متى تُجرى عمليات الحقن المجهري؟

عمليات الحقن المجهري يتعد من أحدث وأدق تقنيات علاج تأخر الإنجاب، وقد حقق نجاحًا واسعًا في مساعدة الأزواج على تحقيق حلم الأمومة والأبوة. ومن بين العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على نجاح هذه العملية، يأتي توقيت إجرائها بعد الدورة الشهرية في مقدمة الاهتمامات، إذ يعتمد هذا التوقيت على فهم دقيق لمراحل الدورة والتغيرات الهرمونية التي تهيئ الجسم لعملية الإخصاب. في هذا المقال، سنعرف متى تتم عملية الحقن المجهري بعد الدورة والخطوات التحضيرية التي تضمن أعلى فرص النجاح.
ما هي عمليات الحقن المجهري
عمليات الحقن المجهري هي إحدى تقنيات الإخصاب المساعد، يتم فيه حقن حيوان منوي واحد مباشرة داخل البويضة تحت المجهر باستخدام أدوات دقيقة، بهدف إتمام عملية الإخصاب خارج جسم المرأة. تُستخدم هذه التقنية غالبًا في حالات ضعف الحيوانات المنوية عند الرجل أو وجود مشاكل في الإخصاب الطبيعي، وهي تمثل حلاً فعالاً للعديد من حالات تأخر الإنجاب، حيث تزيد من فرص حدوث الحمل حتى في الحالات التي فشلت فيها الطرق التقليدية مثل التلقيح الصناعي.
دور تحديد الوقت في نجاح الحقن المجهري
يلعب التوقيت دورًا محوريًا في نجاح عملية الحقن المجهري، إذ يعتمد نجاح الإخصاب ونمو الجنين على اختيار المرحلة المثالية من الدورة الشهرية التي تكون فيها البويضات ناضجة وقابلة للإخصاب. البدء المبكر أو المتأخر عن هذا التوقيت قد يؤثر على جودة البويضات أو فرص انغراس الجنين في بطانة الرحم. لذلك، يحرص الأطباء على متابعة الدورة بدقة، من خلال الفحوصات الهرمونية والسونار، لتحديد الأيام المثالية لبدء بروتوكول التنشيط، وسحب البويضات، ونقل الأجنة، بما يضمن أعلى نسبة نجاح ممكنة للعملية.
اقرئي أيضاً: متى تتم عملية الحقن المجهري بعد الدورة
متى تتم عمليات الحقن المجهري المجهري بعد الدورة
إذا كنتي مهتمة بمعرفة متى تتم عملية الحقن المجهري بعد الدورة فإن عملية الحقن المجهري تكون بعد الدورة وفق بروتوكول علاجي يضعه الطبيب بناءً على حالة الزوجة واستجابة جسمها. عادةً يبدأ التحضير في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية، حيث تُعطى أدوية تنشيط المبايض لمدة تتراوح بين 7 و12 يومًا، مع متابعة نمو البويضات بالسونار والتحاليل الهرمونية.
عند وصول البويضات للحجم المناسب، يُحدد موعد سحب البويضات، والذي غالبًا يكون بعد حوالي 10–14 يومًا من بدء الدورة.
بعد الإخصاب في المعمل، يتم نقل الأجنة إلى الرحم بعد 2–5 أيام من عملية السحب، أي أن العملية الكاملة من بداية الدورة حتى نقل الأجنة تستغرق عادة ما بين 14 و20 يومًا تقريبًا، مع مراعاة أن المدة قد تختلف قليلًا حسب استجابة الجسم للبروتوكول العلاجي.
مراحل الدورة الشهرية
الدورة الشهرية تمر بأربع مراحل رئيسية، ولكل مرحلة دور محدد في إعداد الجسم لحدوث الحمل:
- المرحلة الشهرية (Menstrual Phase)
- تبدأ في اليوم الأول من نزول الحيض وتستمر عادة من 3 إلى 7 أيام.
- في هذه الفترة، يتم التخلص من بطانة الرحم غير المستخدمة عبر النزيف الشهري.
- المرحلة الجُريبية (Follicular Phase)
- تبدأ من اليوم الأول للدورة وتستمر حتى حدوث التبويض (عادة من اليوم 1 إلى اليوم 13).
- يقوم الدماغ بإفراز هرمون (FSH) الذي يحفز المبايض على إنتاج عدة جُريبات تحتوي على بويضات، وينمو أحدها ليصبح البويضة الناضجة.
- في هذه المرحلة، يبدأ الرحم في إعادة بناء بطانته استعدادًا لاحتمال الحمل.
- مرحلة الإباضة (Ovulation Phase)
- تحدث عادة في منتصف الدورة (اليوم 14 في دورة مدتها 28 يومًا).
- يتم إفراز هرمون (LH) بكمية كبيرة، ما يؤدي إلى خروج البويضة الناضجة من المبيض متجهة نحو قناة فالوب.
- هذه هي الفترة الأكثر خصوبة في الدورة الشهرية.
- المرحلة الأصفرية (Luteal Phase)
- تمتد من بعد الإباضة حتى بداية الدورة التالية (حوالي اليوم 15 إلى 28).
- يتحول الجُريب الفارغ إلى ما يُعرف بالجسم الأصفر (Corpus Luteum) الذي يفرز هرمون البروجستيرون لتثبيت بطانة الرحم.
