية

  • في حال وجود خلل في الغدة الدرقية أو البرولاكتين:
    يُعالج السبب أولًا باستخدام أدوية لتنظيم الغدة أو خفض هرمون الحليب.
  • تكيس المبايض (PCOS):
    يُعالج بتنظيم الوزن، واتباع نمط حياة صحي، وأدوية مقاومة الإنسولين مثل الميتفورمين، مع تنشيط التبويض حسب الحاجة.
  • نقص مخزون المبيض أو ضعف الوظيفة بسبب العمر:
    يُقيّم الطبيب إمكانية استخدام علاجات متقدمة مثل أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري.

 

3. تعديل نمط الحياة

  • الحفاظ على وزن صحي: سواء بالنقصان أو الزيادة حسب الحالة.
  • الابتعاد عن التوتر الزائد: لأنه قد يؤثر على التوازن الهرموني.
  • ممارسة التمارين باعتدال: دون إجهاد زائد.
  • نظام غذائي متوازن: يحتوي على الفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة المبيض.

 

4. المكملات الغذائية المساعدة

  • حمض الفوليك، فيتامين D، والزنك: تساهم في تحسين جودة البويضات.
  • الإنزيم المساعد CoQ10: قد يُستخدم لتعزيز وظيفة المبيض وجودة البويضات خاصة مع تقدم السن.

تنبيه مهم:
يجب أن يكون العلاج تحت إشراف طبي متخصص في أمراض النساء والعقم، ويُفضّل إجراء التحاليل والمتابعة الدورية لتحديد مدى الاستجابة.

المصادر

Cleveland Clinic

Adore Fertility



مراكز الرياض الطبية


يسعدنا تواصلكم معنا من خلال موقعنا الإلكتروني، الذي يعد بوابة رئيسية لجميع خدماتنا في مجال الخصوبة والصحة والإنجابية.




الاشتراك


اشترك في نشرة مركز الرياض لتلقي جميع العروض والخصومات من مركز الرياض الطبي