- إذا لم يحدث حمل، ينكمش الجسم الأصفر وتنخفض الهرمونات، فتبدأ الدورة الجديدة.
لماذا التبويض هو المرحلة الأساسية للتحضير للحقن المجهري؟
التبويض هو المرحلة الأساسية للتحضير لعمليات الحقن المجهري لأنّه يمثل اللحظة التي تصل فيها البويضة إلى أقصى درجات النضج والجاهزية للإخصاب. في هذه المرحلة، تكون جودة البويضة وحجمها مناسبين لزيادة فرص نجاح عملية الإخصاب في المختبر.
خلال الحقن المجهري، يعتمد الطبيب على سحب البويضات في توقيت دقيق جدًا بعد اكتمال نضجها مباشرة، لأن أي تأخير أو تبكير قد يقلل من جودة البويضات أو يقلل من عددها الصالح للإخصاب.
كما أن التبويض مرتبط بتغيرات هرمونية مهمة، مثل ارتفاع هرمون LH، وهي إشارات طبيعية يستخدمها الطبيب لتحديد الوقت المثالي لبدء الخطوات الأساسية للعملية.
التحضير للحقن المجهري
المرحلة التحضيرية قبل بدء الدورة
قبل الشروع في عملية الحقن المجهري، يخضع الزوجان لمرحلة تحضيرية تهدف إلى تقييم الحالة الصحية وضمان أفضل الظروف لنجاح العملية.
الفحوصات الطبية المطلوبة قبل العملية
- فحوصات هرمونية لقياس مستويات الهرمونات المسؤولة عن التبويض مثل FSH وLH والبروجستيرون.
- سونار مهبلي لفحص المبايض والتأكد من عدم وجود تكيسات أو مشكلات هيكلية.
- تحاليل للدم تشمل فصيلة الدم، وظائف الكبد والكلى، وفحص الأمراض المعدية.
- تحليل السائل المنوي للزوج للتأكد من جودة وعدد الحيوانات المنوية.
الأدوية الهرمونية لتنشيط المبيض قبل الدورة أو مع بدايتها
قد يصف الطبيب أدوية هرمونية قبل بدء الدورة أو مع أول أيامها، بهدف تحفيز المبايض لإنتاج عدد أكبر من البويضات ذات الجودة العالية. نوع وجرعة هذه الأدوية يختلف حسب الحالة واستجابة الجسم.
متابعة نمو البويضات بالسونار والفحوصات

خلال فترة التنشيط، يتم إجراء فحوصات دورية بالسونار المهبلي وتحاليل هرمونية لمتابعة حجم البويضات وتحديد الموعد المثالي لسحبها.
خطوات الحقن المجهري بعد الدورة خطوة بخطوة
- تنشيط المبايض (7–12 يوم)
تناول الأدوية المنشطة مع المتابعة المستمرة بالسونار والتحاليل.
- سحب البويضات
يحدث عادة بعد 10–14 يوم من بدء التنشيط، تحت تخدير بسيط باستخدام إبرة دقيقة عبر المهبل.
- الإخصاب في المعمل وزراعة الأجنة
يحثن الطبيب كل بويضة بحيوان منوي واحد تحت المجهر، ثم متابعة انقسام البويضة المخصبة.
- نقل الأجنة إلى الرحم
وذلك ذلك بعد 2–5 أيام من الإخصاب، حيث يضع الطبيب الأجنة المختارة داخل الرحم باستخدام قسطرة رفيعة.
اقرئي أيضاً: متى تنغرس البويضة في الرحم؟
العوامل التي قد تغير توقيت العملية
- استجابة المبيض للأدوية: بعض السيدات قد يستجبن بسرعة أو ببطء مما يستدعي تعديل المواعيد.
- مشاكل هرمونية أو صحية: مثل اضطراب الغدة الدرقية أو تكيس المبايض.
- تعديل البروتوكول بناءً على حالة الزوجة: الطبيب قد يغير الخطة العلاجية إذا رأى أن ذلك يزيد فرص النجاح.
نصائح لزيادة فرص النجاح
لتحقيق أفضل نتائج من عملية الحقن المجهري، ينصح الأطباء باتباع مجموعة من الإرشادات التي تدعم صحة الزوجة وتزيد من فرص الحمل:
- الالتزام الصارم بتعليمات الطبيب
تناول الأدوية في المواعيد المحددة وعدم إهمال أي جرعة.
- المتابعة الدورية
حضور جميع مواعيد الفحوصات والمتابعة بالسونار لضبط توقيت السحب والنقل بدقة.
- التغذية السليمة
تناول وجبات متوازنة غنية بالبروتين والخضروات والفواكه، والحرص على شرب كمية كافية من الماء.
- تجنب التوتر والإجهاد
ممارسة أنشطة تساعد على الاسترخاء مثل المشي أو اليوغا، وتجنب الضغوط النفسية قدر الإمكان.
- تجنب العادات الضارة
الامتناع عن التدخين والكحول، وتقليل الكافيين.
- الراحة بعد نقل الأجنة
أخذ قسط كافٍ من الراحة خلال الأيام الأولى بعد النقل، مع تجنب المجهود البدني الشديد.
- المحافظة على وزن صحي
الوزن الزائد أو النحافة المفرطة قد يؤثران على استجابة الجسم للعلاج.
اقرئي أيضاً: موعد إجراء اختبار حمل بعد ترجيع الأجنة